في معظم صحف العالم تجد دائماً مكاناً للقارئ يكتبه بقلمه.. مشاركاً أو مساهماً أو شاكياً من هم عام أو خاص..
مع وجود المرحوم «عبدالوهاب مطاوع» في بريد الأهرام كان للبريد طابع خاص تشعر بأن من يكتب فيه لابد له من مواصفات معينة.. وتوجهات معينة.. مثلاً أن يكون دكتوراً.. في إيه مش مهم.. المهم إنه دكتور وخلاص..
والتاريخ الذي يذكر بأن وجود «عادل حمودة» علي رأس مجلة «روز اليوسف» ومساعدته لشباب صحفيين واستنهاض مواهبهم.. بدأت صفحات البريد تختلف اختلافاً كلياً فأصبحت أقرب إلي رجل الشارع.. وأصبحت أداته التي يري فيها نفسه.. ويري أن هناك من يشاركه نفس الهموم والشكوي.. وأن هناك من يتحدث باسمه.. وينوب عنه في عرض مشاكله.. أو ان يتجرأ عارضاً رأيه بكل صراحة وحرية!
وبدأت صفحات البريد بأسماء مختلفة فكان لبلال فضل مثلاً صوت عال وصدي أعلي ثم مراسيل ومكاتيب مع الأستاذ حمدي عبدالرحيم وغيرهم وسار علي دربهم باقي الصحف القومية والتي تحاول أن تنافسهم بسذاجة غريبة.. ولكن كانت صفحات الرأي في جريدة صوت الأمة أيام رئاسة «عادل حمودة» هي الدليل والكتالوج.
لكن في «الفجر» كان اختيار الاسم موقفاً «فالقارئ يكتب» وهو بالفعل يكتب.. والقراء الذين يكتبون سنري معاً ماذا كتبوا وعن ماذا كتبوا.. وما هدف هذه الصفحة قبل الأخيرة.
لكن قبل ذلك كانت الصفحة تحمل هموماً وشكاوي المواطنين وكان لمحافظ القاهرة نصيب الأسد منها جاءت بعدها الشرقية ثم سوهاج وقنا.
أكثر الوزارات هي وزارة الداخلية.. وده شيء طبيعي لأن معظم الأمور عندنا حلها في إيد وزارة الداخلية.. وأكثر شكوي هي البلطجة.. فأكثر من 6 شكاوي فقط عن بلطجة وانعدام الاحساس بالأمان.
تأتي بعد الداخلية.. وزارة التعليم طبعاً.
اللافت للنظر أن «الفجر» اضطر للتنبيه أكثر من مرة علي أن هناك من يستغل اسم «الفجر» لنشر الشكوي والطلبات مقابل مبالغ مالية وهذا دليل علي قوة صفحة «القارئ يكتب» أو تأثير «الجورنال» بصفة عامة.
اضطر الأستاذ خالد حنفي أن يؤكد أنه لا علاقة لـ «الفجر» بإيهاب الشامي والشكاوي ننشرها مجاناً «العدد 164».
أما الموضوعات التي كان يهتم بها كتاب بريد «القارئ يكتب» فكان واضحاً هو الهم الخاص وليس العام.. بمعني أنهم مصريون يذوبون عشقاً في هذا الوطن.. يعتبون علي العرب تخلفهم وجهلهم وخنوعهم وأنهم لا يتعلمون أبداً.
فالقراء واضح جداً أنهم خرجوا من دائرة اهتمامهم ما يحدث للعرب.. تحت بند انه مافيش فايدة مش عايزين يتعلموا أو يستاهلوا بسبب ديكتاتوريتهم وغبائهم أو أن الهم الخاص أكبر وأكثر من أن نهتم بغيره.
وتنوعت الموضوعات حسب الأحداث الجارية ساعتها ففي سنة 2008، 2009 حدث حريق مجلس الشعب في أغسطس وسوزان تميم والدويقة والإنفلونزا وغيرها من المصائب.
كانت أطول رسالة هي رسالة وزير الري فقد أخذ الصفحة كلها في العدد «190»، أما أقصر رسالة فكانت من سعيد السعيد المحامي عن رسالة إلي صفوت الشريف، أكبر عدد تم نشر رسائل فيه كان العدد «166» فقد تم نشر 13 رسالة.
أما عن أبطال هذا البريد.. فأولهم طبعاً القارئ الأكبر والكينج الذي تخطي نسبة 90% من المشاركة في كل الأعداد فله 42 رسالة في 52 عددا هي عدد الأسابيع في عام 2008 - 2009 هو الأستاذ ميخائيل كامل الجريء جداً والمقتحم لكل المنوعات والمحظورات لا يرتدي إلا نظارة مكتوبا عليها بحبك يا مصر يا بلدي ولا أري غيرك ولا أري سواك.. يهاجم بشراسة ويدافع ببساطة ورجولة عن وطنه ولا يهمه لوم لائم.. يهاجم المسيحي قبل المسلم.. إذا رأيت رسائله تجد أنه حتي الباشا شنودة يختلف معه.. لا مزايدة عنده علي مصر.. استاذ ميخائيل كامل أرجوك استمر فنحن دائماً في حاجة إلي قلمك الجريء ويا ريتنا تعرفنا بنفسك أكثر.. ماذا تعمل وأين تسكن وما عمرك إلخ.. يأتي بعد الكينج الأستاذ محمد الشاذلي بعدد 22 رسالة.. والأستاذ محمد الشاذلي له أكثر من لقب فهو «قارئ الفجر» فقد كان يرسل المقالات ممهورة بلقب قارئ الفجر وساعات «المواطن» محمد الشاذلي ولكني اسميه محامي صحفيي «الفجر» مايقدرش حد يستجري يمس شعرة من محرري «الفجر» فالأستاذ محمد الشاذلي ينط في كرشه فوراً.
ثم ثالث المحظوظين هو الأستاذ الحسين محمد بعدد 18 رسالة.
أما المهندس محمد العشري فيأتي في المركز الرابع بعدد 10 رسائل مع الدكتور عاصم خشبة.. الرابع مكرر بنفس العدد.. والنبي يا جماعة تقولولنا حضرتك دكتور في إيه؟ ومهندس في إيه؟ خلونا نستفيد من خبراتكم وتعليمكم في اسداء النصائح لنا كقراء.. في مناحي الحياة كلها.. دوركم تنويري يا جماعة! أما الأستاذ المحامي أحمد أبوالمجد كان كسولاً فله 4 رسائل فقط.. نريد توضيح يا متر يعني إيه محامي فقراء.. محام معنوي ولا مادي.. يعني تضامن ولا بتاخد أتعاب! والأستاذ سعيد السعيد السباعي وله 7 رسائل وآراء جميلة رائعة.. الأستاذ المحاسب فتحي اسماعيل محمد له ست رسائل فقط نرجو المزيد.. ويشترك معه الأستاذ جوزيف ملاك عضو لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين.. ربنا معاك يا متر في وسط الإخوانجية.
الأستاذ السيناريست مجدي جميل طنطاوي له رسالتان فقط ويشترك معه أيضاً في قلة نشر الرسائل، الأستاذ فائق ميخائيل سليمان والفريد ألفي حبشي شبرا أجدع ناس الأستاذ جلال خليل المحامي والأستاذ وهيب منقريوس والأستاذ محمد غازي عضو حزب الحمير بمحافظة السويس.. والأستاذ مصطفي الخولي والدسوقي والأستاذ فريد حليم.. ومن هذا البريد أناشد الأستاذ رأفت زكي جرجس سيدي بشر بالعودة إلي الكتابة نفتقدك يا عمنا.. وللأستاذ وسيم ميخائيل صموئيل رسالة ساخرة مبهجة ثم توقف. أما الجنس الناعم لهن فقط 4 رسائل.. الأستاذة نهي فتحي تحذر من خطر المنقبات أو المنتقبات زي ما بيقولوا علي الطريق الدائري وهو الحقيقة مش الدائري وبس.. المنقبات خطر في كل حتة.. ثم فاطمة أحمد طالبة جامعية عن جرائم بوش وزينب الباز ترد علي أ. محمد الباز عن جمال بنات المنصورة ليس وهماً.. أما أظرف رسائل القارئات الكاتبات فهي للأستاذة نجوي عبدالغني أبوالعينين بعنوان «يا لعبك يا نظيف» حينما مارس الدكتور أحمد نظيف الرياضة في عيد الرياضة في العدد «194» وهكذا تجد عزيزي القارئ أن صفحة «القارئ يكتب» ما هي إلا صفحة ذكورية وبريد ذكوري ويا نساء العالم أهلاً بكن.. مش كده.. ده الأستاذ خالد حنفي مش عدو المرأة والله!
هشام رفعت
التعليقات (0)