المفاوضات المباشرة على الباب !! كتب منار مهدي \
إن دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته بإتجاه خطوة جديدة أخرى نحو الأمام, لابد من محاصرة التشدد الإسرائيلي بإظهار المزيد من الإعتدال وإظهار أن هناك إستعداداً عربياً وفلسطينياً للذهاب بحسن النوايا الى آخر الشوط والتأكيد على أن المبادرة العربية التي تتضمن كل ما جاء في خارطة الطريق وكل ما جاء في تفاهمات أنابوليس لم تطرح لا للتلاعب ولا للتملص من إستحقاق السلام وإنما لأن العرب كلهم ، بدون إستثناء ولا دولة واحدة، قرروا إعطاء فرصة حقيقية لحل هذا النزاع الذي استطال أكثر من اللزوم حلاً سلمياً عادلاً يحقق للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة المنشودة.
ولهذا فإن أمر طبيعي وضروري أن يستجيب الرئيس محمود عباس لرغبة باراك أوباما حول استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وبإبداء المزيد من حسن النوايا على هذا الجانب, ومن هنا إذا على الجميع ومن لا يعرف عليه أن يعرف أن هذا التوجه الفلسطيني العربي نحو السلام توجها صادقا, وأن الذي خوَّل أبومازن بالتحدث بإسم الشعب الفلسطيني بالنسبة لهذا الموضوع هي منظمة التحرير التي لاتزال حسب إعتراف العالم كله هي الممثل الشرعي والوحيد لهذا الشعب والتي ذهب ياسر عرفات الى مدريد وإلى أوسلو وإلى كامب ديفيد الثانية وإلى كل المفاوضات التي جرت منذ عام 1993 وإلى لحظة وفاته بتفويض منها.
إن هذه المنظمة التي لم يظهر البديل لها حتى الآن، هي صاحبة الحق في التفاوض على مصير القضية الفلسطينية وعلى مستقبلها وهي صاحبة الحق أن تعطي أبومازن وغيره الغطاء المطلوب للإستمرار بعملية السلام والوصول الى الحل المنشود وفقاً لقرارات المجالس الوطنية وأهمها قرارات الدورة التي إنعقدت في الجزائر في العام 1988 والتي كان من بين قراراتها التاريخية إعلان قيام الدولة الفلسطينية.
إن هذه هي حقائق الأمور وأن من يريد التراجع عن الإعتراف بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني فهذا هو شأنه وأن من لا تعجبه هذه المنظمة التي لم يظهر البديل لها حتى الآن فإن من حقه أن يقول ما يحلو له لكن عليه أن يدرك أن هذا هو رأيه الشخصي وأن الشعب الفلسطيني لا علاقة له بهذا الرأي.
التعليقات (0)