المقاومة العراقية والانسحاب الامريكي

 ( ورقة مقدمة الى الندوة الفكرية التي تقيمها  النقابات المهنية في مدينة اربد بمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد صدام حسين )

حقائق ومبادئ :

قبل البدء بالموضوع ارى من المناسب ان اثبت الحقائق الاتية :

1 . ظهر للعيان ان الغرب والولايات المتحدة يستمرؤن الكذب اذا اقتضت مصالحم ذلك , ولا يخجلون عندما ينتقدون النازية وداعيتها ( غوبلز ) الذي كان شعاره " اكذب .. اكذب  حتى يصدقك الناس " , وقد فبرك الامريكان العديد من الكذبات حول العراق , وصدقوها , ومن ثم عرضوها على الرأي العام من خلال مجلس الامن ووسائل الاعلام , وطلبوا ان يصدقها الناس بدون نقاش .

2 . يهتم الغرب عموما بشعوبهم على حساب سعادة الشعوب الاخرى , فهم ينزعون عن انفسهم كل سمات الاخلاق التي يدعون انهم حماتها , ومنها حقوق الانسان , وخير دليل عاى ذلك عندما سئلت مادلين البرايت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة , ان كان  ما هدفت اليه الادارة الامريكية يستحق كل هذه الضحايا من العراقيين , قالت " نعم تستحق "  , ما ذهبنا اليه يستحق هذه الخسائر .

3 .الشرعية الدولية هي شرعية الكبار المنتصرين في الحروب , ومجلس الامن ليس الا وحش شرس تستخدمه الدول الكبرى ضد الصغار في العالم , فقراراته لا تراعي مصالح الشعوب , بل مصالح الكبار .

4 . الاعلام كان في الماضي يعد سلطة رابعة , اما اليوم بعد هذا التطور التقني الهائل في حقل الاتصالات , صار سلطة اولى له الامر والنهي , ومن خلال وسائل الاعلام المختلفة هبت الجماهير واشعلت الانتفاضات والاحتجاجات , التي اسقطت العديد من الزعماء العرب . ومهما قيل عن الاعلام الحر , فما زال هذا حلم وفي اطار التمنيات , فوسائل الاعلام منحازة بشكل او اخر اما الى دولة او حزب او فرد يدافع عن جهة ما .

5 .ما كان ليتحتل العراق 2003 , ولا حصل العدوان الثلاثيني 1991 , لولا القرار العربي المؤيد لامريكا , وما كان لينجح الغزو لولا ان فتحت الانظمة اراضي بلدانها امام القوات الامريكية والبريطانية , كما ان فكرة المؤامرة ما كانت لتنفذ الى بلداننا لولا تخاذل الزعماء العرب الذين غلبوا مصالحهم على مصالح الجماهير , وعلى قضايا العرب المركزية .

اهداف الغزو المعلنة :

كان المعلن من الدعاية الامريكية انها تريد القضاء على الارهاب الذي يمثله صدام حسين من خلال علاقة مزعومة مع تنظيم القاعدة . وكذلك القضاء على اسلحة الدمارالشامل التي قيل ان العراق يمتلكها , وقد فبركت المخابرات الامريكية هذه الاسباب المباشرة للغزو , وقدمها كولن باول وزير الخارجية انذاك امام مجلس الامن الدولي , لتبرير الغزو على العراق  .

 اما الاسباب الاستراتيجية للولايات المتحدة وراء غزوها العراق وكما اعلنها بوش الابن :

أ . تحرير العراق من الديكتاتورية , اي من نظام صدام حسين .

ب . اقامة نظام ديمقراطي يصبح نموذجا في منطقة الشرق الاوسط .

ج. اما الاهداف السرية التي تلتقي مع الاهداف الصهيونية , فهي اقامة كانتونات طائفية وقومية ودينية في العراق , لتمتد شرارة هذه العدوى الى الدول المجاورة مثل سوريه ولبنان ومصر والمغرب العربي .

د. اعادة سيطرة شركات النفط الغربية على منابع النفط في العراق الذي يمتلك 278 مليار برميل نفط حسب ما ذكره شوفنمان وزير الدفاع الفرنسي السابق , بعد ان اممها صدام حسين عان 1972 .

ه. رفع المظلومية عن قسم كبير من العراقيين المعارضين لصدام حسين . بدعمهم المادي والاعلامي والعسكري واعدادهم لتسلم الحكم , وقد ادخلوا في دورات خاصة لهذا الغرض في العواصم الاوروبية وخاصة في براغ   .

و.استكمال ضرب الاتجاهات القومية فكريا وسياسيا في العراق , بعد ان تم ضربها في مصر , واخراجها من دائرة الصراع مع الكيان الصهيوني .

ز. تقسيم العراق طائفيا وقوميا , وقد كانت البداية في تقويض اركان الدولة العراقية ,بحل الجيش واجتثاث البعث والقضاء على الحهاز الاداري للدولة ,واقصاء الاداريين الذين يشك بولائهم للعهد الجديد . ومن ثم تشكيل مجلس الحكم , واجراء انتخابات في ظل الاحتلال , واقرار دستور يدعو الى الفيدراليات والاستفتاء على كركوك المناطق المتنازع عليها بين الاكراد والعرب في محافظات صلاح الدين وديالى والموصل .

1 . خلفيات المقاومة قبل الاحتلال .

أ . سعى النظام الوطني منذ العدوان الثلاثيني 1991  الى اعداد الشعب , لمواجهة كل احتمالات الغزو . فسلح المواطنين بالسلاح الخفيف ودربهم من خلال قواطع الجيش الشعبي التي شاركت في الحرب العراقية ـ الايرانية 1980 ـ1988   .

ب . درب ابناء الشعب وخاصة البعثيين على السلاح  , ففتح لهم المعسكرات , وشكل التنظيمات العسكرية , مثل فدائيو صدام , وجيش القدس , والجيش الشعبي .

ج . وفر المال اللازم لتمويل المقاتلين وشراء السلاح عند الحاجة

.2 بدايات المقاومة :

ليس صحيحا ما قيل او روج له بأن المقاومة كانت ردة فعل او عفوية , بل هي مخطط لها قبل الغزو , وجاءت المقاومة تتويجا لسفر نضالي سبق ذاك التاريخ .

أ .بدأت المقاومة يوم التاسع من نيسان 2003 , عندما واجه المقاتلون القوات الامريكية في الاعظمية بقيادة الشهيد صدام حسين , واعقبها معركة الكراده ونفق الشرطة .

ب . تشكيل جيش محمد عام 2003  بأمر من صدام حسين , من ضباط الحرس الجمهوري والمخابرات والاستخبارات والرفاق البعثيين . وقد صمد الجيش حتى عام 2006 , حيث تم اعتقال قيادته وقتل اعداد منهم .

ج . تشكلت الفصائل المقاتلة  من البعثيين والوطنيين . وكان لضباط الجيش الوطني السابق الدور الكبير في هذه الفصائل, نظرا لخبرتهم في التدريب والقتال  .

د . دخل البعثيون في الفصائل الاخرى بدواعي التخفي , نظرا لان الحكومات الطائفية كانت تطاردهم , تحت يافطة ( اجتثاث البعث ) ومن ثم ( قانون المساءلة ) , الذي تزعمه احمد الجلبي , وسوف يتم في المستقبل كشف اسماء المقاتلين البعثيين الذين قاتلوا ضمن تشكيلات لم تاخذ اسم البعث .

ه . تم استخدام اسلحة الجيش العراقي التي خبأها الضباط باوامر من صدام حسين . لكي يتم استخدامها في مقاومة قوات الاحتلال .

3 . جرائم القوات الامريكية :

ادعت الادارة الامريكية ان قواتها في العراق هي لحماية المدنيين ,ونشر الديمقراطية والحرية بينهم . ولكن الحقيقة لم تستطع ان تحميهم من الارهاب الذي انتشر في البلد , بل غضت الطرف عن المنظمات الارهابية التي اوغلت في دماء العراقيين من ضباط الجيش الوطني والعلماء والمهندسين والاطباء .ومن اعمالهم :

أ . تدمير العديد من المدن والقرى العراقية بدعوى محاربة الارهاب وملاحقة الارهابيين او ملاحقة اتباع صدام حسين , كما حصل في الفلوجة وتلعفر والخالص والقائم وبعقوبه فقد تم تدمير هذه القرى والبلدات بالمدفعية والصواريخ والقنابل الفسفورية والنابالم الحارقة .

ب . اضطهاد المعتقلين والتنكيل بهم اثناء اعتقالهم , بالضرب والتعذيب بالكهرباء والسجن الانفرادي والاغتصاب للرجال والنساء , كما حدث في سجن ابو غريب وبوكا , وكما حدث في اغتصاب الشابة ( عبير الجنابي ) وقتلها هي واهلها . واعتقال الشباب في سن التجنيد من اجل جمع معلومات عن المقاومة , وهذا الاسلوب اوغر صدور العراقيين ضد قوات الاحتلال .

ج . اطلاق يد الشركات الامنية في اثارة الرعب في نفوس المواطنين وترويعهم لمجرد الاشتباه ان احدهم يشكل خطرا عليهم .  وعلى سبيل المثال فقد قتلت شركة ( بلاك ووتر ) عشرات المواطنين الابرياء  في ساحة النسور وسط بغداد للاشتباه ان سيارتهم تزاحم سيارة افراد الشركة .

د . اطلاق يد المليشيات الطائفية في القتل على الهوية وتصفية كبار الضباط والعلماء واساتذة الجامعات والاطباء والمهندسين بدعوى انهم موالون للنظام السابق . كما غضت النظر عن جرائم مليشيات ايران مثل فيلق القدس الذي يقوده الارهابي قاسم سلماني المطلوب الى المحكمة الاسبانية بتهمة الابادة الجماعية .

ه .تدمير هياكل الدولة العراقية بالكامل . كتدمير البنى التحتية الاقتصادية والمرافق الحيوية , التي تخص حياة المواطنيين العراقيين اليومية . وحل الجيش العراقي , واصدار قانون اجتثاث البعث . واصدار الدستور القائم على المحاصصة الطائفية , والسماح باقامة الفديراليات في المحافظات .

و . اقامة نظام طائفي يقسم الشعب العراقي , ويشعل النعرات الطائفية والدينية بينهم .

4 : الاعلام والمقاومة ..

عمدت وسائل الاعلام الغربية الى تثبيت مصطلحات وتسميات خاصة بالمقاومة , واطلاق وصفها بالمنظمات الارهابية , فيما وصفت المليشيات الارهابية بالجماعات المسلحة . وقد ركزت على المنطلقات الاتية :

أ . ابراز صورة براقة للولايات المتحدة , باعتبارها محررة للعراق من الديكتاتورية . وبانية اول ديمقراطية في الشرق الاوسط

ب . اظهار المقاومة بانها فاقدة التأثير والتاييد من الجماهير .

ج . المقاومون مجموعة من الشاذين وقطاع الطرق , لا يتسمون بالاخلاق ولا يراعون العادات والتقاليد العربية ومستعدون للقتل بدم بارد , وبهذا التعميم خلطت وسائل الاعلام  بين المنظمات الارهابية وبين المقاومة الشريفة  المجاهدة  .

د .اخفاء خسائر القوات الامريكية قدر الامكان , وتضخيم خسائر العراقيين جراء العمليات الارهابية حتي لا تثير الجمهور الامريكي الذي كان بالاساس ضد الغزو ضد العراق  .

ه . عدم الاهتمام بمأسي الشعب العراقي وحياته اليومية من انقطاع الكهرباء والماء , وانعدام الخدملت , وغض النظر عن الفساد المستشري في الوزارات والمؤسسات الحكومية ,وعدم التركيز على الخلافات بين المكونات السياسية في العملية السياسية .

و. ساهم الاعلام العربي ايضا في اهمال المقاومة العراقية , وعدم ذكر عملياتها ضد القوات الامريكية واذا ذكرت خبرا ما تقول انه لم يات من جهة محايدة .وعدم السماح بظهور رموزها في البرامج التلفازية الحوارية لكي تدافع عن مشروعها الكفاحي بل اظهرت الرموز التي كان همها ( شيطنة ) البعث والمقاومة معا  .

ز. شكلت المقاومة لغزا محيرا للصحافة الغربية عموما , فكانت تسأل : هل هناك قيادة مركزية للمقاومة , ام انها مجرد خلايا صغيرة ؟ . كيف يتواصل المقاتلون فيما بينهم ؟ . هل لديهم مصدر تمويل معتمد ؟ . ما هو عددهم ؟ .كم عدد النساء لديهم ؟ هل يتواجدون في كل البلاد ام في منطقة معينة ؟ هل هناك تبرع من اجانب ؟ .

5: شرعية المقاومة ..

أ . فرضت المقاومة نفسها من خلال العمل الجهادي ضد قوات الاحتلال الامريكي , ونالت اجماعا عربيا واسلاميا صامتا  .

ب. تميزت المقاومة بأداء رائع , استندت الى الخبرة الميدانية واستخدام السلاح ونصب المتفجرات , واعتماد التقنية الحديثة في اعمال الرصد والاتصال واستخدام تقنياتها الفنية والمادية .

ج. اعتمدت المقاومة على استنزاف الولايات المتحدة ماليا وبشريا , والحط من سمعتها امام الراي العام العالمي .

د . اكدت المقاومة انها عمل تاريخي متميز , فاق المقاومة الفيتنامية , نظرا لظروف كل منهما , اذ كانت كل من الاتحاد السوفيتي والصين تدعمان الثوار الفيتناميين عسكريا وسياسيا  .

ولهذا كله فقد :

_ انهت المقاومة اسطورة القطب الواحد , وزرعت عوامل تفكك الولايات المتحدة .

_ اسقطت المشروع الامريكي في المنطقة . اي اسقاط مشروع القرن الامريكي , واسقاط الشعارات التي برزت في اوائل القرن الحالي مثل صراع الحضارات لهنتغنتون  ونهاية التاريخ لفوكوياما  .

_ كشفت المقاومة عيوب النظام الرأسمالي في الغرب كله . وها هو الغرب يعيش اسوأ ازمة اقتصادية في حياته , وها هي بلدان اوروبا تتساقط الواحدة بعد الاخرى اليونان وايطاليا واسبانيا  .

6: خسائر القوات الامريكية ..

أ .تكبدت القوات الامريكية خسائر كبيرة في الارواح بلغت حوالي 5 الاف جندي , وحوالي 30 الف جريح .

ب . انتشار ظاهرة الانتحار بين الجنود الامريكيين , سواء اثناء خدمتهم في العراق او بعد رجوعهم الى بلدهم .من امثلة الانتحار انتحار المجندة ( اليسا ) المترجمة مع لجان التحقيق في سجن ابو غريب , وقد تم تمزيق رسالتها التي كتبتها قبل انتحارها حتى لا يفتح باب التحقيق واسعا ويتم الكشف عن اسرار اخرى ضمن فضائح ابو غريب . وكذلك حادث انتحار الجندي الذي تلقى رسالة من زوجته تمازحه بانها لن تبقى معه لانها لاتطيق العيش معه بالتقسيط , وقبل ان يكمل الرسالة وضعها في فمه واطلق النار من مسدسه على راسه . وعندما فتحت الرسالة وجدوا ان زوجته تمازحه  وختمت رسالتها بالقول "انها لن تتخلى عنه حتى الموت"   .

ج. وعلاوة على القتلى والجرحى والمنتحرين , انتشرت ظاهرة الامراض النفسية لدى الجنود مثل الاكتئا ب والانفصام  وقد خصصت الحكومة الامريكية 3 مليارات دولار لعلاج المرضى النفسيين من الجنود العائدين  .

د. بلغت نفقات الغزو العسكري الامريكي للعراق 3 الاف مليون دولار, كما بلغ العجز في الميزانية الامريكية 1,3 مليار دولار , وهذا احد العوامل التي عجلت بسحب القوات الامريكية من العراق  

7: خسائر العراقيين ..

أ . بلغ عدد القتلى العراقيين مليون ونيف , منهم 25 الف طفل .

ب . 3 مليون ارملة بتن يشكلن ازمة اجتماعية مستعصية في المجتمع العراقي  .

ج . 2,5 مليون لاجئ موزعين على سوريه والاردن وبلدان العالم الاخرى 1,5 مليون لاجئ داخل العراق

ج .  خسائر هائلة في الاموال بسبب السرقة والفساد المالي الكبير الذي استشرى في قمة الهرم الساسي .

8: ما بعد الانسحاب الامريكي من العراق ..

أ . الرؤية الامريكية ...

قال اوباما في خطابه امام القوات المنسحبة من العراق في قاعدة ( نورث كارولينا ) ," لقد ترك الجنود العائدين عراقا مستقلا مستقرا يعتمد على نفسه" .وهذا القول يؤشر ان الرئيس الامريكي اما انه يخدع نفسه ورعاياه , واما انه مخدوع بانباء وروايات مضللة كما انخدع من قبله عندما غزوا العراق عام 2003 .

ب. رؤية المراقبين ..

يرى غالبية المراقبين والقوى السياسية ان العراق يفتقد الى البنى الاساسية الراسخة او الى القدرة على الدفاع عن نفسه وعن حدوده . لان جيشه لا يملك قوة جوية ولا قوة بحرية . الخوف ان يرتد العراق الى حمامات دم جديدة , او الى حرب طائفية , او ان يكون خاضعا للنفوذ الايراني اقتصاديا وسياسيا لماذا ؟؟

_ لان القوى السياسية متناحرة كل منها يسعى الى احراز مزيد من المكاسب له , على حساب الاخر .

_ الحكومة تسعى للنيل من خصومها بشتى السبل الارهابية كما هو حاصل الان في تخوين رئيس الحكومة اطراف العملية السياسية .

_ الحكومة غير ملتزمة بتقاسم السلطة .

_ القوى السياسية لا تملك تقاليد المشاركة السياسية الجماعية .

ج . الرؤية الحكومية ..

ترى حكومة المالكي انها حققت نصرا كبيرا , باحراز السيادة والاستقلال . فيما ترى قوى اخرى ان الاحتلال الايراني حل محل الاحتلال الامريكي . رحلت القوات الامريكية وخلفت وراءها فراغا امنيا وسياسيا , قد يقود البلاد الى الحرب الاهلية .

د . رؤية المقاومة ..

 ترى المقاومة ان ضرباتها هي التي اجبرت القوات الامريكية على الرحيل , وليس العمل السياسي كما تدعى الحكومة . واذا رحل المحتل فان اتباعه مازالوا موجودين وان المعركة المقبلة معهم .المستقبل بالنسبة للمقاومة هو الصراع مع اركان العملية السياسية من القوى الطائفية . وهذه المعركة صعبة لانها ستثير جدلا واسعا بين اوساط العراقيين والعرب , لان المواجهة ستكون بين عراقيين وعراقيين , بين مسلمين ومسلمين من هذه الطائفة او تلك .اضف الى ذلك ان القوى الايرانية ممثلة بقوات القدس ستدخل المعركة دفاعل عن الحكومة الحالية . وسوف تتداخل الخنادق , ويصبح الفرز صعبا بين القوى المتصارعة .

المعركة ضد القوات الامريكية كانت واضحة , لان الجنود الامريكان معروفون بسحنتهم البيضاء او السوداء , اما الايرانيون فسحنتهم مثل العراقيين . الامريكان يتكلمون الانكليزية اما الايرانيون فيتكلمون العربية بطلاقة , الامريكان يركبون سيارات عسكرية من نوع همر او نوع همفي , اما الايرانيون فيركبون سيارات عراقية مدنية يصعب تمييزهم .الامريكان يتجولون ويعودون الى معسكراتهم , اما الايرانيون فيتجولون ويعودون الى بيوتهم وسط العراقيين .