مواضيع اليوم

المقدمة

المُحبة

2008-06-16 19:04:21

0

بسم الله الرحمن الرحيم

  المقدمة

تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية .. لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها.. فهذا عَرَضٌ للمرض و ليس هو المرض .. و لكن بسبب إفلاسها في عالم القيم التي يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية في ظلالها نمواً سليماً و ترتقي ترقياً صحيحاً. و هذا واضح كل الوضوح في العالم الغربي ، الذي لم يعد لديه ما يقنع ضميره بإستحقاقه للوجود.

فالنظريات والفلسفات الغربية وفي مقدمتها الماركسية قد اجتذبت في أول عهدها عدداً كبيراً في الشرق والغرب نفسه بإعتبارها مذهباً يحمل طابع العقيدة ، قد تراجعت هي الأخرى تراجعاً واضحاً من ناحية الفكرة حتى تكاد تنحصر الآن في الدولة وأنظمتها التي تبعد بعداً كبيراً عن أصول المذهب..

إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال : لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست مادياً أو ضعفت من ناحية القوة الإقتصادية و العسكرية.. و لكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لانه لم يعد يملك رصيداً من القيم يسمح له بالقيادة .
فهناك الكثير من الشرقيين عامة و المسلمين خاصة لا يزالون متأثرين بالغرب مبهورين به ، و هذا لا يعود لضعف حضارتنا وعلومنا الإسلامية ولكن لجهلهم بها، لذلك نرى العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على العلم والتعلم : قال الله تعالى :


يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ


و قال تعالى:

 

قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ

 

وعن عبد الرحمن بن عوف، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم 

{ فضل العالم على العابد بسبعين درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض }

وعن أنس رضي الله عنه قال: 

 قيل يا رسول الله أي الأعمال أفضل‏؟‏ قال العلم بالله عز وجل، فقيل أي الأعمال تزيد‏؟‏ قال العلم بالله، فقيل نسأل عن العمل وتجيب عن العلم، فقال إن قليل العمل ينفع مع العلم، وإن كثير العمل لا ينفع مع الجهل، وأطال في ذلك


الإسلام لا يتنكر للإبداع المادي في الأرض لأنه يعدّه من وظيفة الإنسان الأولى منذ أن عهد الله إليه الخلافة في الأرض

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً }

 . فلذلك لا بد من قيادة تملك إبقاء و تنمية الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية، و تزود البشرية بقيم جديدة ( بالقياس الى ما عرفته البشرية ) بمنهج أصيل وإيجابي و واقعي في الوقت ذاته.  و الإسلام وحده هو الذي يملك تلك القيم وهذا المنهج

إن هذا الكتاب أقدمه لقراء العربية والمسلمين جميعاً في كل مكان من الأرض عسى أن يكون الخطوة الأولى لمعرفتهم عن الإسلام عقيدة ليعلموا أن الإسلام هو سبيل الإنقاذ و خير الإنسانية جمعاء...

قال سيدنا علي رضي الله عنه نظماً 

ما الفـخـر الا لأهـل العلـم أنهم     على الهدى لمن استهدى أدلاء

وقدر كل امرىْ ما كان يحسـنه       والجـاهلون لأهـل الـعـلـم أعـداء
فـفـز بـعلـم تعـش حياً بـه أبـدا      الناس موتى وأهل العلـم أحياء

--------------------------
المُحبَّة

 رجب 1423 - 11 ايلول 2002  5

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !