المليشيات في العراق تتعملق تحت غطاء فتوى التحشيد.
قد تُمرَّر الكثير من القضايا المغلوطة في ظل عوامل وظروف تجعل من الكثيرين ارض حاضنة لكل ما هو مخالف للشرع والمنطق والعقل والأخلاق والإنسانية، لكن بعد وقوعها وحدوثها ينبغي أن يكون الحس والتجربة الفيصل في إثبات صحتها من خطأها، وصلاحها من فسادها، فضلا عن وجود أنواع أخرى من الأدلة والبراهين لأن الحس والتجربة أداة من أدوات المعرفة، والمفروض أن تتلاشى كل عوامل التغرير والخداع والتضليل وغيرها التي استخدمت لتمرير وتسويق تلك القضايا، فكفى بالتجربة واعظا، والعاقل من وعظته التجارب كما يقول الإمام علي "عليه السلام".
لقد بذلت الماكنة الإعلامية لمرجعية السيستاني ، ومن يسير في فلكها كل إمكاناتها من اجل تزويق فتوى "الجهاد الكفائي"، لكن التجربة المريرة كانت كفيلة في إثبات كارثية الفتوى بسبب ما تمخضت عنه من نتائج مهلكة زادت في مأساة العراق وشعبه، ومن اخطر تلك النتائج أنها أعطت الصفة الشرعية والقانونية للمليشيات فراحت تمارس إجرامها تحت مظلة الفتوى وتحولت إلى أداة قمع وبطش لتنفيذ أجندات إمبراطورية إيران المزعومة وصارت قوة فوق الجميع، فوق القانون والدولة والوطن والمؤسسة العسكرية والأمنية، وتتحكم بصناعة القرار الأمني والعسكري والسياسي، بل تفرض رؤيتها بالقوة والتهديد، وهذا أمر لا سبيل إلى إنكاره حتى المسؤولون شكوا منه، كما ان الفتوى كشفت عن مليشيا العتبة الحسينية التي يقودها عبد المهدي الكربلائي والتي اتخذت من مرقد الحسين "عليه السلام" ثكنة عسكرية ومعتقلا سريا للتعذيب وكل ذلك كان يجري تحت شماعة حماية المراقد المقدسة وخدمة الزوار مع إنكار أي وجود مليشياوي في العتبة الحسينية، بل كانوا يُكَذِّبون من يحكي عن هذه الحقيقة، لكن الفتوى كانت الغطاء الذي ظهرت فيه تلك المليشيات بسبب قلة المُلَبين للفتوى، كما أشار إلى ذلك المرجع العراقي الصرخي في الحوار الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائية خلال معرض إجابته عن تشخيصه وتقييمه لفتوى التحشيد حيث قال :
((وصدرت الفتوى وأعطت للمليشيات صفة شرعية وقانونية نتيجتها التمرد على الدولة والسلطات كما شكا المسؤولون أنفسهم، إنّ الفتوى كشفت للجميع بعد أن كان خافياً عنهم وكانوا مكذبين به وكانوا يكذبوننا ويفترون علينا بسببه وهو انكشاف مليشيات العتبات المقدسة إلى العلن تحت غطاء الفتوى والقانون وكان خروجها اضطرارا لقلة المستجيبين للفتوى)).
https://www.youtube.com/watch?v=v9cge5BTa6E
السيد الصرخي: فتوى الحشد ظاهرها للعراق ولكن جوهرُها واصلُها لحماية إيران وإمبراطورية إيران.
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)