ابو اياد
ان الخطاب السياسي الوهمي وشعارات المقاومة الكاذبة الذي تصر حركه المقاومة الاسلاميه حماس علي التمسك بها بعد ان افقدها السجاد الأحمر والسيارات الفارهه ذات الزجاج الأسود البوصلة الوطنية التي كانت تحدد الرأي والرؤية لم يعد له ما يبرره باعتبار وجود حماس في السلطة نتاجا أساسيا لأوسلو . قبلت بوجودها السياسي علي أثره ورفضت الاعتراف به بل وبدأت العمل لاسقاطة انه حقا لأمر عجيب . لم تعد حماس هي حماس , فالأولي كانت تريد العباءة العربية فيما الثانية ابتعدت عن ذلك لتلتصق بحسابات إقليميه وتعلب دور التابع لا دور صاحب قضيه . منذ تولي حركه حماس مقاليد الحكم في غزة بدأت بتطبيق مرحله التغيير لا الإصلاح , فالتغيير هنا لا ينحصر علي المواقف السياسية فقط بل طال كل الوسائل الحياتية . بدئا بتغيير البيوت البسيطة والمتواضعة بفلل ومباني فارهه , وتغيير السيارات قديمه الإنتاج بسيارات فارهة آخر موديل , وتغيير لبس الجلبيه بلبس البدل الفخمة والقرافات آخر صيحة , وتغيير النظارات الطبية بنظارات شمسيه سوداء , وقص وتقصير اللحى لكي تليق بمقاماتهم الرفيعة , وتغيير زوجاتهم السابقات بزوجات جدد ذات مواصفات تليق بطبيعة المرحلة وبمنصب الزوج الرباني . هذا هو التغيير فلا ادري ما هو الإصلاح ؟ وان عادت بنا الذاكرة إلي الوراء إلي الانقلاب الأسود علي الشرعية فان حماس وعلي لسان قادتها السياسيين بررت الانقلاب ووصفته بالاضطراري لكن ما تأكد فيما بعد بما لا يدع مجالا للشك انه قرار سياسي واتخذ علي اعلي المستويات . وجري الإعداد له منذ فترة طويلة . كما بينت نتائج الانقلاب علي الأرض والسياقات التي مرت بها عمليه الانقلاب والاستيلاء علي الشرعية والسيطرة علي غزة . إذ أنها ثبتت بوضوح آن هذه الترتيبات قد جري العمل عليها منذ سنوات أي ما قبل الانتخابات وما بعدها وقبل وبعد اتفاق مكة . وبالتالي القرار لم يكن اضطراريا بل كان معدا له سلفا . وعن سابق ترصد وإصرار , يهدف إلي خلق وقائع ماديه علي الأرض تفتح الأفاق للهيمنة علي النظام السياسي الفلسطيني وبدأت السيطرة علي غزة وأقامه دوله حمساويه ترتبط ارتباطا وثيقا بقوي إقليميه وذلك من اجل خدمة أهداف بالقطع ليست فلسطينية. ومن معطيات ما جري علي الأرض في غزة ان القرار لم يكن قرار حمساوي بحت بل اتخذ بعد مشاورات واتفاقيات محليه وإقليميه .لقد أضرت حركه حماس بسمعتها ومصداقيتها وحرفت مجري القضية الفلسطينية وعطلت مشروع التحرر وتسعي لتجريد القضية الفلسطينية من عروبتها قدر ما تستطيع وهي بذلك تعطي نفسها شرعيه دينيه وجهادية وهميه وهي أيضا بذلك وضعت علامة استفهام كبيرة علي قدرتها ان تكون شريكا لأي طرف سياسي فلسطيني بل وأرجعت الشعب الفلسطيني رغما عن انفه إلى القرار العربي بدلا من استقلالية القرار الفلسطيني وبذلك بدأت حماس من حيث بدا الآخرين لا من حيث وصلوا. لقد صنعت حماس الأزمة الفلسطينية الحالية واوصلت جميع محاولات الصلح والاتفاق المحلية والعربية الى طريق مسدود. ولم يعد هناك من خيارات مطروحة لضمان وحدة الشعب والأرض , لان حركه حماس رهنت القضية الفلسطينية في يد قوي إقليميه ترفض أصلا الاعتراف حتى بالعرب والتي تحمل أجندات مشبوهة وتهدف دائما الي زعزعه الأمن في الشرق الأوسط وذلك ليعطيها الفرصة في الهيمنة والتربع علي عرش الشرق الأوسط واخذ دور محوري على حساب الدور العربي المتمثل في مصر كقيادة تاريخية وتحتضن مقر الجامعة العربية ومقر معظم الاتحادات العربية وبذلك ضربت ليس فقط النسيج الفلسطيني بل والنسيج العربي برمته . وتريد ان تقول انها هي الاقوي والأقدر علي أدارة الشرق الأوسط . فمن هنا ندعوا حركه حماس الي التخلي عن خطابها التخويني وترك كل العبارات التجارية التي لن تجدي نفعا ولن توصلنا الي شي والتي بلا شك أصبحت لا تنطلي على احد ومن العته الاستمرار في استخدامها حتى الآن , ندعوها إلي العودة إلي حضن الامه العربية والاسلاميه والي حضن شعبها وترك القوي الاقليميه التي لا تريد لنا التقدم والتحرر من الاحتلال ونتساءل هنا منذ متى اصبح المحور الصفوي يريد لنا الاستقلال ومنذ متى يريدون لنا الخيرة وندعوهم كذلك الى ترك كل أجنداتها المشبوهة خلفها والتقدم معا وسويا حتى نعيد البوصلة الي ما كانت عليه نحو القدس الشريف وتحقيق كامل امالنا واحلامنا وتطلعاتنا و الاستقلال والعودة واقامه الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وليس طهران أو دمشق.
هذه الصورة تم اعادة تحجيمها . الحجم الافتراضي لها هو 720x540. |
التعليقات (0)