في عام 1968م قام العراق باستيراد مفاعل نووي صغير ومحدود الإمكانيات وبالتأكيد لم يكن لدى العراق في ذلك الوقت أي طموح لامتلاك سلاح نووي لكن كان لدى العراق الطموح بالتحضير واللحاق بركب الطاقة النووية للاستخدامات السلمية بدليل ان العراق وقع في عام 1969م على" معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية "Nuclear Non-Proliferation Treaty .
ان نقطة التحول حسب مايقول القائد العسكري المصري سعد الدين الشاذلي في كتابه "الحرب الصليبية الثامنة" كانت بعد حرب أكتوبر عام 1973م حيث تحدثت تقارير اعلامية مختلفة في ذلك الوقت عن ان اسرائيل تمتلك السلاح النووي وتوجه العديد من الرؤوس النووية الى عواصم دول عربية ،وقد أعلن رئيس الكيان الصهيوني " افرام كاتسير Ephraim Katzir" في كانون الأول / ديسمبر عام 1974م مايوحي بان اسرائيل تمتلك أسلحة نووية حيث قال:"لقد كان هدفنا دائماَ هو تطوير إمكاناتنا النووية ،والآن فاننا نملك هذه الإمكانيات"من اجل أمور كثيرة كانوا يخططون لها بنفس طويل من اجل الحصول على الأرض والتوسع وسلام الركوع والانفراد لتشكيل القوة الإسرائيلية لذلك فان العراق قد أحس بالخطر الذي يداهمه ومن اجل الدفاع عن نفسه في حالة تعرضه للخطر ولإيجاد حالة "توازن قوى" في المنطقة على اقل تقدير وبعد ان كان مفاعل العراق النووي الصغير الأول قوته اثنان ميغاواط فقد توجه العراق الى فرنسا لشراء مفاعل نووي جبار بقوة تصل الى ستمائة ميغاواط حراري علماَ بان مفاعل" ديمونه الإسرائيلي Dimona "مركز النقب للبحوث النووية Negev Nuclear Research Center" والذي يقع على بعد ثلاثة عشر كيلومتر من "صحراء النقب Negev Desert" في جنوب شرق مدينة" ديمونه "Dimona والذي قامت فرنسا ايضاَ ببنائه في عام 1963م وأصبح جاهز للإنتاج في عام 1965م كانت قوته أربعة وعشرين ميغاواط حراري وبعد مفاوضات صعبة ومعقدة مع فرنسا تم التوصل الى ان تقوم فرنسا ببناء مفاعلين نوويين احدهما صغير الحجم للابحاث النووية وقوته 2 ميغاواط حراري والمفاعل الثانيOSIRAK قوته 70 ميغاواط حراري والذي صممه المهندس الفرنسي "يافيس جايراد "Yves Girad وكان من المخطط ان تقوم فرنسا بمد العراق بتجهيزات لإنتاج الماء الثقيل والذي يشكل احد عناصر أنتاج القنبلة النووية وبطاقة كبرى في ذلك الحين تحركت اسرائيل تحركات مكثفة لإيقاف وإفساد التعاون النووي مابين العراق وفرنسا مما ادى الى ان تتهرب فرنسا من عملية تجهيز التجهيزات الخاصة بإنتاج الماء الثقيل.
في السبعينيات من القرن العشرين بدأت خطى بناء أول مفاعل نووي في الوطن العربي الا وهو مفاعل تموز النووي العراقي " Reactor Tammuz" من منشأ فرنسي حيث تم عقد اتفاق بين لجنة الطاقة العراقية ونظيرتها الفرنسية بقيمة 450 مليون دولار أمريكي لإنشاء مفاعل لفحص المواد على أن يكون نسخة مماثلة تستخدم في صنع المفاعلات النووية، وقد صمم المفاعل العراقي ليكون بقدرة 40 ميغا وات حراريMW-Thermal وسماه الفرنسيون "اوزيراك - Osirak 1 " والمعروف في العراق باسم "تموز - 1" ويولد فيضاً من النيوترونات الحرارية ، وهو مفاعل يستخدم لبحوث الفيزياء النووية وفيزياء الحالة الصلبة ولفحص المواد (بما في ذلك الوقود النووي) المستخدمة في تصنيع أجزاء محطات الطاقة النووية. ويمكن استخدام هذا المفاعل لإنتاج النظائر المشعة علماً أن الوقود المستخدم لتشغيل هذا المفاعل هو من نوع سبيكة اليورانيوم والألومنيوم ويحتوي على يورانيوم بتخصيب 93 في المئة.وإلى جانب هذا المفاعل أنشئ مفاعل صغير "اوزيراك -2" وهو مفاعل ذو قدرة 500 كيلو واط حراري فقط وينتج فيضاً نيوترونياً حرارياً ويستخدم كنموذج نيوتروني لمفاعل تموز-1 ولتعيير قضبان السيطرة وتوزع الفيض النيوتروني ويستخدم أيضاً لدراسة تأثير التجارب في المفاعل على فاعليته.
ميجا وات حراري MW-Thermal ويستخدم كمفاعل تجريبي للمفاعل الكبير. واشتمل المشروع الفرنسي على مختبر وورشة تحضير المواد ومختبر لمعالجة النفايات المشعة ذات النشاط الإشعاعي المنخفض، وبحسب الاتفاق تم تصنيع كافة المعدات الخاصة للمنشأة النووية في فرنسا، ومن ثم يتم شحنها إلى التويثة Al Tuwaitha حيث موقع المفاعل. وكانت إسرائيل تتابع الجهد العراقي عن كثب الا إنها لم تنظر جلاء الشك من اليقين حول هدف مفاعل تموز، ورأت أن الأمر في كل الأحوال، يهدد أحلامها في الهيمنة وامتلاك الرادع النووي الذي يضمن، تفوقها العسكري الدائم على جيرانها العرب.
في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1975م,الذي تكمن خلاله العراق من إقناع فرنسا لبيع نسخة مماثلة لمفاعل البحوث النووي الفرنسي أوزوريس " Osiris " و 72 كغم من مادة اليورانيوم المخصب " Enriched Uranium " بما نسبته 93% بتكلفه 300 مليون دولار,مع تدريب الموظفين في المفاعل النووي العراقي في موقع التويثة بالقرب من بغداد.
مفاعل تموز النووي Reactor Tammuz1 " حسبما أطلق العراق تسميته عليه على اسم تموز,اما الفرنسيين فقد أطلقوا عليه تسمية "مفاعل أوزيراك Osirak 1 " للأبحاث العلمية السلمية,هو من نوع حوض سباحة مخصص لفحص المواد MTR بقدرة 40 ميغاواط حراري ومولد فيضاً من النيوترونات الحرارية, اضافة الى هذا المفاعل الكبير أنشئ مفاعل صغير "اوزيراك Osirak 2 " بقدرة 1/ 2 ميجا وات حراري MW-Thermal ويستخدم كمفاعل تجريبي للمفاعل الكبير.
وتضمن مشروع تموز أيضاَ مختبراً لفحص المواد سمّي لاما وقد خُصِّصَ لإجراء فحوصات إتلافية ولا إتلافية على المواد قبل وبعد تشعيعها في مفاعل تموز 1 وتضمن المشروع ورشة اختصاص لتجميع وفحص التجارب التي ستجرى في قلب المفاعل كما احتوى على محطة سميت RWTS مخصصة لمعالجة النفايات السائلة ذات النشاط الإشعاعي الواطئ والمتوسط والناتجة ضمن حلقة تبريد المفاعل وكذلك لمعالجة نفايات أخرى تنتج عن تشغيل وإجراء التجارب في مجمع تموز.
وثمة اتفاقية أخرى تم توقيعها في 13 كانون الثاني/ يناير من عام 1976م بين لجنتَي الطاقة الذرية العراقية والإيطالية CNEN للتعاون المشترك في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وكنتيجة لهذه الاتفاقية تم توقيع عقد مع شركة سنيا تكنت الإيطالية وبموافقة CNEN لبناء مختبر صغير لأبحاث الراديو كيمياء يستخدم لاستنباط مخطط سير العمليات لاستخلاص مقادير بمستوى الغرامات من عنصر "البلوتونيوم"Plutonium من أعمدة وقود تشعع لهذا الغرض وثمة عقد آخر تم توقيعه مع الشركة ذاتها بكلفة 250 مليون دولار لبناء مشروع سمي مشروع 30 تموز يتكون من مختبر لتصنيع وقود لمفاعلات إنتاج الطاقة من نوع PWR ويتضمن قاعة تكنولوجية لبحوث الهندسة الكيماوية ومختبر فحص المواد وورشة ميكانيكية صغيرة وأخرى كهربائية ومختبراً لإنتاج النظائر المشعة وعُدد التشخيص الطبية. وبالتوافق مع هذه المشاريع كانت وزارة الصناعة والمعادن العراقية قد وقعت عقداً خلال 1975- 1976 مع شركة سيبترا البلجيكية Sebetra لاستغلال الفوسفات من منجم عكاشات لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية وأن العمليات تسير عبر إنتاج حامض الفوسفوريك فطلبت لجنة الطاقة الذرية من وزارة الصناعة التعاقد لإنشاء وحدة معالجة حامض الفوسفوريك لاستخلاص اليورانيوم منه قبل استغلال الحامض لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية محققة بذلك توصية نعمان في عام 1972، والمذكورة آنفاً بذات الموضوع. وتم فعلاً إنشاء هذه الوحدة ضمن مجمع القائم من شركة مبشم البلجيكية Mebshem وهي وحدة مصممة لإنتاج 103 أطنان من اليورانيوم سنوياً أي 146 طناً من مادة ثنائي يورانات الأمونيوم ADU المعروفة باسم "الكعكة الصفراء" واكتملت الوحدة عام 1984م وتم تشغيلها لغاية حرب 1991م وأنتجت طوال تلك المدة ما مجموعه 109 أطنان يورانيوم أي 169 طنا من" الكعكة الصفراء Yellowcake" ويسمى ايضاَ"Urania" وسبب نقصان الإنتاج هو تشغيل الوحدة بما معدله 214 يوماً في السنة بدلاً من 317 يوماً وبسبب كون النسبة الواقعية لليورانيوم في حامض الفوسفوريك كانت ثلثي النسبة المحسوبة في التصميم وبسبب معالجة 50 في المئة من إجمالي حامض الفوسفوريك لهذا الغرض فضلا على أن كفاءة استخلاص اليورانيوم كانت 93 في المائة من الكفاءة المحسوبة في التصميم..
في أواخر عام 1978م أوكل الى العالم في موضوع المواد الصلبة مهدي غالي عبيدي مهمة تكوين فريق من العلماء والمهندسين لتدريبهم في مركز "ساكلايSaclay "النووي الفرنسي على تشغيل المفاعلين الفرنسيين والمنظومات التجريبية البحثية الستة التي اشتريت "ايريناكس IRENEAKIS وماريناكس MARINAKIS "المعنيتين في اختبار خواص وقود المفاعل النووي ومقاومته تحت ظروف تشغيلية حرجة.
كان مشروع تموز يسير سيراً حثيثاً حتى تبنت تل أبيب عمليات لتخريب المشروع, ففي 7 نيسان/ ابريل عام 1979 م كان قلب المفاعل جاهزاً للشحن إلى بغداد من ميناء سين سورمير الفرنسيLe Seyne-Sur-Mer قرب مدينة "تولونToulon " في جنوب فرنسا على البحر المتوسط حين اخترق سبعة عملاء للموساد الإسرائيلي باب المخزن العائد لشركة CNIM (إحدى الشركات المتقاولة لتنفيذ المشروع) وفتشوا عن هدفهم ثم وضعوا فيه المتفجرات بهدف تحطيمه غير أن تقويم الأضرار أثبت أنها لم تكن كبيرة فأُصلحت ولم تؤثر الحادثة سوى في تأخير اكتمال المشروع لأسبوع واحد فقط.
تقريراً للمخابرات الامريكية عام 2007 م ادعى ان المفاعل كان على وشك من أنتاج البلوتونيوم "Plutonium " اللازم لبرامج الأسلحة النووية" حسبما ما كتب سترافور "Stratfor", حيث جاء التقرير الأمريكي بعد عقدين ونيف من استهداف المفاعل العراقي من قبل تل أبيب بقصف جوي بعملية عرفت باسم "عملية أوبرا Operation Opera ",التي تمكنت خلالها طائرات أف 15 و أف 16 الامريكية الصنع التي لدى تل أبيب من تدمير المفاعل أبان الحرب العراقية-الإيرانية في السابع من حزيران/ يونيو عام 1981م، بحجة أنها كانت أخر فرصة لتدميره قبل ان يتم تعبئته بالوقود النووي وفقاً لتقارير المخابرات الإسرائيلية.
وواجه المفاعل "اوزيراك OSIRAK ماذا تعني اوزيراك : انه ليس مجرد اسم انه اسم ذو دلالات ومعاني انه آله الموت والقيام بعد الموت عند المصريين القدامى ويقابله تموز عند العراقيين القدامى" بعض الأمور الغامضة تمثلت في تحطيم معداته في ميناء الشحن في فرنسا كذلك حاولت فرنسا وعلى أعلى مستوى ان تقنع العراق بإعادة تعديل تصميم المفاعل وذلك باستعمال الوقود الخفيف والذي لايساعد في أنتاج القنبلة النووية ورفض العراق في ذلك الوقت هذا التوجه الجديد لفرنسا وكان موقفه قوياَ حيث هدد بإيقاف شحنات نفط متفق عليها كانت ضمن اتفاقية معينة وكذلك إيقاف شراء كمية من السلاح تصل قيمتها الى قرابة ملياري دولار وعندها رضخت فرنسا للأمر على ان يتم الأشراف على تشغيل المفاعل من قبلها لتتأكد من استعمال اليورانيوم المخضبEnriched Uranium في أمور سلمية وليس لإنتاج قنبلة نووية وذلك حتى العام 1989م بعد ذلك بدأت الأحداث بالتسارع.
انعقد المؤتمر الأول لاستخدامات الطاقة الذرية للإغراض السلمية في بغداد في ربيع عام 1975م وقد استطاع العالم المصري يحيى المشد من ألقاء محاضرة في المؤتمر استمرت لمدة ساعة وقد كان في نية يحيى المشد عند مشاركته في المؤتمر الحصول على منصب تعليمي في الجامعة التكنولوجية في بغداد لتمتعه بإجازة دراسية من جامعة الإسكندرية في مصر مالبث ان تم تعيينه في البرنامج النووي العراقي وكان متميزاَ في أبحاثة وعلمه و في يوم الجمعة 13 حزيران/يونيو عام 1980م وفى حجرته رقم 941 بفندق الميريديان بباريس عُثر على الدكتور المصري يحيى المشد "رئيس مشروع العراق النووي" جثة هامدة مهشمة الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة، وقد أغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول، هذا ما أدت إليه التحقيقات الرسمية التي لم تستطع أن تعلن الحقيقة التي يعرفها كل العالم العربي وهي أن الموساد وراء اغتيال المشد، والحكاية تبدأ بعد حرب حزيران/يونيو 1967م عندما توقف البرنامج النووي المصري تماما، ووجد كثير من العلماء والخبراء المصريين في هذا المجال أنفسهم مجمدين عن العمل الجاد، أو مواصلة الأبحاث في مجالهم، وبعد حرب عام 1973م وبسبب الظروف الاقتصادية لسنوات الاستعداد للحرب أعطيت الأولوية لإعادة بناء المصانع، ومشروعات البنية الأساسية، وتخفيف المعاناة عن جماهير الشعب المصري التي تحملت سنوات مرحلة الصمود وإعادة بناء القوات المسلحة من أجل الحرب، وبالتالي لم يحظ البرنامج النووي المصري في ذلك الوقت بالاهتمام الجاد والكافي الذي يعيد بعث الحياة من جديد في مشروعاته المجمدة. البداية في العراق في ذلك الوقت وبالتحديد في مطلع عام 1975 م وقّع العراق في 18 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1975م اتفاقاً مع فرنسا للتعاون النووي. من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري والذي يعد من القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها، ووافق المشد على العرض العراقي لتوافر الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي على مشروعات البرنامج النووي العراقي.
عرض التلفزيون الإسرائيلي العام للمرة الأولى مساء يوم 18نيسان /ابريل عام 2007م صوراَ التقطها الطيران الإسرائيلي خلال العدوان الغادر على المفاعل النووي العراقي عام 1981م ويظهر الفلم ومدته ساعة ونصف الساعة الذي أعده الإسرائيلي "نير تويب Nir Twips" الاستعدادات الدقيقة التي قامت بها أجهزة المخابرات في الجيش الإسرائيلي وكذلك سير العدوان الجوي في السابع من حزيران/يونيو 1981م على المفاعل تموز وقتل خلال الهجوم احد الفنيين الفرنسيين والتي سميت "عملية الأوبراOperation Opera-OO ". وتبين من خلال الفيلم ان طائرات "أف-16 F-16A" الثماني الامريكية الصنع كان يجب ان تسلم اصلا لشاه ايران ولكن بعد الثورة الإسلامية في ايران تم تسليمها الى إسرائيل، وكان من المفترض ان لا تتسلمها الا في العام 1982م وكشف الفيلم كيف تدربت مجموعة الطيارين الثمانية منذ وقت طويل وبسرية متناهية على التحليق على علو منخفض خصوصا فوق قبرص والبحر الأحمر وكان اصغر هؤلاء الطيارين "أيلان رامونIIAN RAMON الذي أصبح أول رائد فضاء إسرائيلي وقتل في الأول من شباط /فبراير2003م خلال تحطم "المركبة الفضائية كولومبيا"Space Shuttle Columbia وأخذت جميع المخاطر بالاعتبار بالنسبة للغارة على مفاعل تموز: أعطال واحتياطي المحروقات ونيران المضادات الأرضية وأخطاء ملاحية وغيرها وبالإجمال شارك 230شخصا في هذه العملية وحث رئيس الأركان الجنرال العنصري" رافائيل ايتان"Rafael Eitan الذي كان يخشى حصول تسريب أخبار حول العملية، رئيس الوزراء مناحيم بيغن أعطاء الامر للبدء بالعملية وتذكر احد الطيارين ما قاله لهم الجنرال ايتان قبيل انطلاقهم: "اذا وقعتم في الأسر قولوا كل ما تعرفونه. انتم تعتقدون أنكم تعرفون الكثير ولكنكم لا تعرفون شيئا. كفوا عن أكل التمور لأنكم ستحصلون على الكثير منها في العراق".وقال احد الطيارين خلال المهمة "أني أرى بعض البدو هم ينظرون ولكن يبدو أنهم لا يفهمون شيئا" وقال أخر "اجتاز الآن الطريق إلى العراق. أرى شاحنتين الى اليسار، أرى مجمعا عسكريا" مضيفا "أرى الفرات، النهر المقدس، لا علاقة له بالأردن"، وأضاف "حسنا، لا أرى طائرات ميغ ها هي أسوار المفاعل. هناك هوائيات. القيت القنابل".ومرت 50ثانية بين القنبلة الأولى التي كانت بزنة 900كلغ والقنابل التي ألقاها أيلان رامون، الطيار الذي قاد الطائرة الثامنة والذي قال "أرى السنة النيران والدخان، المفاعل ينهار".وقال طيار أخر ان طائرات "اف-16" الثماني تعود الى اسرائيل: "تشارلي الجميع (جميع الطيارين) أحياء والهدف دمر طبقا للخطط" التي وضعت.
وكان رئيس الوزراء في تلك الفترة مناحيم بيغن بررهذا العدوان الذي جرى قبيل الانتخابات التشريعية الإسرائيلية بقوله ان مفاعل تموز كان على وشك ان يصبح عملانيا ما كان سيتيح للعراق أنتاج قنابل ذرية.وأثارت العدوان انتقادات حادة دولياً بما في ذلك الحكومة الامريكية. وفي 19حزيران/ يونيو 1981م تبنى مجلس الأمن بالإجماع "إدانة قوية للهجوم العسكري الذي شنته اسرائيل".وبعد عدة أشهر، أكد وزير التجارة الخارجية الفرنسي "ميشال جوبير Michael Gober "اثر زيارة رسمية لبغداد موافقة فرنسا المبدئية على أعادة بناء المفاعل النووي ولكن ظلت هذه التصريحات بدون تنفيذ عملي.
في العام 2009م بدأت الإجراءات من جانب العراق بمطالبة اسرائيل بتعويضات عن تدمير المفاعل النووي العراقي تموز وفي كتاب الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي الذي يحمل الرقم 1/2/100 في 25 تشرين الثاني 2009م الموجه الى وزارة الخارجية والذي يتضمن موافقة رئيس الوزراء نوري المالكي على قيام الخارجية بتحريك دعوى التعويض ضد اسرائيل جراء قصفها "مفاعل تموز النووي"العراق في السابع من حزيران 1981م بموجب قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 487 في العام 1981 الذي تضمن صراحة على حق العراق في الحصول على تعويضات عن الهجوم الإسرائيلي على مفاعل تموز النووي اذ يؤكد القرار الدولي الذي تبناه مجلس الأمن على ان مجلس الأمن يشجب بشدة الغارة الإسرائيلية ويطالب اسرائيل بالامتناع في المستقبل عن القيام بأعمال من هذا النوع او التهديد بها،وان من حق العراق وباقي الدول خصوصاَ الدول النامية العمل على وضع برامج تقنية ونووية لتطوير الاقتصاد والصناعة لغايات سلمية .
ان من الحق الطبيعي للعراق ان يطالب بالتعويضات نتيجة الإضرار التي تكبدها من جراء الهجوم الإسرائيلي والتي قدرها المراقبون بأربعة مليارات دولار أمريكي، فقد ضمن القانون الدولي مبدأ التعويضات كالتزام ناتج عن ارتكاب" دولة" عملاَ ما غير مشروع إزاء دولة اخرى من اجل أصلاح ذلك الضرر من خلال التعويض المالي لذلك العمل الغير مشروع .
لقد تزامنت مع المطالبات العراقية بالتعويضات بعض الأصوات الغير سوية مدعية بان لإسرائيل الحق ايضاَ بان تطالب العراق بالتعويض من جراء الصواريخ البالستية التي أطلقها على اسرائيل مدعين بان العراق ليس في حالة حرب مع اسرائيل عندما أطلقت عليها الصواريخ، لذلك ستطالب اسرائيل ايضاَ بتعويضات وأقول لهم كيف يمكن ان تكون الحرب اذا كان العراق ليس في حالة حرب مع اسرائيل فلماذا أذاَ قامت بالاعتداء على المفاعل النووي العراقي اوليست هذه حرب هجوم غير مبرر بطائرات تخترق أجواء دولة ذات سيادة وتقوم بإطلاق صواريخ على منشآت تلك الدولة اوليس هذا إعلان حرب أم ماذا يمكن ان نطلق عليه .
التعليقات (0)