2011-12-18 20:15:35
صحيفة الوطن الجزائرية
حجم الخط:
علي البحراني
لماذا يراد بنا كمسلمين ان ننشغل ببعضنا البعض على الدوام ؟ ومن وراء ذلك ؟ وهل نحن هيئنا لنكون ضمن هذه الطاحونة بشكل مستمر ؟
كثيرا ما ماكانت ومازالت الماكنات الإعلامية تردد الهلال الشيعي وخطره العظيم ويقصد به (ايران – العراق – سوريا – لبنان ) ولقد صمت آذاننا من هذا الخطر عبر وسائل الإعلام المتنوعة ومن المثقفين والكتاب الذين جندتهم الأنظمة لخدمتها ولتنفيذ ما يملى عليها من الاستكبار ، هل سنرى مصطلح المنجل الاخواني يتداول الآن ؟ ويقصد به ( تونس – ليبيا – مصر – تركيا ) والتي جاءت الديموقراطيات بها إلى سدة الحكم بحكم التنظيم والأغلبية وذلك كما حدث في دول الهلال الشيعي ؟ فالدول التي يتم فيها إرجاع السلطة للشعب وتداولها عبر صناديق الاقتراع حتما سيفوز فيها الأغلبية المنظمة ، فطبيعي أن تأتي نتائج الاقتراع في إيران والعراق بالأكثرية الشيعية هناك كما هو طبيعي في الدول التي أغلبيتها سنية أن يفوز فيها إحدى الفصائل السنية من سلفية بكل أفرعها أو إخوان فهل سنرى الماكنات الإعلامية التي سخرت إمكاناتها لتسليط الضوء على الهلال الشيعي ستقع في كمين الفرقة والطائفية وتتحدث عن المنجل الإخواني ؟
إن وجود حرية وكرامة في أي قطر من أقطار العالم يؤول الحكم لفترة لفصيل من فصائل توزيع الناس هناك ، وهذا ليس عيبا ولا سوء بل هي الديموقراطية التي يمقتها من تسلطوا على رقاب الناس عنوة وقسرا وظلما واظطهادا وأعادوا برمجة تفكير الناس إلى شرعنة ما يمارسونه من استعباد للناس وانتهاك حرماتهم ، إن وصول أيا كان للحكم عبر اختيار الناس وبحريتهم يعني احترام النظام والقانون الذي يكفل لكل فرد على ذلك القطر حقوقا وكرامة مهما كان دينه أو مذهبه أو انتماءه ووجود القانون الرادع لكل من يحاول نبز أو اقصاء أو تمييز بين افراد الوطن هو المظلة التي يستظل بها المواطن هناك ضد كل ما يعكر صفو حياته أو يجعله في حالة حنق وغضب يتحين الفرصة لأسترداد كرامته المهدرة ، إن عدم افشاء العدالة الإجتماعية وتكأفؤ الفرص هو وقود ثورات الوطن العربي والرياح التي تهب على الأوطان لإزالة براثن التسلط والاستبداد والإستئثار بالمناصب على فئة دون فئة أو مذهب دون آخر أو دين على دين .
فالحصن لكل الحكومات هو كفالة حرية الناس وإرساء العدل والمساواة بين جميع أفراد الوطن وسد جميع الثغرات التي من الممكن أن تستغل لنحتها حتى تكون فجوات وكهوف من المستصعب أن تسد إلا بإرجاع السلطة إلى الشعب من جديد كما فعل المصريون في ميدان التحرير والذي أصبح مكان انتزاع الحقوق المسلوبة من أيا كان سلميا ، فالناس هناك خلعوا ثياب الخوف والخنوع ولبسوا ملابس الشرف والحرية وجعلوا منبرهم ميدان التحرير الذي يوصلون عبره رسائلهم السلمية إلى كل من يحاول اختطاف ثورتهم .
الشعوب العربية ملت الخنوع والضيم ونزلت للميادين لاسترجاع حقوقها وثرواتها التي طالما سلبت من بين جنباتها ولن تقبل باختطاف ثوراتها من أيا كان ومن يعتقد أن الأمر آل إليه بعد سقوط طاغية قبلة ليمارس طغيان بشكل آخر هو يغفل تجارب من قبله ويقفل على قلبه بوثير السلطة التي لم يعتبرها تكليف وخدمة لشعبة ، من يعتقد أنه يستطيع أن يسلب الناس حقوقهم واهم حتى لو تمكن من ذلك فسيكون مؤقتا جدا لأن الناس تمرست الحرية وشمت عبقها وستناضل من أجلها ، فلا يسرقن حاكما لقمة سائغة من شعبة لإشباع غرائزه لأنه بذلك سيحكم على حكمه بالانتحار إن عاجلا أو آجلا.
التعليقات (0)