الملك بقلب القاهرة
من المتوقع أن يحل العاهل السعودي ضيفاً على مصر خلال الساعات القادمة حسب ما أكدته مصادر إعلامية , زيارة العاهل السعودي لمصر بعد إنتخاب عبدالفتاح السيسي وبعد شهور من الفوضى الخلاقة تحمل رسالة للعالم أجمع مفادها أن مصر بالنسبة للسعودية خط أحمر والشأن الداخلي المصري شأن مصري بحت لا يحق للأخرين التدخل أو التأثير فيه , تدرك السعودية جيداً مكانة مصر فمصر أكبر إقتصاد بأفريقيا ومصر تمتلك أكبر جيش عربياً ومصر حاضنة لأكبر قوة سكانية بشرية في العالم العربي , مكانة ومقومات إن أنهارت فإن العالم العربي سينهار بالتدرج ويقع ببراثين التقسيم والإحتلال من جديد . مصر العروبة والإسلام بمقوماتها بقلب السعودية وبقلب كل عربي يدرك المخاطر ويعي لعبة المصالح والعلاقات الإستراتيجية , إستقرار مصر مرتهن بإستقرار الأوضاع السياسية ومرتهن بعودة الهدوء إلى الشارع المحتقن ومرتهن أيضاً بدوران عجلة الإقتصاد التي خسرت الكثير خلال الأشهر الماضية . إستقرار أي بلد في العالم مرتهن بوجود عوامل سياسية وإقتصادية فالعوامل السياسية تتمثل في وجود حكومة قوية مؤتمنة على الثروات وعلى الحريات والحقوق , ووجود دستور وطني يصون الحقوق والحريات ووجود مشاركة شعبية موالاة ومعارضة قطبين سياسيين يعملان لأجل الوطن وليس لأجل الأدلوجيا كما هو حال بعض التنظيمات السياسية الدينية "الإسلام السياسي ومن في حكمها من الأديان والفرق " أما العوامل الإقتصادية فتتمثل في وجود تنمية متوازنة تضع في إعتبارها الإنسان والمكان , فالإقتصاد عصب الحياة ولا يمكن للإقتصاد السير دون توفر عامل الأمن والإستقرار المرتبط بالسياسة فالسياسة جامعة لكل شيء وأي خلل في العامل السياسي ينعكس بالسلب على بقية عوامل الحياة في أي مجتمع كان .. مصر مقبلة على مرحلة هامة وحساسة مرحلة تتطلب المزيد من العمل الجاد لتحقيق تطلعات الشعب المصري الذي دفع ثمن باهض لنيل حقوقة المشروعة مرحلة لا بد أن يتخللها الحوار والتعقل والمصالحة الشاملة والتداول السلمي للسلطة وحماية وصيانة الحريات وحماية الحقوق , مرحلة تتطلب تدخل العقلاء وإنصهار القوى السياسية الوطنية بالعمل الجاد والبناء بعيداً عن الإستقطاب السياسي , المرحلة المصرية المقبلة لن تمر مرور الكرام دون وصفات العلاج الناجع التي يتبناها من قبل واليوم بيت العائلة المصرية , ذلك البيت الكبير الذي وقف بوجه الأحداث صامداً همه مصر وكل المصريين , والشعب المصري والعالم العربي ينتظر دور بيت العائلة المصرية كمؤسسة منظمة حاضنة لكافة القوى والتيارات والإتجاهات الوطنية المصرية . المراحل الماضية من تاريخ مصر مرت وأنتهت وعلى العقلاء طي صفحة الماضي وأخذ العبر ونقلها للساسة والأجيال فكل حقبة بها دروس وعبر , وعلى العالم العربي وكل دول العالم الثالث إستخلاص العبر والدروس من تاريخ العرب الحديث الذي تفجر بسرعة لم يكن يتوقعها أحد , دروس وعبر فالتهميش والفساد والفقر والإستبداد السياسي والممارسات الدينية العاطفية الخاطئة أسباب فجرت الربيع العربي وحولت الجبال التي كانت تظن أنها بمأمن عن رياح التغيير إلى ركام تذروه الرياح , سنوات واشهر مراحل وتخبطات ومحاولات إختطاف لربيع مصر كغيره من ربيع البلدان التي هبت فيها رياح الربيع والتغيير , محاولات إختطاف تحت بند الشعارات والعواطف لكن لم ينجح أحد في إختطافه والسبب وجود مؤسسات مجتمع مدني وطنية قوية لم تنهار كغيرها من المؤسسات المدنية ببلدان الربيع العربي فحمت مصر وحمت حراك أبطالها رغم تربصات وتخبطات قوى بالداخل المصري وبالخارج فصمدت مصر وصمد حراكها والفضل يعود لمؤسسات المجتمع المدني المصرية الوطنية "أحزاب , نقابات , جمعيات , إعلام الخ " حمت مصر وحمت حراك المصريين . إستقرار اي بلد في العالم مرهون بإستقرارها السياسي ومرهون بالتنمية الإقتصادية ومرهون بالحريات والمشاركة الشعبية ومرهون بالتوزيع العادل للثروة ومرهون بالوحدة الوطنية الشاملة التي هي حق لكل من يعيش على الأرض كأقليم جغرافي . بإمكان الدول تحصين نفسها عبر إنتهاج نهج إداري وسياسي وتنموي أخر غير الذي كان قبل الربيع العربي ذلك النهج يتمثل في تحقيق الدولة المدنية والمشاركة الشعبية وتحقيق العدالة وسيادة القانون وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني لتعمل لاجل الاوطان والمجتمعات , والمثقف العربي ينتظر دور أكبر لمنظمة التنمية الإدارية العربية لتدخل على خط التنمية السياسية بالعالم العربي فجل مشاكل البلدان العربية متمثلة في السياسة كفن وممارسة فممارسات الساسة قبل الربيع العربي لم تعد صالحة وفاعلة في زمن الشباب ورياح التغيير وإنتشار الوعي السياسي والحقوقي .. .. القاهرة قلب الأمة النابض تتزين لإستقبال العاهل السعودي الذي يحمل على عاتقه ملفات عده ملفات عربية قومية وملفات وطنية خالصة , فهو رائد الإصلاح بالسعودية ورائد الحكماء العرب أدار عجلة الإصلاح داخل وطنه بإقتدار رغم الظروف التاريخية والإجتماعية والفكرية فسارت العجلة نحو الآمال رغم بطئها المختلق والطبيعي , ودعى قبل عدة سنوات زعماء العالم العربي في إحدى القمم العربية إلى الالتفات لمطالب الشعوب دعوة لم تلقى أي إصغاء وهاهو الآن يدعو لدعم مصر ويقوم بزيارتها ليعلم الجميع أن السعودية كدولة ذات كيان سياسي لا يهمها النظام الحاكم بقدر ما يهمها الإستقرار والأمن القومي العربي المشترك .. على ساسة مصر وساسة العرب إعادة قراءة التاريخ جيداً وإستخلاص العبر والدروس , والعبء الأكبر يقع على مصر في هذه المرحلة الهامة والحساسة من تاريخ الأمة العربية فإن تخطت مصر الأزمة بعزيمة وإصرار وتحققت تطلعات الشعب المصري فإنها ستعود إلى مكانتها التاريخية كرائدة وكمحور هام إقليمياً ودولياً . مصر بقلب كل عربي شريف وهاهي اليوم الجمعة بقلب العاهل السعودي رائد الإصلاح العربي ورائد الحوار والتعقل والحكمة فهنئياً لمصر العربية هذا الحب وهذه المكانه وهنئياً للقاهرة إحتضان رائد الحكمة والنصائح العربية ...
التعليقات (0)