المنزل للبيع بسبب سوء الجيران

على لافتة بعرض المنزل وعلى الواجهة الرئيسية في الشارع العام كتب صاحب المنزل...( المنزل للبيع بسبب سوء الجيران)...هو يعلم أن أحدا لن يتقدم إليه لشراء منزله !! فمن الذي يقبل أن يسكن بجوار الذي أجبروا الرجل على بيع بيته؟...بعض الجيران لم يهتم بهذه اللافتة المشينة المهينة....كأنها ليست موجودة على قارعة الطريق تصفهم بالسوء...ولكن منهم من كان راغبا في رفع تلك اللافتة لأنه ليس سيئا كما تعلن وهي تشوه سمعته بغير دليل ...ولكن بعضهم كان سيئا بالفعل ...تشاجر مع صاحب المنزل وطلب منه رفعها وإزالتها...يوما بعد يوم ظلت اللافتة مكانها تتحدى كل الجيران وتخفف من غيظ صاحب المنزل وتشفي بعض غليله...ولكن الجار السيئ بحق أرسل شخصا ليرفعها ومعه سلم طويل ...صعد العامل المسكين ليرفع اللافتة فرآه أهل البيت وأخبروا أباهم ...جاء الأب وفي عينيه الشرر وفي قلبه الضجر وعقله غائب تماما...ترك العامل يصعد على السلم حتى بلغ أعلاه ثم سحب السلم فسقط العامل وكسرت ساقه وأصيب بارتجاج خفيف في المخ فأرسل إلى المستشفى ...كل ذلك والجار المحرض مختف لم يظهر...أحيلت المشكلة إلى الشرطة وكل طرف جهز شهوده ولقنهم الأقوال حسب الصيغة التي اقترحها المحامي .....وما زالت المشكلة تبحث عن حل بين تدخل العقلاء لتهدئة النفوس وحل الإشكال بالتراضي... وما زال أطرافها متمسكون كل برأيه...هذا ما جناه جار على جاره فوقعا كلاهما في مشكلة لم يكن لها داع ...كان يمكن تجنبها بالخلق الحسن وحسن الجيره...ولكن أشير إلى أنها كانت واقعة ليست عابرة.....لا بد أن يكون سبقها يأس الجار صاحب اللافتة إلى حد كبير وسوء الآخر الذي لم يحسن الجيرة إلى حد أكبر