ولدي الغالــــــي

أحبك كما أحببتُ وأحبني أبي وأكثرْ...وكما أحببت وأحب أمك الغالية..الجوهرة النفيسة...ودرجة حبها لك أكثر من درجتي...أعترف بهزيمتي أمامك في التربع على عرش قلبها الطيب...وأقر بأنها أكثر عاطفة مني...لكنني أحبك بكامل ما لي من عاطفة....فاحفظ عن أباك ثلاثا : تكن أسعد العالمين :

أمك ضعها في رموش عينيك...فهي الكُحل الذي يعمى بنوره أعداؤك...و الرفعة لكَ في دُنياك..ورضى المولى عنك في أخراك..ونبيك الهادي المصطفى أوصى بها ثلاثا قبل أن يذكرني أنا أباكْ..

إحفظ كتاب الله..واهتدي بنبي الله...تُضاءُ السُّبُلُ أمامَك...وجازف لتصبح شجاعا (في الحق)...وللحق أبذل بيُمناك...تنل بركة الذكر في الأرض وفي السماء وعلى ألسن البشر...وعلى ذكرهم لا تهدم بينكَ وبينهم أي جِسر..وكُن بينهم كحامل المسك لا كنافخ الكير...ولا تُنافسهم في السير...إلا في السير إلى القبر...فكن في التزود له كالقارض الذي يعمل (بنشاطٍ وبلا كللٍ)  لرحلة مُكوثه في ذاك الجُحر....

إحفظ القرآن ياولدي فلا حقيقة لقارئة الفنجان...بل من يقرأ الغيب لايوجد غير الرحمان...فتوكل عليه  لتذوق حلاوة اليقينِ والإيمان..

وتدرك أن لاخوف ممن يقف إلى جانبه السلطان...بل  سلطان السلاطين ، الذين لو أكرموك فما لحب  في صعلوكٍ جربان...أما سلطانهم  أحب عباده إليه ذاك الجربان......سبحانه هو المعطي وهو المنان..وتعطر بالسيرة المشرفة لخير البشر بن عدنان...يرضى عنك العباد رُغما عنهم لأن نصيرك هو الملك الديان.

يا بني إحفظ مابين شفتيك لأنه حصانُك...الذي إن صنته صانك..وإن  خنته خانك...واحفظ مابين فخذيك واعلم أن اللذة ساعة...والندامة لعنة طويلة لتلك الساعة...وأحسن إلى أهلك فهم جنة دنياك..وزوجُكَ حوريتك ...فلا تزد على طلباتك لها على حسن الطاعة...ولها عليكَ الرضى والقناعة...ومن بين جميع أهلك والأقربين أوصيك خيرا بجارك..وكلّ قريبٍ من دارك...فحسن الجوار من الشهامة..وسوءها قمة الوضاعة...وصلة رحمك صلتك بربك..فاصبرعليها حتى تلقى ربك..ففي النهاية يبقى عمك ريحك الطيبة من جدك لأبيك..وخالك ريحك  الأخرى الطيبة من جدك لأمك..وحسن الخلق يزيد جبينك ياولدي نصاعة.

هل حفظتَ عن أباك ياولدي..؟!..إذن ذاك إرثك عنه..

فلا تنسني ياولدي  بالدعاء.؟!.وفي جنات الخلد إن شاء الله لنا لقاء..

المقامات الفلسفية :تاج الدين عبد السلام