الممكن والمستحيل في خليجنا العربي
الدور القطري المفصلي المحمود الذي ساعد على كشف الخلية الإرهابية الطائفية التي كانت تنوي القيام بأعمال تخريبية تستهدف مقر السفارة السعودية بالمنامة ووزارتي الداخلية والخارجية وجسر الملك فهد ... هذا الدور القطري المحمود لم يكن غريبا ولا مستغربا في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي . ولكنه من جهة أخرى يؤكد لملالي الطائفية في الداخل والخارج أن هناك عدة اسقف فيما يتعلق بالعلاقات السياسية البينية بين أعضاء منظومة التعاون الخليجي العربي ....
وهو يؤكد إجمالا بأنه مهما كان هناك من تباين في وجهات النظر بين طرفين أو عدة أطراف . فإن هناك سقف واحد يجمعها جميعا عندما يتعلق الأمر بتهديد جدي للمصالح الإستراتيجية المتعلقة بأمن الدولة والمجتمع الذي لا يقبل المساس به .
ووفقا لما حدث فإن المطلوب أن يعيد ويحسن سدنة الطائفية في الداخل الخليجي قراءة الممكن والمستحيل بين سائر دول مجلس التعاون قبل التصرف بمثل هكذا حماقات لن تأتي لهم بالمراد الطائفي ؛ وتضر في مجملها وتفاصيلها ولا تنفع . وعليهم فوق ذلك الإدراك بأن لا مجال ولا مكان في منظومة الخليج العربي لدولة طائفية مهما كانت التكاليف أو حجم الخسائر.
بهذا الدور القطري الفاعل في كشف الخلية الإرهابية ؛ نرى أن باب المراهنات الطائفية على خلافات سياسية هامشية بين دول مجلس التعاون الخليجي قد أغلق إلى الأبد ... وتأكد الآن أن لكل مقام مقال . وأن لاغض للطرف والبصر فيما يتعلق بالأمن ، لأنه وببساطة مشترك بين كافة أعضاء المنظومة. وأنهم في هذا المجال بنيان مرصوص ، وكالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر.
ومن جانب آخر فلا نتوقع أن يميل ملالي الطائفية العجم في طهران وقم على حد سواء إلى المهادنة من تلقاء أنفسهم ويكفوا أيديهم عن التدخل في شئون البحرين ، وحشر أنوفهم فيما لا يخصهم ولا يعنيهم . فهم مجبولون على العداء التاريخي للعرب . تتملكهم الخيلاء الكاذبة ، حاقدون موتورون ومهووسون إلى درجة الجنون المطبق بأحلام إستعادة أمجاد إمبراطورية فارسية سادت ثم بادت على يد العاربة والمستعربة . وتحت سنابك خيول إسماعيل عليه السلام العربية الأصيلة . ومن ثم فلا يضيرهم أن تسال الدماء على أزقة وطرقات وصحاري الخليج العربي ، لأجل تحقيق مكاسبهم وأحلامهم الغير مشروعة في بسط السطوة والنفوذ الديني على أكبر مساحة من السجادة الطائفية المتاحة في المنطقة على أمل أن يعيد التاريخ نفسه ، متناسين أن عجلات الزمن لا تعود أبدا للوراء.
التعليقات (0)