هذه بعض من انجازات الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك المملكه العربيه السعوديه وهي ما يهمنا هنا فنحن لسنا بصدد شرح كافه الانجازات الملكيه ولكن تخيرنا هذه الانجازات للاستدلال بها علي توجهات هذا الملك والتي تعد فعلا ثوره في مملكه مثل السعوديه تحكمها وتتحكم فيها العادات والتقاليد القبليه فالمملكه بحق مجتمع منغلق تماما علي نفسه وساهم كثيرا في تثبيت هذا الانغلاق تضارب السلطات والصلاحيات بين الشرطه والمحاكم الشرعيه ورجال الهيئه كما يسمونهم وأيضا رجال الافتاء وفتاواهم …
فالشرطه والمحاكم باتت تعمل وفق منهاج رجال الهيئه ورجال الافتاء وهم من لهم اليد العليا في المجتمع السعودي والذي أصبح كل شيئ فيه باسم الدين ولكن بأهواء القائمين علي الدين وحراس العقيده مما أدي الي عزله وانعزال المجتمع السعودي والذي أوجد نوع من الخصوصيه التي تم تقديسها أكثر مما يقدس الدين حتي اقترب هذا المجتمع من العوده الي البداوه الاولي فكرا وسلوكا …
وعندما تولي الملك عبدالله زمام الامور ورث تركه مثقله بكل هذا يدعمه ويحميه نفوذ قوي داخل المملكه لكل هؤلاء وتقديس هو جدار عازل يجعل من الاقتراب من هذه الثوابت درب من المستحيل ولكن بهدوء وبدون ضجيج عزم هذا الرجل علي انتشال المملكه من كل هذا والدخول الي أفاق التطور والحداثه مع الحفاظ علي ثوابت الدين والعقيده …
فكانت زيارته للفاتيكان والجلوس الي بابا الفاتيكان زلزله للفكر العنصري المتعصب وارساء مفهوم جديد هو أن المملكه وان كانت المملكه هي مهد الاسلام وحاضرته فهي تؤمن بأن الدين لله والارض للجميع وان كان الله يرزق المؤمن والكافر فالمملكه ليست أرض ومنبت العنصريه والتعصب وانما هي أرض السلام …
كما أن تبنيه للعديد من مؤتمرات حوارات الاديان غير كثيرا من صوره المملكه أمام العالم والتي اهتزت كثيرا عقب أحداث سبتمبر والتي قادها سعوديون …
كما أن مبادرته للسلام مع اسرائيل أظهرت للعالم أن المملكه ليست داعيه حرب بل داعيه للتعايش السلمي مما عزز كثيرا من مكانه المملكه عالميا …
أما علي المستوي الداخلي لو قارنا الحريات داخل المملكه وما كانت عليه قبل عقد من الزمان نجد أن الحريات قطعت شوطا كبيرا جدا وهو نوع من التدرج الصحي المحمود الذي لا يؤدي الي الفوضي أو التسيب …
أما الانجازات الداخليه فأولها وأهمها علي الاطلاق أنه بدأت تظهر أمام العالم نماذج سعوديه مشرفه علميا بعد أن كانت صوره السعودي المتعارف عليها أكثر من سيئه للسكير الذي يسافر الي الخارج فقط للبحث عن النساء والعربده نجد الان الجرائد والصحف بدأت تظهر فيها صوره السعودي المتحضر المتفوق علميا علي أقرانه المثقف الدارس العالم وكذلك حسم للملك وحجم الانفلات في الاحكام الشرعيه والتحكمات في الشعب السعودي من قبل بعض رجال الهيئه وأصحاب الفتاوي …
ولكن حتي لا نطيل أكثر نقول أن الطريق مازال طويلا والمطلوب من الشعب السعودي الالتفاف حول مليكهم فهو بحق ينقلهم نقله نوعيه كبيره الي أفاق أرحب في المستقبل المنظور بهدوء وبدون ضجيج …
مجدي المصري
التعليقات (0)