"المفهوم" ….مفرد مفاهيم والمفاهيم هي رده الفعل لكل فعل أو عمل"
أو بمعني أخر المفاهيم هي رؤيه الأخر ومنظوره لكل فعل لنا ..وأيضا رؤيتنا ومنظورنا لكل فعل للأخر
علي سبيل المثال دخول القوات الأمريكيه للعراق بمفهوم "بوش والغرب" هي قوات صديقه تهدف الي "تحرير العراق" … بينما هي بمفهومنا نحن "العرب" هي قوات غازيه محتله … كذلك حمل العراقيين للسلاح في مواجهه القوات الامريكيه هي "ارهاب" بمفهوم بوش والمفروض أن يحمل العراقيون الورود بدلا من السلاح .. بينما في مفهومنا نحن حمل السلاح هو "جهاد" ضد محتل غازي ..
وهكذا نري أن المفاهيم تختلف كليه بين العرب والغرب فما نراه نحن "جهاد" يراه الغرب "ارهاب" وما نراه نحن "خضوع واستسلام" يراه الغرب "سلام" وهكذا تسير المفاهيم في اتجاهين متوازيين متضادين لن يلتقيا اطلاقا لأن الغرب له ثقافته التي تنبني عليها مفاهيمه والتي تغاير ثقافتنا وبالتالي مفاهيمنا
ولكن نحن اليوم أصبحت لنا "ثقافات" متعدده تشكل منظورنا أو مفهومنا الشخصي للأحداث كعرب .. بل وازداد الأمر سوءا عندما تعارضت وتصادمت المفاهيم العربيه مع بعضها في كافه الأمور حتي الحياتيه منها أو المعيشيه وأصبح اختلاف المفاهيم هذا مشكله أو معضله لن تجد حلا في القريب العاجل لأن الأمور تازمت بيننا كثيرا ووصلت الي طريق مسدود بعد تبادل الاتهامات بيننا
فهذا خانع .. وهذا خاضع .. وهذا منبطح .. وهذا عميل .. وهذا بوق .. وهذا متصهين .. وهذا متأمرك .. وهذا كافر .. وهذا مرتد .. الي أخر قاموس الألقاب التي نراها مناسبه تبعا للموقف الذي يختلف المفهوم العربي اجمالا له
وهذا ما نراه الأن جليا واضحا في مأساه "غزه" فالرأي العام العربي بل والعالمي اجمالا أجمع علي ادانه المذابح والوحشيه الاسرائيليه التي تقشعر لها الأبدان وتأباها جميع الضمائر الحيه .. ولكن التعاطي العربي للموقف اجمالا اختلف تبعا "للمفهوم" الشخصي والانتماء القطري أو الحزبي أو الحركي
فبمجرد أن بدأ العدوان الوحشي الاسرائيلي علي غزه اشتعلت مشاعر الجماهير العربيه في تظاهرات غضب رافضه ومندده بهذه الهمجيه الاسرائيليه تبعتها وأيدتها الجماهير في كافه دول العالم … ومن هنا بدأ اختلاف المفاهيم العربيه في الطفو علي سطح الأحداث مابين المشاعر العفويه الفياضه للمواطن البسيط الي تصفيه الحسابات بين بعض الأنظمه والتيارات السياسيه … الي استغلال المشاعر العفويه … الي الصمت المطبق … الي تجاهل الأسباب .. الي البحث عن المتسبب في كل ذلك … الي طمس الحقائق …. الي البطولات والعنتريات … الي قصائد المدح والزم في القاده سواء للدول أو للتنظيمات
واختلط الحابل بالنابل … وبين كل هذا وذاك يسقط كل يوم مئات من الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء الذين كل جريرتهم أنهم فلسطينيون من أهالي "غزه" وشلال الدم الفلسطيني لايتوقف بل يزداد انهمارا يوم وراء يوم
والمزايدات لاتتوقف فهذا يحث الفلسطينين العزل علي الصمود والتصدي ويعلن أن الاراده الفلسطينيه لن تنكسر والصواريخ الحمساويه تمكنت حتي الأن من الطيران 50 كيلو متر داخل أجواء اسرائيل واستطاعت بث الرعب في قلوب الاسرائيلين والنصر قريب .. وذاك يري أن كل مايحدث لهو انتحار ومكابره يدفع ثمنها الأبرياء من النساء والأطفال فالشهداء الأن بلغ عددهم الألف بخلاف عده الاف من الجرحي والمعاقين مقابل كم من اليهود؟؟؟؟
والحال مستمر بدون توقف واسرائيل تنتقي أهدافها بدقه لتوقع أكبر عدد من الشهداء بينما الصواريخ الحمساويه تسقط في الحدائق وعلي الجدران
وهذا يطلب قمه عربيه طارئه لبحث الأزمه وأخر يعرف أن تلك القمه لن ينتج عنها شيئ كسابقاتها سوي بعض العنتريات التي تجعل العالم يسخر منا أكثر وأكثر
والخلاصه الجيوش العربيه من المحيط الي الخليج لن تتحرك من ثكناتها لتحارب اسرائيل حرب غير محسوبه وغير مأمونه العواقب
والاذاعات ومحطات التلفاز لاتتوقف عن بث الصور المرعبه للمجازر الاسرائيليه وقلوبنا تتمزق حسره وألما لمشاهد البراعم الفلسطينيه الممزقه أشلاء والعنتريات والتكابر تمنعنا من اتخاذ القرار الصعب وتحمل المسؤوليه والتبعات ووقف هذا الشلال للدم الفلسطيني
ولنرفع جميعنا شعار أمجاد ياعرب أمجاد وليرحم الله شهدائنا من الأبرياء الفلسطينين ويجعل مثواهم الجنه
التعليقات (0)