مواضيع اليوم

المقاومة السلمية.. متى تصلح؟؟

Saleem Moschtafa

2010-02-03 10:13:25

0

 

منذ أشهر عديدة و في كل يوم جمعة أصبحت مدنا فلسطينية كبلعين و نعلين في الضفة الغربية المحتلة مسرحا للتظاهر السلمي يقوده سكان المدينة مع مجموعة من نشطاء السلام الأجانب و"الإسرائيليين" ضد جدار الفصل العنصري الذي تقيمه "اسرائيل" في الضفة الغربية المحتلة.

السؤال المطروح هنا: هل يمكن أن نحصل على نتيجة من خلال التظاهر السلمي أو ما يعرف ب"المقاومة السلمية" ضد نظام عنصري نازي استيطاني كالنظام الصهيوني في فلسطين أو بالأحرى حتى نكون دقيقين هل هو كافي؟؟؟

بالتأكيد الجواب هو لا، لأن المقاومة السلمية أو التظاهر السلمي هو التتويج الأخير الذي يسقط حالة غير شرعية و يجمع عليها الجميع أنها حالة غير شرعية، و هذا الأمر لا ينطبق على الصراع العربي الصهيوني، لان الحالة "الإسرائيلية" بمنظور "المجتمع الدولي" هي حالة "شرعية" و هذا "المجتمع الدولي" هو من ساهم في سقوط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا بعد أن قاطعها سياسيا و اقتصاديا و حتى رياضيا، و لكنه هنا يبدو أنه غيرمستعد لكي يلعب ذات الدور لأسباب عديدة بات الجميع يعرفها.

لذلك من يتعلل بالمقاومة السلمية لنيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا أو المهاتما غاندي في الهند و نجاحهما في المقاومة الشعبية التي قاداها  و يريد أن يسحب تلك التجربة على القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها، هو بالتأكيد يغالط الناس و ربما يغالط نفسه و يروج لسحب غير واقعي، و هناك في الواقع فلسطينيا من بدأ في الترويج الى ذلك و الأكيد أن الجميع قد شنف آذانه بما قاله السيد عباس عن "المقاومة السلمية" منذ أيام.

اذا قلت انه سحب غير واقعي، لماذا ؟؟، لأن أقصى ما يمكن أن تفعله تلك المظاهرات السلمية هو ايقاف بناء الجدار في هذه المنطقة أو تلك، أو ابطال هدم منزل هنا أو مصادرة أرض هناك، و لكنها لا تستطيع أكثر من ذلك لأن المقاومة السلمية من الداخل تحتاج الى دعم سياسي من الخارج و هو غير موجود على الإطلاق في ما يتعلق بالتعامل الدولي مع الحقوق الفلسطينية.

و النظام الصهيوني في فلسطين يشبه الى حد كبير الإستعمار الإستيطاني الفرنسي للجزائر و لولا الرصاص و الثورة الجزائرية المسلحة لبقيت فرنسا في الجزائر الى الأبد لأنه و كما هو معروف كان العديد من الفرنسيين خاصة على المستوى الرسمي و لا زالوا يعتبرون الجزائر أرض فرنسية و جزء لا يتجزأ من أرض فرنسا الكبرى.

و ان افترضنا أن المقاومة السلمية قد تؤدي الى شئ ما مع الصهاينة، فأيضا المقاومة السلمية ليست مجرد كلام كما يحلو للسيد عباس مثلا أن يمارسها، فهل بامكانه مثلا أن يخلع عنه البدلة السموكي و ربطة العنق و يقاوم الإحتلال الصهيوني كما قاوم نيسلون مانديلا و سجن لمدة 27 سنة من اجل ذلك، أو أن يعيش المقاومة السلمية كما عاشها المهاتما غاندي؟؟ الإجابة أكيد تعرفونها.

و لكن في المقابل أنا لا ألوم الأهالي في نعلين و بلعين او اطلب منهم المستحيل لأن ما يفعلونه هو أقصى ما يمكن أن يقوموا به في ظل ايمان القيادات العربية و من بينها محمود عباس بأن "السلام" هو الخيار الإستراتيجي الوحيد للعرب، و لكن رجائي أن يعوا و هم واعون في الواقع بأن النظام الصهيوني لا يفهم الا لغة القوة و السلاح، و التجارب التي عاشها في جنوب لبنان و في غزة أكبر مثال على أنه لا يفهم الا فعل القوة.. وفعل القوة فقط.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !