الممكن والمستحيل بين القاهرة والجزائر
محمد بن همّام
بعد النجاح القطري الملحوظ في إيجاد الكثير من الحلول لعلاقات وأزمات شائكة بين أطراف عربية عربية أو عربية داخلية . يبدو أن شهية رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم "محمد همام" القطري الجنسية قد إنفتحت لمحاولة إبرام صلح بين الإتحادين المصري والجزائري لكرة القدم بشأن ملابسات أحداث مباراة الجزائر ومصر التي جرت في القاهرة خلال التصفيات رالمؤهلة لمونديال 2010م ....
ولكن ولسوء الحظ فقد أصدر محمد همام مؤخراً بيانا وأدلى بتصريحات لعدة صحف أوضح فيها أنه فشل تماما في إيجاد حتى صيغة الحد الأدنى من التفاهم بين كل من رئيسي إتحاد الكرة في مصر والجزائر "سمير زاهر" من جهة و "محمد روراوة " من جهة أخرى.
محمد روراوة
وحسب تصريح محمد بن همام الذي ذكر أنه إكتفى في محاولة الصلح بالمكالمات الهاتفية بينه وبين كل طرف على حدة ..... فإن المعضلة الحقيقية تكمن في مطالبة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم "محمد روراوة" بإعتذار نظيره المصري "سمير زاهر" عن الأحداث التي تعرضت لها حافلة بعثة الفريق الجزائري في مطار القاهرة وحتى الفندق من رشق بالحجارة أدى إلى تهشيم زجاج النوافذ وإصابة ثلاثة من اللاعبين بجراح ......
وقد رفض سمير زاهر من الجانب المصري رفضا قاطعا مسألة تقديم إعتذار بأية صورة من الصور عن ما يرى أنها مبالغات من رئيس الإتحاد الجزائري .. بل ودون تقديم مبررات لهذا الرفض ... وهو ما يعني أن القلوب لا تزال منقبضة تجاه بعضها والصدور محشوة بالكثير من الحنق والغضب ... لاسيما وقد أتت أحداث ونتيجة اللقاء الذي تم بين منتخبي البلدين في أنغولا مؤخرا على ما تبقى من أخضر ويابس في هذه العلاقة المتوترة أصلا.
كمال شداد
حسب ما رشح من فحوى التقرير الذي قدمه للإتحاد الدولي مراقب مباراة القاهرة بين مصر والجزائر (كمال شداد) رئيس الإتحاد السوداني لكرة القدم . فإن التقرير ليس في صالح الإتحاد المصري فيما يتعلق بموضوع الرشق بالحجارة ، وحجم الحراسة الأمنية المصرية المرافقة التي تم توفيرها للبعثة الجزائرية.
وفي هذا السياق فإن قرارات الإتحاد الدولي بشأن أحداث مباراة القاهرة تلك سيتم إعلانها في ابريل القادم . ويبدو أن سمير زاهر قد أدرك أن تقديم إعتذار في هذا الوقت بالذات لن يكون في مصلحة مصر . كما أنه وبلاشك قد إطلع على موقف الإتحاد المصري من هذه الأحداث ، والمدى الذي يمكن أن يذهب إليه الإتحاد الدولي إذا وجد أمامه ما يكفي لإدانة الإتحاد المصري بشأن المسئولية عن الرشق بالحجارة وتوفير الحماية اللازمة للفريق الجزائري المنافس عند وصوله مصر وحتى مغادرته لها.
حسب وجهة نظري المتواضعة أعتقد أن رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري "محمد بن همام" قد إستعجل أمر التوسط بين الطرفين لإجراء المصالحة وفي غير الوقت المناسب . لاسيما وأن المصالحة في هذا الوقت بالذات وقبيل إصدار رلجنة العقوبات بالإتحاد الدولي لقرارها الذي يحسم الخلاف بين الطرفين حول أحداث اللقاء .... لن تفيد هذه المصالحة الجانب المصري من قريب أو بعيد لسبب أنها لن تؤثر إيجابا على قرار لجنة العقوبات التابعة للفيفا ، بل على العكس من ذلك ستكون لها تأثيرات سلبية على قراراته في غير مصلحة مصر لو أقر الإتحاد المصري بمسئوليته وإعتذر .... وبالتالي فإنه من غير المعقول أن يتوقع أحد موافقة الإتحاد المصري "أو حتى الصعيدي" تقديم إعتذار أو بما يفهم منه أنه إعتراف بذنب والدعوى لا تزال محل نظر أمام "القاضي".
سمير زاهر
من ناحية أخرى فلا أعتقد أن الإتحاد المصري وفي كل الأحوال وبعد أن تصدر لجنة العقوبات بالفيفا قراراتها ، فلن يكون هناك إعتذار على المدى القريب .... وأنه إذا كان من حل يرضي النفوس على المدى البعيد فلن يكون أكثر من "جبر خواطر" و "تبويس لحى" و "صبوا القهوة وزيدوها هيل" على الطريقة العربية وعلى قاعدة "عفا الله عما سلف" والسلام.
التعليقات (0)