بغداد/بلادي اليوم
أعلن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي ،امس الاثنين، عن تسليم المهام الكاملة للامن الداخلي في البلاد الى وزارة الداخلية العام الحالي من دون تحديد موعد معين لذلك, مشددا على ضرورة نبذ الطائفية وعدم تسييس العملية الامنية في البلاد، فيما دعا جميع القادة الامنيين والمسؤولين الى رصد اية مخالفة تخص هذا الجانب.
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمة له بمناسبة الاستعراض المركزي لوزارة الداخلية بمناسبة العيد الـ"90" للشرطة "نحن اليوم في مرحلة جديدة من تاريخ العراق ومن مفصل مهم من مفاصل التحول ولكل مرحلة التزاماتها وشروطها ولا تتشابه مرحلة مع اخرى إلاّ من خلال مرحلة السير نحو الكمال".
وأوضح المالكي أن "في هذه المرحلة التي قطعتم فيها اشواطا في فرض الامن على الذين وفدوا الى البلاد بافكارهم الضالة وقد كسرتم شوكتهم ولكن النصر الذي تحقق ما كان احد يتوقعه من بعض الجهات الداخلية او الخارجية"، مشيراً الى ان "اليوم يجب ان يتولى جهاز الشرطة المسؤولية الكاملة شاكرين اخوتهم في وزارة الدفاع في مواقفهم التي وقف فيها الدفاع مع الداخلية".
وأضاف رئيس الوزراء ووزير الداخلية وكالة ان "كل مشروع سياسي أو اقتصادي يحتاج الى مقدمات، والمشروع السياسي يحتاج الى مقدمات وآليات ليكون مشروعا وطنيا داخليا لا غير، والمشروع الامني كذلك وعندما نتحدث عن تسلم الشرطة مهام الامن الداخلي لا يعني ان اخوتهم في الدفاع لن يقفوا معهم في حال حدوث خلل في الامن الداخلي".
وتابع المالكي أن "وزارة الداخلية تعكف في المحافظات على نقل المسؤولية عبر الاستعداد والتأهيل لأن المسؤولية مازالت جسيمة ولا يعني هذا ان اخوانكم سيتخلون عنكم ولكن الجهد الكبير سيقع على عاتقكم".
وبيّن المالكي أن "من اولى الاستعدادات التي ينبغي ان تحصل مراجعة البناء على المستوى المادي والمعنوي من خلال التعجيل في تأهيل الشرطة والمستوى الثاني تعزيز الثقة الوطنية من خلال مواجهة الجريمة بحيادية تامة ولا نراجع في هذا المجال ولا نسأل عمّن ارتكب المخالفة أو عن انتمائه السياسي والقومي والطائفي وهذه العقيدة هي التي يجب ان يتحلى بها رجال الشرطة".
وشدد القائد العام للقوات المسلحة على ضرورة "رفض اي شكل أو لون من الطائفية التي سحقناها باقدامنا ولا نتعامل إلاّ على اساس المواطنة".
ودعا المالكي الى "محاسبة كل من يحاول ان يسيّس عمل رجال الامن بشكل عام والشرطة بشكل خاص وعلى جميع المسؤولين الامنيين والقادة السياسيين رصد مثل هكذا مخالفات ان وجدت".
على صعيد متصل أكدت وزارة الداخلية امس الاثنين، أن الأيام المقبلة ستشهد دق المسمار الأخير في نعش الإرهاب والجريمة، فيما دعت منتسبيها إلى الحذر واليقظة من جهات تتربص للنيل من الحكومة والانجازات المتحققة.
وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي في كلمة ألقاها خلال الاحتفال بالذكرى الـ90 لتأسيس الشرطة العراقية، إن "العالم شاهد الانجازات الكبيرة لرجال الداخلية بدحر الإرهاب والجريمة والتصدي لفلوله المنهزمة"، مؤكدا أن ""الأيام المقبلة ستشهد دق المسمار الاخير في نعش الإرهاب والجريمة".
وأضاف الأسدي أن "القدرات المتعاظمة للوزارة في المجال الاستخباري وتكنولوجيا المعلومات والمعدات والأجهزة الحديثة والمهنية والعملية والحيادية والاستعداد النفسي والقتالي الذي أصبح يتحلى بها رجل الشرطة كلها عوامل أتت أكلها"، مشيرا إلى أن "رجال الداخلية حملوا المسؤولية الوطنية بشرف ودفعوا تضحيات سخية لإعلاء كلمة الحق".
ودعا الاسدي منتسبي الداخلية إلى "الحذر واليقظة لأن الانجازات الوطنية التي تحققت لا ترضي الكثيرين الذين عملوا بالضد من مصلحة الشعب العراقي وأخذوا يتربصون للنيل من الوحدة والحكومة الوطنية المنتخبة والانجازات المتحققة"، لافتا إلى أن "الشرطة العراقية اختلفت عمّا كانت عليه بالأمس حين كانت أداة لقمع الشعب وتنفيذ إرادة الحاكم المستبد".
وتابع الأسدي أن "مهام الشرطة اليوم تتلخص في تنفيذ القانون والأوامر القضائية بعيدا عن الإرادات السياسية وحماية الحقوق الدستورية، فضلا عن حماية أرواح وممتلكات المواطنين والذود عنهم بالإضافة إلى الواجبات الإنسانية والخدمية المختلفة"، مؤكدا أن "ثقافة الشرطة اليوم أصبحت مستمدة من الدستور العراقي الذي كفل جميع الحريات وأوجب احترام الإنسان وصيانة حقوقه".
وأشار الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية إلى أن "الشرطة اليوم تعمل على إرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة وتوفير البيئة الآمنة للاستثمار والبناء والتنمية الشاملة"، مشددا على ضرورة "تقوية أواصر العلاقة بين رجل الأمن والمواطن لأن الأمن مسؤولية مشتركة بينهما وهي إستراتيجية عملت عليها الوزارة وحققت بها نجاحات كبيرة".
ولفت الأسدي إلى أن "الانسحاب الأميركي من العراق لم يكن ليتحقق لولا تضحيات وزارة الداخلية وجاهزياتها بالإضافة إلى الوزارات الأمنية والعسكرية"، متعهدا بأن "تبقى وزارة الداخلية العين الساهرة مع الدفاع والاجهزة الأمنية على أرواح وممتلكات الشعب العراقي".
وتأتي الذكرى الـ91 لتأسيس الشرطة العراقية بعد نحو 10 أيام على الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من البلاد في الـ31 من كانون الأول الماضي، بحسب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في العام 2008.
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=809&lang
التعليقات (0)