بطاقة دعوة في مطلع العام الجديد
" في نهاية العالم ، تتوحّد المآسي " ..
وأحلمُ بعينيكِ سرًّا عن أعين الرقباء ، يا امرأةً مزروعة في كل الدروب ، تحاذين الأسوارَ والأشجارَ والأعمدة .. تلهثين .. آه ، صرْتِ كباقي النسوة تلهثين !!
صوتكِ ، حملني بعيدًا ، نحو الشمس التي انتحرَتْ حيال الرؤيا ، فذبلَ القمرُ بين يدي ، وتاهتْ ابتسامة حزن على شفتيْه ، والعالمُ يصخبُ ، ويصخب ..
ها قد أتى عامٌ جديدٌ ..
لا تحزني يا امرأةً تأبَيْنَ العودة إلى نفسكِ .. هيا اخرجي مني .. ما عدْتُ أطيقُ الاحتمالَ .. ما عدْتُ أصبرُ على مضغ لحمي .. فإلامَ المَطاف ؟؟..
إلامَ المطاف يا امرأة الآلام ، والعالم يكبر ؟، ونحن نكبر ، والأقزام تكبر .. فهل بعد الحياة حياة ؟؟!!
يا امرأة الآمال ، عودي ، نحلمْ معًا .. عودي ، نجلسْ معًا ..
نحكي ، نضحك ، أموت ، تموتين ، نتهادى موجةً ربيعيةً على شاطئ خريفِ الزمن ، قادمةً من أقاصي القيعان ، وعلى شفتيْها كلماتٌ محفورة لا يفهمُها سوانا .. نعيش فيها ، ولها ..
يا امرأةً لا أعرف أين تسكنين ، لكني أعرف أين وُجدْتِ ، وأعرف متى، ولماذا وُجدْتِ .. وأعرف .. وأعرف ..
آه يا امرأة .. ما عدْتُ أعرفُ شيئا ..
آه يا امرأة القسوة .. منْ علّمَكِ إيّاها ؟؟!!
تقولين : أنتَ ..
وأقول : أنتِ ..
ونقول : هم ..
فتعاليْ نقلْها ، يا ساكنةً أقاصيَ فروعِ الشجر .. بُحَّ صوتي ، فهيّا انزلي ..
إنّ الصعودَ إليكِ مشقةٌ ، والبقاءُ مستحيل ..
يعتصرُ الألمُ ضوءَ العينين مني ، ويتراجعُ دمي في أغنية احتجاج من أجل الولادة ..
مَضغني الدهرُ ، يا امرأة يعيش صداعُ العالم في قلبها ..
فهيا يا امرأة العشق ، سئمْتُ الانتظارَ ..
الأحد ـ 02/01/1977
التعليقات (0)