مواضيع اليوم

المنافقون في غزوة الأحزاب

 قال تعالى :
" وإذْ يقولُ المنافقونَ والذين في قلوبهم مرضٌ ما وعَدَنا اللهُ ورسولُه إلا غُرورًا. وإذْ قالتْ طائفةٌ منهم يا أهلَ يثربَ لا مُقام لكم فارجعوا ، ويستأذنُ فريقٌ منهم النبيَّ يقولونَ إن بيوتَنا عورةٌ وما هي بعورةٍ إن يريدونَ إلا فِرارًا . ولو دُخِلَتْ عليهم من أقطارِها ثم سُئلوا الفتنةَ لأَتَوْها ، وما تلبَّثوا بها إلا يَسيرًا ".
الآيتان الحادية عشرة ، والثانية عشرة من سورة الأحزاب تشيران إلى ما قاله المنافقون وضعفاء الإيمان عندما اشتد حصار المشركين للمدينة في غزوة الأحزاب ، إذ راحوا يشكّكون في وعد محمد لهم بالنصر على أعدائهم ، ونشر الإسلام في الأقطار المجاورة .. لقد قال أولئك المنافقون إن وعود محمد إن هي إلا غرور وخداع ولا يمكن أن يتم ذلك ونحن محاصَرون في المدينة لا نستطيع الخروج منها ، في الوقت الذي يتفوق فيه المحاصِرون على أهل المدينة من المسلمين في السلاح والرجال .
ولقد تراجع فريق من هؤلاء المنافقين ( ممن خرجوا للقتال والدفاع عن المدينة ) وراحوا يعتذرون للرسول وللمسلمين عن تراجعهم هذا بأن بيوتهم مكشوفة ، وأنها ضعيفة لا تمنع اللصوص والأعداء من اقتحامها ، وليس فيها رجال يدافعون عنها ...هؤلاء المنافقون لم يكونوا صادقين في اعتذارهم ، ولم يكن هدفهم إلا الفرار من المعركة ( كما جاء في الآية الثالثة عشرة ) بدليل أنهم كانوا على استعداد تام للخروج من بيوتهم هذه للخوض في الفتنة ضد المسلمين ، ولما لبثوا فيها سوى وقت يسير جدًا يمكّنهم من أخذ أسلحتهم للخوض في هذه الفتنة ضد المسلمين .
فالآية الثالثة عشرة :
" ولو دُخلتْ عليهم من أقطارِها ثم سُئلوا الفتنةَ لأتَوها وما تلبّثوا بها إلا يسيرًا " تشير إلى كذب هؤلاء المنافقين وتقول : لو أن المدينة دُخلت عليهم من جميع جهاتها ، ولو أن جنود الأحزاب قد دخلوا المدينة على هذه الصورة ، ثم طلبوا من هؤلاء المنافقين أن يشاركوا في العدوان على المسلمين وأن يخوضوا في فتنة عامة تهلك الحرث والنسل ضد المسلمين لما ترددوا ، ولما تأخروا عن المشاركة فيها ، ولما مكثوا في بيوتهم هذه التي يدعون خوفهم عليها إلا وقتًا خاطفًا يمكّنهم من حمل أسلحتهم ، والخروج إلى هذه الفتنة ضد المسلمين .
أما الآية الرابعة عشرة " ولقد كانوا عاهدوا اللهَ من قبلُ لا يُولُّونَ الأدبار َ ، وكان عهدُ اللهِ مسئولاً". فقد بينت مقدار ما يتحمله هؤلاء المنافقون من المسئولية المترتبة على موقفهم هذا ، ذلك أن هؤلاء المنافقين كانوا قد عاهدوا الرسول الكريم أن يحاربوا معه ، وأن يثبتوا في مواجهة الأعداء ، ولكنهم نقضوا العهد ، وانسحبوا من المعركة ، ليس هذا فحسب ، بل راحوا يحرّضون غيرهم على الفرار والانسحاب من المعركة ، وعدم التصدي للعدو ، وهذا موقف آخر يضاف إلى فرارهم وخذلانهم للمسلمين ، وهو موقف يتسم بالجبن والخسة ، وينطوي على قدْرٍ كبير من المسئولية .. لقد كان حرًّيا بهم أن يراعوا عهدهم ، و كان حرًّيا بهم أن يوفوا بوعدهم لو كانوا صادقين .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !