المناسبات الدينية..المعقول واللامعقول !؟
يقول سارتر الكاتب والأديب الفرنسي المعروف ....( أينما حل الظلم فنحن الكتاب مسؤلون عنه .وعلى الكاتب أن يسمي الشيء أولا ،لان اللغة توحي لنا الفكرة ؛ وتسمية الشيء توجد هذا الشيء وتجعله حقيقة . انتهى.
منذ ان كنا صغارا بالسن ونحن نسمع ونعيش تلك المناسبات بحلوها ومرها ، إذ كانت تلك المناسبات ذات تاريخ محدد ومعروفه طقوسها . فالأعياد مثلا تعني لنا الفرح بكل معانيه ، وكنا نستعد لها قبل أيام من حلولها.. كبرنا وكبر بنا اعتزازنا بتلك المناسبات لما لها من فائدة إنسانيه واجتماعيه نتنفس من خلالها عبق السرور والتواصل الاجتماعي بين الأهل والاحبه .
بعد نيسان 2003لحظنا اتساع رقعة تلك المناسبات الدينية الحزينة تحديدا. بشكل مفرط لافت للانتباه؛ إذ يتحول البلد في أوقاتها بفعل فاعل إلى أشبه بمأتم كبير بكبر مساحة البلاد، ويستمر ذلك المأتم لعدة أيام اذالم نقل أسابيع حيث إن المناسبة التي كان تدوم يوم واحد للاحتفال بها أضحت عدة أيام ، وأصبحت بعدة تواريخ ، واليوم جر أسابيع وفيها اختلفت أساليب الاحتفال والطقوس !! ووزعت (روزنامات ) بمواقيت مختلفة على طول السنة وعرضها ، تؤرخ لوفاة اوولاده شخصيه تاريخية دينيه معينه ! وما على ألعامه من الناس إلا أن تحفظ تلك المواقيت عن ظهر قلب وتحتفل بها وأي احتفال ؟ وما أن تنتهي مناسبة وفاة حتى تردف بمناسبة ولادة في اليوم التالي وهكذا دواليك ؛ إن استغلال تلك المناسبات بات امرا مكشوفا لاغراض الدعاية السياسيه ، حيث أنها تصب في مصلحة أحزاب دينيه حاكمه لأنها تندرج ضمن أدبياتها لتروج لها دعائيا وطائفيا في مواسم الانتخابات، وهذا ما لا يقبله المنطق ولا الإنصاف، لمالتلك المناسبات من احترام عند العراقيين ، ناهيك عن طول أيام المناسبة والمبالغة في طقوسها حد الهوس ؟ !حينها تتعطل الدوائر الحكومية ،والإعمال ، والأسواق ، والمدارس ، وتصاب الحياة بشلل تام،لعدة أيام حينها لا يجد الكاسب قوت عياله ، ولا العامل البسيط اوصاحب البسطة ، دون أن يفكر بمحنته احد !! ناهيك عن شعاراتها والتي دائما ماتكون مدخل للتفرقة والنعرات الطائفية، ولا ننسى الركود الاقتصادي الذي يلف البلاد حاليا وحاجة البلد للأعمار بعد الخراب الذي حدث ، والعراق اليوم يستورد كل شيء من ابسط الحاجات إلى اعقدها !!.. كنا في السابق تمر علينا تلك المناسبات ونعيشها بهدوء ونستذكر المناسبة الدينية بشيء من السكينة والتعاطي معها على أنها تاريخ أو فلكلور شعبي، والاحتفال بها يضيف حكمه ورؤى جديدة للأجيال على مر السنين ، إما في الوقت الحاضر فان الأحزاب الدينية الحاكمة ماضيه في تشويه تلك المناسبات بزجها سياسيا في معترك الصراع على السلطة ..! أي أنها تسخر طاقات البلد وتستنزفها وتحشد لها وتمولها ظاهريا وباطنيا !!لترسيخ مفاهيم سياسيه جديدة لا تمت للمناسبة بصله والهدف منها واضح وجلي . هومايصب من مكاسب لمصلحة تلك الأحزاب ، وبإيهام الناس البسطاء أنهم احرص على ممارسة تلك الطقوس وبالوتيرة التي ترغب، إما المبالغة في طول المناسبات الزمانيه .!؟ وجعلها تستغرق أيام وأسابيع فهو إمعان للترويج وعزف على وتر التخندق الطائفي ، وجني اكبر المكاسب الشخصية لزعماء تلك الأحزاب وتابعيهم !؟ متربعين على دست الحكم ما دام هناك بسطاء من الناس يسهل خداعهم ويسيرهم مكر هؤلاء الساسة ..!؟.
صادق البصري
7/12/2009
التعليقات (0)