المكاسب الإيرانية في الاتفاق النووي

حصلت ايران على مكاسب كبيرة خلال العام الماضي فور ابداءها بعض المرونة في ملفها النووي و قضايا الشرق الأوسط حيث استطاعت بفضل تلك السياسة أن تتخطى مرحلة الانطباع السلبي السائد لدى الشعوب العربية والذي تسببه التدخل الإيراني في سوريا والعراق واليمن بعد أن أثر على صورتها بين الشعوب المنطقة. إنّ المكاسب التي حصلت عليها إيران في الفترة الماضية عمّقت من سيطرتها الجيوسياسية والاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وجعلتها تتحول الى لاعب لا يستهان به في أمور المنطقة.

استطاعت الدبلوماسية الإيرانية التفوق على نظيراتها العربية عبر النقل بثقلها للتمدد في العراق و مساندة الأكراد في مواجهة تنظيم ما يسمّى بالدولة الإسلامية بخبرة جنرالات الحرس الثوري وعلى رأسهم قاسم سليماني. في حين لم تفعّل الدول العربية سياساتها في العراق وتركت هذا البلد العربي لقمة سائقة بيد التنظيمات الإرهابية و ظلت جامعة الدول العربية تتفرج على الأزمات العربية في الوقت الذي تفك إيران شفرات الترميز في العالم العربي بفضل لا عبين متمرسين يملكون خبرة وحنكة دبلوماسية حصدت من وراءها الكثير من الامتيازات مقابل القليل من التنازلات.

آخر الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية الإيرانية كانت في محطة اليمن هذا البلد العربي الذي وقع بسهولة في يد تنظيم الحوثي الموالي لإيران بفضل الإهمال العربي لهذا البلد الغارق في المشاكل الاجتماعية والسياسية و حتى الاقتصادية. وسوف تحقق ايران المزيد من المكاسب في ربطها لنفوذها في منطقة الشرق الأوسط بملفها النووي الذي سوف يضمن لها النفوذ والسيطرة في الشرق الأوسط مقابل بعض التنازلات اذا واصلت السياسة العربية هذا الركود والانحدار.