مواضيع اليوم

الملك الحسين لـ نتنياهو: لا اجد فيك شخصا يقف بجانبي لتحقيق مصالحة نهائية بين كافة احفاد ابراهيم

محمد غنيم

2009-02-18 13:23:14

0

فيما يلي نص الرسالة التي وجهها جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال خلال شهر اذار من عام ١٩٩٧ والتي عبر فيها عن قلقه واستيائه  لاجراءات الحكومة الاسرائيلية  برئاسة نتنياهو  انذاك بخصوص الاستيطان واعادة الانتشار الاسرائيلي  في بعض مناطق الضفة الغربية وغيرها من الاجراءات التي تهدد المسيرة السلمية وتشكل العقبات امامها.

وقد اثارت هذه الرسالة حين ذاك جدلاً واسعاً في الاوساط العربية والاسرائيلية مما اضطر نتنياهو الى الادلاء بتصريحات حولها في وسائل الاعلام

 

12/3/1997

رئيس الوزراء

ان المى حقيقي وعميق بسبب الاعمال المتراكمة ذات الطبيعة التراجيدية التي بداتها كرئيس لحكومة اسرائيل جاعلا بذلك السلام الذي هو اهم اهداف حياتي يبدو اكثر فاكثر كسراب بعيد .. ويمكنني ان ابقى مبتعدا لولا ان حياة كل العرب والاسرائيليين ومستقبلهم لم تكن تنزلق بسرعة نحو مستنقع من الدماء والمصائب نتيجة للخوف وفقدان الامل .. وبصراحة فانني لا استطيع ان اقبل اعذارك المتكررة وبانك مضطر للتصرف كما تصرفت تحت ضغط واكراه كبيرين. كما لا استطيع ان اصدق ان شعب اسرائيل يرغب في سفك الدماء والمآسي ويعارض السلام .. وبالاضافة الى ما تقدم فانني لا استطيع ان اومن بان اقوى رئيس وزراء من الناحية الدستورية في تاريخ اسرائيل .. يمكن ان يقوم بعمل خارج عن وحي قناعاته .. ان الحقيقة المرة التي تتراءى لي هي انني لا اجد فيك شخصا يقف بجانبي لتنفيذ ارادة الله سبحانه وتعالى لتحقيق مصالحة نهائية بين كافة احفاد ابراهيم عليه السلام.

ان الطريق الذي اتبعته يبدو انه سوف يؤدي لتحطيم كل ما آمنت به كما امنت به العائلة الهاشمية منذ عهد فيصل الاول وعبدالله رحمهما الله الى وقتنا الحاضر .. ولا يمكنك ان تستمر في ارسال التأكيدات لي بانك لن تقبل بمزيد من بناء المستوطنات .. وان تخبرني بقرارك ببناء طريقين لمساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين كافة ودون تمييز .. ومن ثم تتراجع عما التزمت به .. انك في دفعك للامور لحد الحصول على فيتو امريكي في مجلس الامن تسيء الى صورة ومصالح حليفك ومصدر دعمك الرئيسي وشريكنا كلينا في صنع السلام كوسيط عادل ومتزن.

ايها السيد رئيس الوزراء،

اذا كانت نيتك استدراج اخوتنا الفلسطينيين الى مقاومة مسلحة حتمية فما عليك الا ان ترسل جرافاتك الى المكان المقترح لاقامة المستوطنات دون ان تفعل شيئا للاعتراف بمشاعر الفلسطينيين والعرب وغضبهم وشعورهم بالياس ودون ان تقوم بتحسين هذا الوضع ... ومن ثم فما عليك الا ان تامر الشباب من قواتك المسلحة القوية الذين يحيطون بالمدن الفلسطينية بارتكاب الجرائم بما قد ينتج عنه هجرة جديدة للمعذبين من الفلسطينيين من بلادهم وبلاد آبائهم فتكون بذلك قد انهيت عملية السلام الى الابد.

واما فيما يتعلق بانسحابك من اراض كنت قد الزمت اسرائيل امام الولايات المتحدة والاردن والعالم باستكماله في منتصف عام 1998 .. فما الفائدة المرجوة من عرضك الانسحاب من قطعة لا تكاد تذكر كخطوة اولى .. ولماذا هذا الاذلال المستمر والمقصود لمن يسمون شركاءك في السلام من الفلسطينيين . وهل يمكن لاي علاقة يعتد بها ان تستمر في غياب الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة .. ولماذا لا يزال الفلسطينيون يؤكدون بان منتوجاتهم الزراعية تتلف وهي بانتظار دخولها اسرائيل او التصدير .. ولماذا هذا التأخير الذي لا مبرر له .. ونحن نعرف انه اذا لم يعط الاذن ببدء العمل بميناء غزة قبل نهاية هذا الشهر فان المشروع كله سوف يؤخر لمدة سنة.

واخيرا مطار غزة فقد بحثنا الموضوع جميعا مرات عديدة بهدف مساعدة الفلسطينيين على تلبية حاجة مشروعة لهم ولكي تعطي قيادتهم وشعبهم منفذا حرا على العالم بحيث يستطيعون الخروج والعودة مباشرة دونما حاجة للدخول والخروج من دول مستقلة اخرى وحصرهم كما هو معمول به حاليا.

كنت قد طلبت السماح بهبوط طائرتي في مطار غزة حيث كنت انوي ان اصطحب فيها الرئيس  عرفات .. كما كنت قد طلبت في وقت سابق خلال تدخلي في مسألة الخليل السماح لطائرتي بالهبوط في المطار نفسه وقد رضيت آنذاك برفضكم لهذا المطلب لاننا كنا امام امور اهم من هذه بكثير.

وتوقعت هذه المرة ان يكون ردك ايجابيا .. وكنت آمل ان يؤدي ذلك الى تحسين الاجواء بشكل ملحوظ ولكن للاسف لم يحدث هذا . ولنفترض انني قدت طائرتي ممارسا حقي كصديق يربطه بدولتك السلام .. فهل كنت ستصدر اوامرك الى الزملاء الطيارين في سلاح الجو الاسرائيلي الذين سبق لهم ان رافقوا طائرتي نفسها فوق اسرائيل بما سمي اول رحلة للسلام والتي تبدو وكانها حدثت في الماضي البعيد بمنعي بالقوة من الهبوط .. او ربما بشيء اسوأ من ذلك .. انك لن تعرف ابدا كم كنت ستكون مجبرا فيه على اتخاذ قرار حول هذا الموضوع .. ولو لم اكن ساحمل معي ضيوفي العائدين الى بلدهم .. كيف يمكنني ان اعمل معك كشريك في السلام وصديق حقيقي في هذا الجو المضطرب والمربك .. وانا اشعر بوجود نية لتحطيم كل ما بنيته بين شعبينا وبلدينا .. يمكن ان يكون هناك تعنت في الامور الاساسية .. لكن لا يجوز ان يكون التعنت هدفا بحد ذاته .. وعلى اية حال فقد اكتشفت انك قد حسمت امرك مسبقا .. وانك لا تبدو بحاجة الى نصيحة من صديق .. ويؤسفني انني مضطر لكتابة هذه الرسالة الشخصية لك ولكن ما يحدوني لهذا هو شعوري بالمسؤولية والاهتمام اللذين طالما دفعاني لان اقوم بهذا تبرئة للذمة تجاه الاجيال القادمة.

باخلاص

الحسين




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات