إسم العلم :
هو الملازم الشهيد عبدالرحمن بن مُحُمد بن ناصر المحبشي .. من أحفاد الأمير ناصر بن علي بن زيد بن نهشل المحبشي
المولد والوفاه :
مولده في 1354 هـ المصادف 1935 م بقرية بني جيش من أعمال الأشمور - محافظة عمران - ووفاته في مدينة صنعاء 27/ 4 / 1382 هـ الموافق 26 / 9/ 1962 م أثناء محاولته اقتحام دار البشائر ,,عن عمر يناهز أل 28 عاماً حيث تمت مواراة جثمانه في مقبرة كانت في حي (باب السلام) أحد أحياء مدينة صنعاء القديمة.
المحيط العائلي :
مثلت قرية حصن جُراع كحلان عفار - بني جيش – مسقط رأس أسرة الشهيد منذ القرن العاشر الهجري عندما سكنها لأول مرة الأمير ناصر بن علي المحبشي ,إلا أن ما كانت تعانيه المنطقة من جور وضرائب عثمانية إضطرت جد الشهيد نقل أولاده من جُراع إلى قرية زيلة المحبشي, وفيها كان مولد والد الشهيد ,في حين فضل الجد الهروب من ملاحقة الأتراك إلى شعب عقلان عائداً مع أسرته بعد رحيلهم عن اليمن إلى جُراع.
أنجب جد الشهيد ثلاثة من الأبناء هم "أحمد وعلي ومُحُمد" توفي أحمد وعلي وبقي مُحُمد على قيد الحياة إلا أن رحيل والده المبكر ألقى على كاهله عبئاً ثقيلاً بحكم أنه صار وحيد أسرته ,في البداية قامت والدته بإرساله إلى المدرسة العلمية في كحلان عفار لتلقي العلم لدى السيد يحيى شيبان ونظراً لأملاك أسرته الواسعة لم يتمكن من مواصلة مشواره التعليمي لذا أستدعته والدته للإشراف عليها ,مع العلم أنه تزوج أربعة من النساء وخلَّف عدداً من الأولاد منهم الشهيد عبدالرحمن.
التحصيل العلمي :
درس الشهيد وإخوانه العلوم الأساسية في كُتاب القرية، انتقل بعدها إلى مدينة صنعاء في 1953م للدراسة في المدرسة التحضيرية،إلى ان وجه الإمام أحمد بإغلاقها تحت ذريعة تخوُّفِه من مناصرة طلابها لأخيه الحسن,وفي 1960م أُفتتحت كلية الطيران تحت إدارة العقيد محمد صالح العلفي وإشراف خبراء روس فالتحق المحبشي بها ،إلا أن الإمام أحمد في نهاية العام 1961م أمر بإغلاقها أيضاً تحت ذريعة عدم التحمس لإيجاد سلاح طيران , في وقتٍ كانت مدرسة الأسلحة لا زالت مفتوحة فانتقل المحبشي إليها برفقة عدد من زملائه منهم علي عبدالمغني – مؤسس تنظيم الضباط الأحرار- ومحمد مطهر زيد, وبها إتجه للتخصص في شعبة سلاح المدرعات.
كما كان له نصيبٌ من العلوم الشرعية خلال الفترة الفاصلة بين إغلاق المدرسة التحضيرية وقبل إنضمامه الى المدرسة الحربية بالدراسة في جامع الرحمن من العاصمة صنعاء .
الحراك الوطني:
إتسم الشهيد بالعديد من الصفات والسجايا خلال مسيرته التعليمية منها النبل والخجل والتنظيم الدقيق لبرنامجه الحياتي و كان كتومًا إلى درجة لا يفضي بسره ونشاطه لأحد بما فيهم أقرب الناس إليه وهو أخيه العميد أحمد المحبشي ,وكان ، ملتزمًا، محبًّا للمطالعة والمتابعة عن كثب للتطورات التي تشهدها اليمن , والتحرك الفاعل في طوفان الغضب الثوري المتصاعد ضد الحكم الملكي , والإندفاع الوطني المبكر للمشاركة في الحياة السياسية والإجتماعية بالجهد والعرق ..رغم تواضع إمكانياته.
تفتق وعيه الوطني نتيجة التأثير السياسي لزملائه فكان من ضمن الخلايا الثورية الناشطة في كلية الطيران .. كما كانت له مواقف سياسية ووطنية مشاد بها عندما إنضم إلى التيار الرافض لتوجهات الإمام أحمد بإغلاق المدارس العسكرية بما فيها كلية الطيران خوفاً من تنامي الوعي الوطني وتخيير طلابها في العمل بمجالات مدنية لا تناسب تخصصاتهم كالمواصلات ومراقبة طريق الحديدة – صنعاء .. وبمرتبات مغرية تجاوزت الـ35 ريال (ماريا تيريزا)إلا أن المحبشي وغالبية رافقه رفضوا هذا..الأمر الذي أدى إلى قيام البدر بإعادة فتح المدارس التي أغلقها والده.. وبهذا بدأت مسيرة التغيير نحو الحرية تفرض نفسها.. ولا غرابة أن نجد المحبشي وسط هذا الزخم الثوري منكباً على قراءت الأدبيات الثورية اليمنية و العربية لا سيما رواية "واق الواق" للزبيري والتي كانت سِفره وزاده الرئيسي.
العمل الثوري:
كان ضابطاً ملتزماً ونموذجاً للجندية الحقة في كافة المناصب التي أُوكلت إليه بشهادة كافة زملائه, ومحارب , ثائر, اتصل بالثوار ضد الحكم الإمامي الملكي، وشارك في تأسيس تنظيم (الضباط الأحرار) الذي قام بالثورة الجمهورية في اليمن الشمالي معلنًا إسقاط النظام الملكي عام 1382هـ/ 1962م، الآتي نتاجاً لتصاعد موجة الغضب الشعبي وتوجه الضباط الأحرار في كانون الثاني /ديسمبر 1961 م إلى رفع وتيرة الاستعدادات لتفجير الثورة من خلال التئام اجتماعهم التأسيسي الأول المنبثق عنه إقرار الهيكلة التنظيمية بصنعاء عبر تشكيل القاعدة التأسيسية من16 عضواً ولجنة القيادة العامة من 5 أعضاء ومنها أمتد نشاطها إلى تعز والحديدة في العشرة الأشهر اللاحقة .. بموجب ذلك تشكلت الخلايا الميدانية الأساسية الهجومية والفرعية المساندة , قاد الثامنة منها الفئة (ب) حمود بيدر والمنبثق عنها مجموعة الهجوم الثانية بقيادة الملازم محمد الشراعي والملازم عبدالرحمن المحبشي والملازم حسين خيران والعريف أحمد العزكي والمكلفة بمهاجمة وإقتحام دار البشائر - قصر الإمام محمد البدر بن أحمد بن يحيى حميد الدين – وأثناء محاولتهم إقتحام ساحة القصر الضيقة أصيبت دبابتهم بعطل مفاجئى في أجهزة الدفع والإعادة وتسرب الزيت بعد إطلاق أول قذيفة فقرروا الانسحاب الى ميدان التحرير حيث كانت دبابة المساندة الاولى بقيادة عبدالله عبدالسلام صبرة ترابط هناك وبعد إفراغ الشراعي ورفاقه ما بقي لديهم من ذخيرة إتجهوا إلى لَكَنَة الدبابات بالعرضي وهناك إستبدلوا دبابتهم بأخرى ذات مدفع متحرك ومنه أتجهوا إلى قصر السلاح حيث كان الثوار قد نجحوا في فتحه فتزودوا منه بما يلزم من الذخيرة معاودين مسيرتهم إلى قصر البشائر .. ورغم نجاحهم في الوصول إليه وتصويب قذائفهم إلى شرفاته.. فقد تمكن أحد حرس القصر و يدعى "عبدالله طميم" الواقف حينها فوق سطح القصر,من صب صفيحة بنزين على دبابة الشراعي والمحبشي ، ثم أشعل فيها النيران، فاحترق من بداخلها، وفيهم صاحب الترجمة.. وبذلك سجل الشراعي والمحبشي وخيران والعزكي الفداء الأول في كتاب قوافل شهداء الوطن والقربان الأول لثورة السادس والعشرين من سبتمبر .
مصادر ذُكر فيها العلم:
- أسرار ووثائق الثورة اليمنية ، ط1, ص111، 173، 183.
- ثورة 26 سبتمبر .. دراسات وشهادات للتاريخ، ط1, ج3، ص73 – 85.
- حقائق ثورة سبتمبر اليمنية ، ط3, ص290.
- شهداء الثورة , ، ط2 ,ص79.
- موسوعة أعلام اليمن على الشبكة الدولية للمعلومات.
سورية وإسرائيل: قديم يحتضر وجديد ولادته صعبة
إعادة تسخين قنوات التفاوض الغير مباشرة بين دمشق وتل أبيب برعاية أنقرة لم يكن مفاجئاً بقدر ما هو مثيرٌ للتساؤل عن دوافع هذا التغيير في الموقف السوري تحديداً,بعد عقدٍ من التفاوض المباشر تحت الرعاية الإميركية دون شيئ يذكر بإستثناء وديعة رابين 1993م وعرض باراك2000م والتي سرعان ما تبخرت بسبب التهرب الإسرائيلي والتصلب السوري تبعها ثمان سنوات من الجمود والفتور في وقتٍ بدت هناك العديد من المتغيرات الإقليمية والدولية الملقية بظلالها على كاهل المنطقة وملفاتها الأزموية المتفجرة والساخنة والخاملة بتداعياتها الآنية والمستقبلية ,الدافعة بإسرائيل إلى تحريك مياه المسار السوري مجدداً أملاً في التوصل إلى سلام دائم.
التعليقات (0)