((دولة القانون والمنافقون))
شيكاغو – أنس ألبياتي
لمراسلة الكاتب مباشرة والنقاش حول الموضوع
Anass.albayati@iraqimutualaid.org
قد يثير عنوان هذه المقالة حفيظة ائتلاف دولة القانون في العراق كوني استعملت المصطلح الذي يجعلوه عنوانا لاتلافهم السياسي! ولكني اريد ان اوضح انني لن اتكلم عن ائتلاف دولة القانون وذلك لاني دخلت مرحلة الياس من الوضع السياسي العراقي وخوفا من ان يتهمني المنافقون بأنني واحد من اصحاب الاقلام التي تهاجمهم دون سبب كما يتصورون لانهم الان هم السلطة والمنافقون كثيرون وجاذبية الكراسي اقوى من الجاذبية الارضية بالاف المرات واعتقد ان الكلام ليس فيه اي نفع بعد ان اصبح رئيس الوزراء لايسمع الا من المقربين له او من الذين يمدحوه وهو ماتكلمت عليه مرارا منذ توليه الحكم لتثبت نظرية ان الحكام العرب دكتاتوريون بالفطرة وبقوة المنافقين المحيطين بهم.
فماذا يعني عدم وجود وزراء امنيون منذ تشكيل الحكومة العراقية وحتى الان وماذا تعني ادارة كل الوزارات الامنية بالوكالة ومن شخص واحد؟ حتى كريندايزر عندما كان يقاتل الاشرار كان يستعين بأصدقائه من كوكب فليد او من كوكب الارض! ولمن لا يعرف من هو كريندايزر عليه باليوتيوب!
اعود الى الموضوع الذي اريد الحديث عنه وهو ماصدر من اول رئيس منتخب لاكبر البلدان العربية من حيث عدد السكان واكثرها ثقلا وتاثيرا! واتحدث عن الرئيس محمد مرسي الرئيس المصري الجديد! كنت اشرت في مقالة سابقة من ان الرئيس الجديد لديه الان فرصة تأريخية بمعنى الكلمة للم الشمل وارسال رسائل التطمين لكل البلدان العربية والى الشعب المصري من ان وصول الاسلام السياسي الى الحكم لم ولن يؤثر على اي شئ وكان عندي امل كبير في ان يستفيد الرئيس من التجارب التي سبقته في العراق وتونس والتي اثبت فيها الاسلام السياسي فشله الذريع في ادارة شؤون البلاد ونجح نجاح ساحق في الفرقة وبث الطائفية بين ابناء الشعب الواحد.
وبالتالي جاء الرئيس ليؤكد لي وللجميع انه سيسير على نفس النهج الذي سار عليه من سبقه ممن يدعون الاسلام او المتاسلمين!
كنت اترقب ان تكون اولى قرارات السيد الرئيس تتحدث عن الوحدة وانه يمثل جميع المصريين ولكن الغريب ان اولى قرارات سيادته جائت ضد القانون! في سابقة خطيرة جدا لم تشهدها اي دولة في العالم سواء العالم الثالث او حتى عالم سمسم ولمن لايعرف ماهو عالم سمسم فعليه باليوتيوب ايضا!
عرفت الان لماذا كان يصر الرئيس في اول خطاب له ان ينادي الشعب المصري بأهلي وعشيرتي؟ لان القرار الذي اتخذه ماهو الا قرار عشائري يصدره شيخ عشيرة من الذين لايفهمون اي شي عن العشيرة وانما شائت الصدف ان يكون شيخا لها! لكن مصر لاتدار هكذا ويكفي ان نعرف ان القانون المصري والفرنسي هو مصدر لكثير من التشريعات في العديد من دول العالم فكيف يصدر الرئيس قرار يعارض قرار اعلى محكمة مصرية؟ وبالمناسبة فان المحكمة الدستورية العليا في مصر تأتي في الترتيب العالمي الثالث من حيث العراقة ودقة القرارات التي تصدرها ؟
ندبت حظي الاف المرات لاني درست القانون لان دارس القانون يعلم تماما ماذ يعني هذا القرار الذي اتخذه الرئيس بل وحتى ان المنظف في المحاكم يعلم ان قرار المحكمة العليا هو قرار قطعي لايقبل الطعن وهو نافذ من تاريخ صدوره وملزم للجميع وبالتالي لايمكن ان يصدر قرار يخالفه! يمكن ان اعذر الرئيس كونه لايفقه القانون ولكن كيف يمكن ان نعذر المنافقين الذين اشاروا عليه بمثل هذا القرار؟ كنت اتخوف في مقالتي السابقة عن الرئيس الجديد من الشعراء والصحفيين والاعلاميين والفنانين بان لا يجعلوا من الرئيس فلته من فلتات العصر والزمان لان الشعوب هي من تصنع الدكتاتوريات ولم اتحدث عن القانونيين لمدى ثقتي بكل من درس القانون وعلم علم اليقين ماهية النصوص ولكن افاجي ان اول من ينافق الرئيس من من القانونيين الذين فسروا القانون على اهواء الجماعة فهذا الكفر بعينه.
نعم انه الكفر القانوني وانا من سيكفركم هذه المرة قبل ان تكفروني وتعتبروني خارجا عن المله وهذا ديدنكم ! لقد كفرتم بالقانون وستخلقون دكتاتورا جديدا يفرق ابناء الشعب الواحد وسيكون رئيسا لفئة بعينها!
انها فرصتك الاخيرة ايها الرئيس المنتخب ان توفي وتؤدي اليمين الذي اديته ثلاث مرات باحترام الدستور والقانون والا فانت طالق بالثلاث من القانون ولن ينفع الرجوع الا بمحلل قد يكون وجوده نكسة اخرى للديمقراطية الوليدة ولكن اخر العلاج الكي. ارجع الى رشدك وابتعد عن المنافقين واسمع جميع الاراء والا فانك تؤسس لدولة يسودها قانون الغاب او قانون الجماعة! الله اني بلغت اللهم فأشهد
التعليقات (0)