هل تتقبل الديانات السماوية في صميمها تساؤلات الفلاسفة والعقول الحرة التي تقدم البحث عن الحقيقة على الأحكام الوثوقية؟
حسب سليمان بشير دياني فإن هذا الحضور ليس فقط ممكنا بل هو مطلوب، فالإسلام لا يمثل استثناء في هذا، وذلك لكونه قد عرف في تاريخه وفي ذروة مجده هذا النوع من الانفتاح الفكري، الحقيقة التي تمثل مركز اهتمام المؤلف في كتابه الشيق.
إذا عدنا للتاريخ، فإنه ومنذ وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حضرت بعض الأسئلة ذات الطابع الفلسفي ارتبطت بمجد الإسلام، حيث يذكّر المؤلف بالمكانة التي شغلها فكر الحضارات الأخرى في الإسلام لقرون متتالية: أفلوطين، أفلاطون، أرسطو نيشته وبرغسون، عن طريق مفكرين أساسيين مثل ابن سينا، ابن رشد والغزالي.
ويقدّم المؤلف قراءته الخاصة بالفتوحات الإسلامية على ضوء المعطيات المعاصرة وتجلياته المستقبلية، كما ويرى ضرورة قراءة القرآن من داخل المجتمعات الإسلامية. بهذا يقوم المؤلف بتكثيف أخطار الصراع ومحاولات الانطواء والتراجع، سليمان بشير ديان يقدّم في هذا العمل درسا في الأمل والعقل.
الكتاب من 160 صفحة
التعليقات (0)