المفاوضات الفارغة !!
بقلم الكاتب : منار مهدي ..
إن الرئيس ( محمود عباس) يمثل الموقف الوطني للشعب الفلسطيني حول الذهاب للمفاوضات المباشرة، ولا يمثل الموقف الأمريكي, ولكني أجزم أنهم مخطئون إذ اعتقدوا ذلك، ويجب أن يأخذوا العبر مما حدث في كامب ديفد في عهد باراك ، حين اعتقدوا أن (أبو عمار) والوفد الفلسطيني لا يمكنهم رفض الاتفاق الذي كان معدا سابقا، وتم رفضه بالفعل، ويجب أن يفهموا أن هناك فرقا بين القضايا التكتيكية الإجرائية والقضايا الجوهرية ذات البعد الإستراتيجي ، فقضايا مفاوضات الحل النهائي لها عمق وبعد إستراتيجي وليست خاضعة للمناكفات الفصائلية أو للمزاج الشخصي ، لذلك أن الرئيس (أبو مازن) لن يذهب إلى مفاوضات حل نهائي مع نتنياهو مباشرة دون احترام المواقف الفلسطينية والعربية ودون التأكيد على حقوقنا الوطنية.
وأنه ليس مطلوبا من الشعب الفلسطيني أن يطرح بدائل ، بل نحن نطرح خيارات ، إلى أنه كما نحن الآن في مأزق ، إسرائيل وأميركا والعرب في مأزق كذلك، وبالتالي على الجميع أن يبحث عن المخارج، ونحن لدينا الوسائل والخيارات، وأهمها أن نحافظ على ما هو موجود ونحافظ على علاقاتنا العربية والدولية، وأن نعزز صمود شعبنا في القدس والضفة الغربية وفي قطاع غزة، وكذلك ينبغي علينا التوجه إلى مجلس الأمن وإلى كل المنظمات الدولية التي تساندنا لإحقاق الحق الفلسطيني.
وعلى القيادة الفلسطينية الآن ضرورة الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي حتى لو اتخذت أميركا قرارا بالفيتو، وتهربت من تحمل مسؤوليتها ، فهي ليست مشاهد أو مراقب في هذه العملية، وهي التي طالبة بضرورة وقف الإستيطان وحيث تم إعلان ذلك من قبل الرئيس (اوباما)، ومن ثم تراجع عن ذلك ، لكن لسنا ملزمين بهذا التراجع، ولا نريد ذلك ، لأن هذه قضية إستراتيجية تمس حاضرنا ومستقبلنا، ولذلك لا اعتقد أن هناك قائد فلسطيني سيذهب إلى هذه المفاوضات تحت رغبة أن نتنياهو وأميركا يريدون ذلك.
وتساءل: كيف سيتفاوض المفاوض الفلسطيني في ظل عدم وقف الإستيطان؟؟
إن الجانب الفلسطيني جاهز للذهاب إلى مفاوضات مباشرة شرط وقف واضح وكامل وعلني للإستيطان حسب خريطة الطريق، وحسب تقرير ميتشل، وحسب كل الاتفاقيات التي وقعناها والتفاهمات التي تمت ، عندها نذهب إلى مفاوضات التقريب، وإذا كانت القدس والحدود على سلم أولويات هذه المفاوضات، وعلى نتنياهو أن يقر بحل الدوليتين وفقا لحدود 1967.
وحيث أن الإدارة الأميركية استجابت لكل مطالب نتنياهو، وهذا شأنها، ولكن هذا لا يعطيها الحق بإلزامنا بالذهاب إلى مفاوضات فارغة مليئة بالأكاذيب، واعتقد أن حكومة نتنياهو في إسرائيل سوف تعمل على استمرار الوضع الراهن كما هو عليه، وأيضا على تعزيز الإستيطان في الضفة والقدس ، فهي تريد أن ترضي أحزاب المعارضة وتركع القيادة الفلسطينية وهذا ما لن يحدث أبداً.
التعليقات (0)