المناقبية العسكرية قبل التسليح
مع تنامي الحوادث الأمنية التي لا يمكن فصلها عن تداعيات الأزمة السورية واستيراد "حزب الإرهاب المنظم" الإرهاب الخارجي الى لبنان كنتيجة طبيعية لتصديره إرهابه الداخلي الى سوريا، كَثُر الحديث عن وضع الجيش اللبناني حيال تلك التحديات، فمنهم من نادى بضرورة تسليحه عبر إعادة تفعيل صفقة التسليح الروسية والإسراع في اتمام الصفقة الفرنسية، ومنهم مَن طالب بإعادة هيكلة الجيش، ومنهم دعا الى زيادة العديد، ومنهم من اقترح استدعاء قسم من الاحتياط... كلّهم طالبوا بالقشور (وهي مطلوبة) ونسوا اللب (وهو الأساس)، ألا وهو إعادة النظر في المناقبية العسكرية.
لقد فات هؤلاء المنظّرين ما هو أولى من استجداء مساعدة عسكرية من هنا أو هبة مالية من هناك، فالمناقبية العسكرية هي الأساس لأنها تُعنى بالأخلاقيات التي تبثها المؤسسة العسكرية في نفوس المجنّدين وتُنشِّئهم عليها سواء منها ما يتعلق بالانضباط (سلوكيات الجندي) أو بأصول التعاطي مع المواطنين أو بمعاني ثلاثية "الشرف والتضحية والوفاء" التي اختارها الجيش اللبناني لتكون شعاره... فكما أنّ الإنسان بلا أخلاق يصبح أقرب الى البهيمية كذلك إنّ جيشًا بلا مناقبية يُمسي عصابة من "الشبيحة" أو "الباسيج" أو قطّاع الطرق مهما امتلك من عديد وترسانة عسكرية.
المناقبية العسكرية تجلّت بأبهى صورها في 14آذار2005 يوم قدّم "ثوار الأرز" الورود البيضاء الى عناصر الجيش الذي حاول الاحتلال الأسدي استخدامه لمنع المتظاهرين من الوصول الى ساحة الحرية، فما كان من الجيش إلا أن فتح الطرق أمام مواطنيه وعمل على تأمين سلامة تظاهرتهم المليونية التي غيّرت مجرى التاريخ. المناقبية العسكرية ظهرت كذلك في 22/8/2014، في ردّ قائد الجيش على مَن أقحمه في "معركة القلمون الثانية" وأراد استخدامه في إبادة "عرسال" وتدميرها على رؤوس أهلها ولاجئيها: "في عرسال 120ألف شخص بين أهالي البلدة والنازحين السوريين، فهل كان بعضهم يريدني أن أدمر عرسال وأقتل لبنانيين ونازحين سوريين"؟!
في مقابل النماذج المشرفة للمناقبية العسكرية نجد نماذج مسيئة وخطيرة تدعو الى القلق. فالمناقبية العسكرية ضُرِبَت مثلاً عام 2008 عندما أُجبِر الجيش على التخلي عن واجبه في الدفاع عن شعبه، فأخلى الساحة في بيروت والجبل لميليشات الحزب الإرهابي تعيث فسادًا وقتلاً وخرابًا في الأرض. والمناقبية العسكرية ضُرِبت حين خاض الجيش "حرب البندقية الموحّدة" عام 2013 في "عبرا" فرضي بالقتال جنبًا الى جنب مع ميليشيا "حزب الإرهاب المنظم" الذي كرّر جرائم 7 أيار لكن ضد أهالي صيدا تحت غطاء الجيش اللبناني الذي قامت بعض عناصره أيضًا بممارسات مشينة وموثّقة في حق بعض المواطنين. والمناقبية العسكرية كُسِرت يوم آخى "تيار المستقبل" بين الشرعية والإرهاب فأجلَسَ قادة الأجهزة الأمنية على طاولة واحدة مع قيادي ميليشيوي في الحزب الإرهابي في اجتماع رسمي أيًا كانت أسبابه ودوافعه. والمناقبية العسكرية أٌهينت بشكل مضاعف طيلة أيام شهر أيلول المنصرم، مع انتشار مقاطع "فيديو" تُظهر تفنُّن بعض العسكريين في الاعتداء على اللاجئين السوريين العُزَّل سواء من خلال انتهاك كرامتهم أو شتمهم أو إهانتهم، أو إطلاق ألفاظ عنصرية في حقهم، هرس ممتلكاتهم تحت جنازير الدبابات وإتلافها، تعذيب ذوي الاحتياجات الخاصة منهم عبر الدوس على موضع إعاقتهم كموضع بتر الساق، وكذلك عبر ضرب الموقوف الجريح في المستشفى على موضع جرحه أو كسره، نتف لحية الموقوف الملتحي، تمريغ الموقوفين بالتراب، رَكْلِهم بالحذاء العسكري على وجوههم... كل ذلك دون تفرقة بين شاب ومُسن وضعيف ومعوّق وفي اعتقالات بالجملة بعضها غير مبرّر.
عنصرية همجية شوفينية نازية سادية فاشية إذلال إهانة تركيع... مَن حقن كل هذا الحقد وتلك الكراهية تجاه المدنيين العزَّل في نفوس أولئك العسكريين؟ مَن حرَّضهم على ارتكاب تلك الممارسات التي يندى لها الجبين ومَن أمرهم بالتنفيذ؟ مَن صوّر لهم المدني المسالم الأعزل الهارب من الوحش الأسدي الكاسر عدوًا شريرًا مدجّجًا بالسلاح؟ أسئلة كثيرة تَطرح نفسَها والجواب واحد: أنقِذوا المناقبية العسكرية فالإنسان في لبنان لا يريد من الجيش أكثر من "الشرف والتضحية والوفاء" التي ألزم بها الجيش نفسه؛ لذا على الجيش إعادة النظر في المناقبية العسكرية التي ينشِّئ عليها جنوده ومراقبة مدى التزامهم بها، وتطهير صفوف المؤسسة العسكرية من عديمي الإنسانية وفاقدي أدنى قِيَم المناقبية المتنكّرين بالبزة العسكرية الشريفة أيًا كانت رتبهم، وإلا فلتكن لدى الجيش جرأةُ مصارحة اللبنانيين بأنه بات أسير خاطفَين إرهابيَين أحدهما يأسر منه نحو عشرين عسكريًا فيما يأسر الخاطف الآخر الـ65 ألفًا الباقية.
عبدو شامي
2/10/2014
التعليقات (8)
1 - قواتي قذر
لبناني - 2014-10-03 16:07:42
ايها هالقذر القواتي تتباكى على جريح ارهابي لمجرد انه عناصر الجيش ضربوه ونتفو لحيته وهو ورفاقه سبق لهم قتل عناصر الجيش اللبناني وقطه رؤوس المخطوفين تتباكى على من يزعمون انهم لاجئين وهم في الحقيقة عناصر داعش الارهابية كانو يحاربون ويقتلون جنود الجيش اللبناني تتباكى ايها القذر على عناصر احمد الاسير الخنزير الذين قتلو 25 جنديا من الجيش اللبناني ويتمو اطفالهم ورملو زوجاتهم
2 - الى صاحب التعليق الاول
شاعر الغسق - 2014-10-03 21:50:08
عذرا من السيد صاحب المقاله اود ان اطرح ردي على صاحب العبارات الوقحه اولا الشرف والتضحيه التي اتخذها الجيش اللبناني كشعار رنان له لم تساعده ابدا على ان يكون شريفا حقا بعين الناس والشريف لاياخذ الرجل بجريرة غيره انتشر فيديوا لجنود لبنانين وهم ينهالون ضربا ولكما واهانه بحق لاجئين سورين بسبب ان انهم عجزوا عن داعش وجبهة النصره والجيش الحر فذهبوا للاستقواء على الجرحى والعزل وثق ثقه تامه ان من يفرد عظلاته على الضعفاء يعتبر جبان وبلاشرف وهي بدايه لسقوطه وان كان على قمم الشواهق من الجبال ولو كان بكم خير ياجيش لبنان الشريف هاهي ايران تعبث بارضكم من خلال حزب الله ولا اعتقد ان هذا يخفى عليكم فارجوا ان توظفوا شرفكم وتضحياتكم بالمكان الصحيح هل فهمت كلامي ام اعيده من جديد ؟
3 - الى شاعر القذارة
لبناني - 2014-10-04 16:04:58
الجيش اللبناني ايها القذر المسمي نفسك شاعر له تاريخ في القضاء على الدواعش من الضنية ونهر البارد وعبرا وكان على وشك القضاء عليهم في جرود عرسال لولا تدخل ما يسمى هيئة علماء المسلمين وامنو لهم المهرب مع المخطوفين جيش بلادي لبنان يشرف امثالك وهو بالنهاية خاضع لامرة الحكومة اللبنانية وبخصوص ما تقولون ضرب ولكم لاجئين سوريين هؤلاك ليسو لاجئين هولاك من داعش متخفين مع اللاجئين جيشنا اشجع جيش وقوي لكنه لا يملك الامكانيات ويحارب بامكانيات بسيطة تحية لقائد الجيش جان قهوجي وكلنا معك لتقضي على الارهابيين الدواعش
4 - الى لبناني
شاعر الغسق - 2014-10-04 20:39:03
التاريخ لايتم صنعه بين ليله وضاحها فداعش لم تكن متواجده الاهذه الاشهر، فكيف تتغنى بتاريخ جيشك وهو لايستطيع حماية ارضه من التدخلات الايرانيه بالمنطقه ثانيا ضعف الامكانيات لا تعني قوه ولاتعني ضعف هذه داعش محاصره دوليا وامكانياتها ضئيله ولعبت في حسبتكم كما يلعب الصياد بصيد العصافير الرقيقه وجيشك اللبناني عايش على المعونات الخارجيه دعم بالمليارات من جهة السعوديه وامريكا واتمنى ان تسرد لي بطولاتكم ياضعفاء جيش الطنطات والرقصات يانواعم لبنان ههههههاي
5 - الى شاعر
لبناني - 2014-10-05 19:07:24
يكفي فخرا انه الجيش اللبناني ما زال يطلق النار على اسرائيل وليس مثل جيوش مصر والاردن والسعودية التي تشتري السلاح وتخزنه دون ان تستعمله وهكذا يريدون الجيش اللبناني ان يخزن السلاح ولا يستعمله لهذا يمنعون تسليحه حتى الهبة السعودية هناك خلاف فيها لانه يريدون تسليح الجيش اسلحة خفيفة بها وفي النهاية هو جيش حرا ليس مثل جيوشكم محكومة من اميركا يقاتل بكل امكانيته البسيطة حتى مروحيات النقل لديه جعلها مروحيات قتالية بعد ان سلحها بصواريخ ضرب فيها الارهابيين بعرسال
6 - الكلام سهل ياعزيزي
شاعر الغسق - 2014-10-05 19:55:47
الافتخار امر بديهي لكن ان يفتخر المرئ بالفشل هذا هو الخزي بعينه اين هزائم اسرائيل التي طالتها من جيشكم الجبان من يحكم لبنان اليوم اليست ايران من خلال حزب الله هل لك ان تطلعني على مقدار التسليح العسكري بين جيش دوله كلبنان وبين حزب مصغر خارج اطار الدوله مثل حزب الله بالضاحيه الا يمتلك حزب الله عسكريا وتسليحيا قوه اضخم من تلك المتواجده لدى جيشكم ان لم يكن هذا ضعف فأين الضعف برأيك ومن ثم كلامي يدخل به جميع الجيوش العربيه الجبانه فكلهم عبيد للمالك السيد امريكا حتى ايران بجميع احزابها ماهي الا عصا بيد امريكا يتكئ عليها خشية السقوط وانا لااعترف بهذه الجيوش التي رضخت للغرب قهرا وذلا الجيش الذي يستحق الاحترام هو جيش القاعده وداعش التي رفضت الذل وهاهي تمتلك ارض اكبر من سوريا والاردن مجتمعه بل اكبر من بريطانيا ارجوا ان ترد علئ بحقائق لامجرد كلام تحياتي
7 - الى شاعر
لبناني - 2014-10-06 13:17:03
جيشنا ليس جبان رغم امكانيته لكنهم كما قلت لك ممنوع ان يتسلح الا بشروطهم ولهذا يريدون ابقائه ضعيف التسلح فلماذا لا يسمحون للجيش ان يتسلح ليصبح اقوى من حزب الله
8 - الى العزيز لبناني
شاعر الغسق - 2014-10-06 19:14:27
حب الجيش الذي يحمي الوطن امر فطري لكن لايعني ذالك ان لانقر بضعفه على سبيل المثال لا الحصر انظر الى مقاتلين داعش لايملكون دعم ولا اسلحه جويه وبحريه ومع ذالك دوخوا العالم برمته وامريكا والغرب فرنسا وغيرها يحسبون لهم الف حساب ناهيك عن الدول العربيه الذين احتاروا من من بينهم يشن حرب بريه على داعش والحقيقه انها ليست حيره بل خوف كل واحد يريد ان يورط الاخر بدخول حرب بريه ضد داعش ارجوا ان تقطعوا مشاريع ايران في لبنان وحاربوهم لانهم سبب ضعف جيشكم وسبب تحول لبنان من بلد ذو طبيعه خلابه وجمال جذاب الى مجرد ارض لتبادل التفجيرات بين الحين والاخر