مواضيع اليوم

المناهج الدراسية في الحكومة الأيرانية

ناصر حيدري

2010-01-04 22:19:27

0

 

المناهج الدراسية في الحكومة الأيرانية مدوّنة حسب ما تراه الحكومة و لا مكان لآراء تعارضها بل لا مكان حتى لتلك التي لا تتماشى مع خطابها.منذ السنين الاولى و في الابتدائية يقرأ الطالب كتابا تحت عنوان تعليمات ديني,هذا الكتاب و الى جنبه كتب فارسي و تاريخ ـ و لا أنجليزي ـ,مفاهيم هذه الكتب تصبّ في خانة سياسات الحكومة تحت أسم الفقه و الثقافة الدينية,تدعمها و ترسخها في اذهان الاطفال منذ الصغر في أعطاءها صورة صنعتها لنفسها مغايرة للاسلام وتعاليمه و مبادئه العامة. تستمر العملية حتى الثانوية و الجامعة,بنفس الوقت تسدّ على الطالب حسّ التطلع و الاستفسار و التحري من حقيقة القضايا الشائكة ,على السبيل المثال في طرح هذه الكتب للحقائق التاريخية في صدر الاسلام توجد الشويهات لقضية الخلافة و تسليط الضوء على لاشرعية الخلفاء دون علي و قضية السقيفة و حرق دار فاطمة ,الامور التي تحتاج الى تبصّر من قبل الطالب و الرجوع للرأي الآخر و مرور المراجع التاريخية و الاسناد , بنفس الوقت هذه الامور لاتعني طالب الابتدائية و الاعدادية ,لاتوجد تلك الكتب و المصادرفحسب انما أن وجدت عند طالب تعتبر جريمة لاتغتفر,كتب اهل السنة و الجماعة توجد بقلة عند اصحابها فكيف بالاخرين من المذاهب الأخرى؟ من القضايا التي تكررت كثيرا في كتاب تعليمات ديني و لا انساها لكثرة هذا التكرار ما جاء فيها : أنه هنالك فرق كبير بين علماء أهل السنة و علماء الشيعة , هو أن علماء و مراجع و فقهاء الشيعة لا يعيشون على حساب الحكومات و من الجهة الاقتصادية يديرون انفسهم بأنفسهم, عن طريق الاموال التي تدفعها الناس كرسوم دينية لهم مثل الخمس و الزكاة و الوقف و ماتسمّى في الفقه ـ الوجوه الشرعية ـ. يقول في كتاب تعليمات ديني أن علماء السنة تتحكم بهم الحكومات و تسيّرهم حسب المقاصد السياسية و على العكس من هذا يستمدّ فقهاء الشيعة قواهم من الناس فترى كلمتهم مسموعة عند العوام و الجانب الآخر لامكانة اجتماعية و لادينية له.مرّت الايام و هي خير مارّ و خير مفسّر للقضايا و رأينا أن الحكومة الايرانية بدأت بشنق عشرات علماء الدين الذين لا يتفقون مع الحكومة في الرأي او يشككون في طرح ولاية الفقيه في اول ايامها تحت ذريعة أنهم ـ روحاني نما ـ , أيّ مشبّه نفسه بالعالم و ليس عالما !… وصل الامر الى أصدار قرارات حكومية لازمة التنفيذ بحق علماء دين كانوا هم ناصروا الثورة و ضحوا و سجنوا في مدة حكم الشاه كمنتظري و صانعي و شريعتمداري و اُخذت منهم تعهدات علنية و كتبية بعدم التدخل بأمر السياسة لأنهم لايفقهون,و نزعت عنهم صفة المرجعية و اسقطت عنهم مكانتهم الدينية و سُكرت مكاتبهم و ممثلياتهم في المدن الايرانية ,قامت بهذه الامور و اصدار الاحكام الصارمة محكمة علماء الدين الخاصة ـ دادكاه ويجه روحانيت ـ و مجلس الامن القومي ـ شوراي امنيت ملي ـ . فتاوى التحليل و التحريم شاعت حتى أصبح يتفوّه بها الناس و صارت أمرا رائجا و عُرف و ظل يسخر من أمرها الجميع . جامعة مدرسي حوزة قم أحدى المؤسسات الحكومية التي اصدرت اخيرا حكما بعدم كفاءة صانعي للمرجعية الدينية ,ما اثار الدهشة و السخرية في الاساط الدينية الداخلية و الخارجية,حيث تمّ هذا الامر على أثر أعتراضه على سياسات الحكومة الحالية بقتل الابرياء و قمع المظاهرات السلمية و الاحكام التي يصدرها وعاظ السلطان هنا و هناك في شرعية اعدام كل من يرفع صوته بوجه الحكومة بأعتبار هذا الشخص محاربا لــ لله و مفسدا في الارض , و بالنتيجة مهدور دمه.
الروابط المرتبطة:

 

http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=8810140548

http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=8810120778





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات