المكتوب باين من عنوانو

أن يترأس لجنة المراقبيين العرب الى سوريا فريقا في الجيش السوداني لم يكن بالتأكيد صدفة و هو كان من بين الأسباب الذي حمل القيادة في سوريا على قبول دخول هذه اللجنة الى الأراضي السورية.

فالخلفية العسكرية لهذا المسؤول لن تساعده في التحلي بالحياد المطلوب للقيام بهمته كما يجب لها أن تكون، بل على العكس من ذلك، تلك الخلفية ستجعل منه أقرب ما يكون لـ"تفهّم" وضعية الجيش السوري، حيث لا نعرف للجيوش تاريخا في احترام حقوق الإنسان و احترام حقوق التظاهر، فمابالك بجيش كالجيش السوداني الذي نعرف صولاته و جولاته في المناطق السودانية المتوترة... و هنا لا يمكن اغفال علاقته بما يعرف بـ"الجنجويد" و ما يقال عن ارتكابها لإنتهاكات لحقوق الإنسان في دارفور و في غيرها.

هذا بالإضافة الى افتقاد اللجنة على ما يبدو للمعطى اللوجستي الذي يساعدها في اداء مهامها، اذ يظهر في احدى مقاطع الفيديو أحد أعضاء اللجنة و هو يلتقط الصور عن طريق هاتف جوال!!!!!

و يبدو جليا النية المبيتة مسبقا لإفشال أية فرصة للنجاح فنلاحظ مثلا أن اللجنة قد أعلنت أنها ستزور اليوم كل من درعا و ادلب و حماة، و من يعرف الخارطة السورية سيدرك أن اللجنة ستقضي أغلب الوقت و هي في الطريق بين تلك المدن.

في المختصر المفيد هذه اللجنة عبارة عن "رفع عتب" لا غير حتى لا يقال للجامعة العربية بعد حين أنها لم تقف في وجه تدويل الملف السوري و هو الأمر الذي يبدو أنه على وشك الحدوث و السبب الوحيد لذلك هو الكبر و العجرفة التي يعيش على وقعها نظام الأسد.