المكتب الشريف للفوسفاط ، يستخف بالمرأة الخريبكية في يومها العالمي.
هكذا خرج علينا مباشروا دار الثقافة التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط ، بعنوان جديد ، يبخس دور المرأة في التنمية ، ويجهض آمالها العريضة والبسيطة في عصر العولمة الذي لا مكان فيه للسخرية التي لا تتماشى سوى مع التخلف والمظاهر البدائية ، التي لا تغني ولا تسمن من جوع .لان معادلة البقاء والعيش الكريم رهان وليست تحايل على الواقع ، أو استخفاف بالتاريخ الذي يسجل كل شيء عبر تاريخ الإنسانية .أما مشرفي دار الثقافة بخريبكة ، فرسالتنا إليهم واضحة : لا تستخفوا بالمرأة التي تراهن عليها الأمم والشعوب في التقدم الاقتصادي والحضاري .فإذا أعددتها أعددت مجتمعا طيب الأعراق.أما طلي أرجلها بالحناء فلا يشبع بطنها أو يفك عزلتها أو ينمي دورها في الأوساط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
إن معاناة المرأة الخريبكية والمغربية بشكل عام ، اكبر من شغلها في أشياء أصبحت ترفا اجتماعيا في دول أكرمت المرأة ، بمنحها وسام شرف الحرية والديمقراطية والحقوق المتوازنة ، أما حالها في مدينة الإقصاء والتهميش وعدم تكافئ الفرص ، فإنها المأساة التي لا تسيل الدموع لشدتها وتعاقب الزمن الذي يبطل مع تعاقب السنين الإحساس بالألم والأنين .فالفقر الذي تعانيه المرأة الخريبكية ، إضافة إلى إقصائها وتهميشها . سم اجتماعي سالب للحقوق . قاتل للكرامة .
لقد أصبحت آلة للبحث المستمر والمتواصل مع الجهد الجهيد ، عن لقمة العيش المريرة . فلا يخفى على ساكنة خريبكة المشاهد اليومية لنساء وجدن في الشارع الذي لا يرحم، سكنا للعيش وسريرا للنوم .وأخريات ضحايا أباطرة الدعارة ، وحتى اللاتي التجأن إلى مهن شريفة كبائعات -البغرير -وغيرهن من البائعات المتجولات ممن فضلن العيش -بعرق الجبين - لم يسلمن من جور السلطة التي لا تفهم سوى سلطة العصا والقمع الفظيع ،دون أية حلول أو حتى إنصاف حلول لشريحة عريضة من النساء لا حول لهن ولا قوة .إنها الصورة الحقيقية التي يحاول البعض رميها في سلة المهملات عبر توهيم المجتمع بأنماط عيش مزورة بدافع الاستمرار في انتهاك الحقوق ونشر الأكاذيب وثني العين المجردة عن رؤية الحقائق وكشف المستور .
لذالك فإننا نرفض كمواطنين ، تزوير الواقع المر بنقوش الحناء . التي يروج لها المشرفون على دار الثقافة بخريبكة .وكان نساءنا بألف خير ورغد من العيش.ومن هنا أؤكد على رسالة واضحة إلى مدير المكتب الشريف للفوسفاط والقيمين على دار الاستخفاف المذكورة وأقول لهم إن المرأة الخريبكية ليست في حاجة إلى - نكافة – أو قابلة - فهي تنتظر إنصافها ، وإنقاذها من براثين الفقر والقهر والظلم الاجتماعي ،فإذا كان الواجب يقتضي التعمق في حل المشاكل بروح المسؤولية ، فالمطلوب من المكتب ش.ف . إيجاد الحلول لمعضلة المرأة كما تنص على ذالك المواثيق الدولية والأمم المتحدة والدستور المغربي .فلا توهموا نسائنا أن نقوش الحناء أولوية،فالخبز الحاف أهم عندهن من احتقاركم.
محمد قاسمي
التعليقات (0)