مواضيع اليوم

المفوضية العليا المستقلة... غير مستقلةز

حيدر الاحمر

2009-09-15 12:37:43

0


{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
الشورى38

إن المفوضية قد تم ترشيح أعضائها من قبل الأحزاب الكبيرة في كل محافظة ولم يكونوا مستقلين في انتماءاتهم السياسية ، كوني احد هؤلاء المرشحين لمنصب مدير مكتب المفوضية في محافظتي وقد رشحت مع أربعة آخرين ولكن لم يسعدني الحظ بالفوز والحمد لله .

كان من المفترض أن تتم هذه انتخابات مجالس المحافظات في كانون الأول لعام 2007 ، إلا إنها أرجئت بحجج واهية من قبل الأشخاص نفسهم الذين وضعوا هذا التاريخ، ومنها عدم صدور قانون الانتخابات في البرلمان والذي يتم تأجيل إقراره لأكثر من مرات كثيرة حتى تم تسويفه لأكثر من سنة إلى تاريخ 1/10/2008 ، وليس بإرادة عراقية وإنما بضغوط أمريكية، ومع ذلك بقيت أيادي الألاعيب به فتم تأجيله مرة أخرى بدون أعذار أو حجج وإنما بالقوة ليكون في عاشوراء الحسين (ع) بغية التأثير على عقول السذج من المسلمين الشيعة ، وبذلك فإن راسموا المشهد السياسي العراقي قد اجادو دورهم وتمكنوا من امتصاص ردود الأفعال العراقية بأن جعلوا الانتخابات من نوع القائمة المفتوحة بدلاً من القائمة المغلقة حسب إرادة الشعب الموقر وقد كان هذا مطلب ملح من المتطلبات الشعبية، وجعلوها بين أمرين (مفتوحة – مغلقة) فهذه حرية من أسس الديمقراطية!!!

وان الشعب المبتلى بهؤلاء الأقزام الواهمون والمتناسون لثورات الشعب العراقي .لاينساه الله ابداً إن ذكر نفسه بنفسه (فالشعوب أقوى من الطغاة).

وحتى حضور موعد الانتخابات في 13/1/2009 ، لم يشارك في هذه الانتخابات سوى 45-51% من الشعب العراقي حسب المفوضية وهذا لايهم هؤلاء السياسيين بقدر همهم بالنتائج ، فهذه الانتخابات يعتبرونها مجرد عبور آخر لهم على أجساد المستضعفين من أبناء العراق ، وهؤلاء السياسيين هم نفسهم ثعالب السقيفة ، وهم نفسهم من قابلوا بمهزلة تحكيم صفين ، نعم، نعم.
وهؤلاء المستضعفون الذين ماذهبوا يوماً ليصوتوا إلا ليخلصوا أنفسهم من بطش الوحوش الذين مافتئوا ينهشوا بهم لاتهمهم أن تكون المراكز الانتخابية متعددة، وإنما مايهمهم هو أن تتغير الوجوه الكالحة لهؤلاء السياسيين الانتهازيين ، وفعلا كان لهم إن جعلوا هؤلاء المستبدون الحاكمون من المحافظة الواحدة منطقة انتخابية واحدة ، وهذه ثغرة أكلوا فيها الاقضية والنواحي وأصوات من فيها ، أما بالنسبة لكوته النساء فهي طامة كبرى ، فالتعليمات تقول إنها 3+1 ، والنتيجة كانت حسب النتائج المعلنة هي 2+1 ، ضاربين بعرض الحائط كل القيم والمواثيق ، وان المراقب للانتخابات في العالم كله لا يجد لهذه الانتخابات أي شاكلة ، فلا توجد كوتات في اغلب دول العالم المتقدمة للنساء وحتى دول العالم الجديدة على الديمقراطية ، ونحن بالذات جربنا كوته النساء سابقاً وكانت فاشلة بفضل النساء التي وصلت لسدة الحكم ولم يكنَّ اهلاً لذلك ففقد الشعب الثقة بأغلب النساء في السياسة العراقية ،فقد كُنَّ مجرد صوت زائد يفيد بالتصويت ، وهذا رأي النساء من عامة الشعب العراقي قبل الرجال!

أما بالنسبة لإعلان النتائج فتلك هي الطامة كبرى الأخرى فقد كان من المقرر أن تعلن بعد ثلاث أيام ، حسب المفوضية، لكنها أعلنت بعد 29 يوم بسبب إعلان الفرز الأولي التي كان مفاجئة بالنسبة للقوى السياسية المستبدة التي لم تتوقع هزيمتها من قبل الشعب ، وأعلنت النتائج الأولية وكانت مهزلة أخرى فكانت بالنسب المئوية للكيانات ، فكان من حصل على نسبة30% حصل على 7 مقاعد ومن حصل على 40% حصل كذلك على 7 مقاعد، ومن حصل على 6،8% حصل على ثلاث مقاعد ومن حصل على 2،8% حصل كذلك على نفس النتائج ، سبحان الله!!!
ولم يكتفوا بذلك فقد تم اصعاد أشخاص مكررين فالذي كان محافظ أو مدير عام بالحكومة الفاسدة السابقة لوحده هذه المرة فاز مع زوجته!!! نعم تم هذا ( بابل نموذج ).
فكان مثلهم الأعلى بطل السقيفة أبو سفيان بنم حرب مخاطباً أهله بني أمية ( تلاقفوها تلاقف الصبيان للكرة ). !!!

وكل هذا تم بمباركة القوى الحاكمة الرابضة على صدور العراقيين للمفوضية. فلا فرق بينهم و صدام الهدام فقد كانت له ولأولاده وأبناء عمومته، أما الآن فقد أخذها الأغنياء المباركين من قبل الحكام الجدد.

والحل يامفوضية يا مستقلة!!!

هي أن تقسم المحافظة على أساس الاقضية والنواحي ، حسب عدد السكان وتقسم المقاعد بينها وتكون الانتخابات مناطقية كما كانت ول إنها كانت صورية في النظام السابق ،وحتى لو جعلوها انتخابات مناطقية يجب أن تستنسخ نتائج الفرز الأولي وتصدق من قبل المسئولين في هذه المناطق ، فلا يوجد ثقة ابداً بهؤلاء ، لأنها بعد ذلك تقسم خلف الكواليس ، وتطبخ على نار هادئة ، فهؤلاء المجرمون لم يعتبروا من عصابة صدام المجرم فقد كان جباراً وهم أصبحوا كذلك ، أما بالنسبة لكوته للنساء فواحد لكل قضاء فقط والبقية بدون كوتة وحتى لو كانوا المرشحين فقط من النساء لايهم .وبوجود مراقبين دوليين على الفرز الأولي الذي تم التلاعب به في كل محافظات العراق ما عدا محافظة الانبار فقد كان شيوخ العشائر أذكى من الكل فقد تم تصديق النتائج الأولية للفرز من قبل مراقبيهم من قبل مسئولي المراكز ، فلم تستطع المفوضية التلاعب مع وجود هذه المستمسكات والإثباتات ، والاهم من هذا كله تغيير كادر المفوضية اجمعه كونه تم انتقائه واختياره على أساس محاصصة حزبية طائفية مقيتة؟
هذا بالنسبة لما مضى...
أما الآن فقد تعالت الصيحات من جميع الخاسرين وذوي الحسابات الخاطئة ، مرة بتغير المفوضية وكادرها ومحاسبتهم، ومرة باستجواب مديرها بالبرلمان ، ومرة.... وكل هذا ليس لأجل عيون العراقيين ابداً ، وإنما لأجل الخاسرين وذوي الأوراق المحترقة ، أما المفوضية فكما أسلفنا سابقاً هي خليط حزبي غير مستقل ، يجب تغيرها باستفتاء شعبي وليس استفتاء برلماني حزبي مقيت وإذا بقيت فستبقى مشاكل السياسة في العراق ببقائها.


حيدر طالب الأحمر
أستاذ جامعي





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !