المغرب الكفاح من اجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية
مقدمة:
أدى توقف المقاومة المسلحة المغربية إلى بروز خيار جديد في الكفاح الوطني يعرف في المصادر التاريخية بمفهوم: النضال السياسي وعادة ما يشار إليه بالحركة الوطنية . جدير بالذكر أن الهدف الكبير للكفاح الوطني لم يتحقق برمته بعد، ولذلك فالكفاح مستمر حتى بعد الاستقلال بطرق مختلفة حتى تحقيق الوحدة الترابية الكاملة.
فما هي العوامل المفسرة لتطور الحركة الوطنية؟
وما هي أهم مراحل استكمال الوحدة الترابية؟
ألمحور الأول : ساهمت عوامل عدة في بروز الحركة الوطنية وسرعت ثورة الملك و الشعب في الاستقلال
1): ظهر مفهوم الحركة الوطنية مع بروز النضال السياسي
يشير بعض المؤرخين إلى إن الحركة الوطنية بمفهومها السياسي برزت مع صدور الظهير البربري وخروج الشعب المغربي في مظاهرات رافضة لهذا المخطط مرددين اللطيف
الظهير البربري:قانون أصدرته سلطات الحماية وينص على تحكيم العرف الامازيغي في المناطق الامازيغية عوضا عن التشريع المغربي ذو الجذور العربية والإسلامية.
صدور هذا الظهير أدى إلى غليان الشارع المغربي الذي التحم بأمازيغه وعربه لمواجهة هذا المخطط بصوت مغربي موحد وبالتالي التأشير على بداية شكل جديد في مواجهة المستعمر.
ليس صدور الظهير البربري العامل الوحيد في بروز الوعي السياسي بل هناك عامل يعتبر أساسيا وتمثل في بروز نخبة مثقفة عملت على تأطير الشعب المغربي في الداخل والخارج والتعريف بالقضية المغربية في المحافل الدولية، أمثال: علال الفاسي، بلحسن الوزاني، علال بن عبدالله،المكي الناصري... موظفين في ذلك عدة آليات أهمها:
الأحزاب السياسية:فقد عمل بعض الوطنيين على تأسيس أحزاب سياسية انتظم داخلها الوطنيين المغاربة لتنسيق الجهود وتكاملها، ككتلة العمل الوطني الذي تأسس سنة 1933 وهو أول حزب مغربي. انشق عنه حزب الاستقلال بزعامة علال الفاسي سنة1943 وحزب الشورى والاستقلال بزعامة بلحسن الوزاني سنة 1946م
إنشاء الصحف والجرائد: عمل رواد الحركة الوطنية على تأسيس بعض الجرائد الناطقة باللغتين العربية والفرنسية كجريدة الرأي العام باللغة العربية وعمل الشعب التي أسست بفاس للتنديد بالاستعمار الفلاحي باللغة الفرنسية
بعد نضج فكرة النضال السياسي قدم الوطنيون برنامج إصلاحات شمل المجالات الاتية:
المجال الإداري: المطالبة بإدخال إصلاحات إدارية تطبيقا لروح وثيقة الحماية والتراجع عن الإدارة المباشرة وإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة وتحديد الحدود المغربية
المجال الاقتصادي والمالي
المجال الاجتماعي: إجبارية التعليم الابتدائي، تحديد ساعات العمل في 8 ساعات، محاربة البطالة.
رغم أن الإصلاحات المرفوعة لم تتجاوز سقف وثيقة الحماية إلا أن المستعمر لم يستجيب لها وتعامل معها باللامبالاة.
2) } انتقل عمل الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال بعد سنة 1943
بعد إقالة المقيم العام ليوطي وتعيين تيودور ستيك، عمل السلطان محمد الخامس على فتح عدة نوافذ مع المستعمر بغرض قبول وتنفيذ الإصلاحات لكن كل هذه المحاولات التي دامت من 1927 إلى 1943م باءت بالفشل بسبب تعنت الإدارة الاستعمارية
تحجر موقف فرنسا رغم استنفاذ كل المحاولات، دفع الحركة الوطنية إلى رفع مستوى مطالبها من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال،في ظرفية تميزت بما يلي:
بروز الأحزاب السياسية ككتلة العمل الوطني والإصلاح الوطني والجرائد العلم والحرية في المناطق السلطانية والخليفية والدولية
عقد لقاء على هامش لقاء أنفا بين السلطان محمد الخامس الرئيس الأمريكي روزفلت الذي وعد ببذل جهود لتحقيق المطالب المغربية
رفع وثيقة المطالبة بالاستقلال يوم 11 يناير 1944 تطالب المستعمر بالانسحاب وتحقيق استقلال المغرب الشيء الذي لم تتقبله الإدارة الاستعمارية فصعدت في مواجهتها للوطنيين
3) } عجلت ثورة الملك والشعب بالاستقلال
تبنى السلطان محمد الخامس نفس قضية الحركة الوطنية فقام بعدة خطوات لصالح القضية الوطنية أهمها:
إلحاحه المستمر على الحكومة الفرنسية بضرورة رفع الحصار على المغاربة وإعطاء مفهوم جديد للعلاقة المغربية الفرنسية
زيارته لطنجة وإلقاء خطابه الشهير يوم 10 أبريل 1947م الذي أكد فيه تشبثه بالقضية المغربية وتعامله مع المملكة المغربية كلا لا جزءا،وقبل تنفيذ هذه الزيارة عملت الإقامة العامة على عرقلتها بكل الطرق.
إعلانه صراحة بضرورة استقلال المغرب حيث شبه الاستعمار بالقميص الذي جعل لطفل فكبر الطفل وترعرع، وبقي القميص على حاله
عوض تلبية المطالب المشروعة للشعب المغربي اختارت الادارة الاستعمارية (المقيم العام أوغستان كيوم) خيار التحدي والعنف كان من تجلياته أحداث كاريان سانطرال على إثرالاحتجاجات الشعبية الغاضبةيومي 7و8 دجنبر 1952 بعد اغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد، ذهب ضحيتها عدد مهم من المغاربة.
رغم كل المضاياقات والمقاربة التصعيدية استمر التنسيق والتعاون بين رواد الحركة الوطنية والسلطان محمد الخامس، الشيء الذي لم تتقبله الادارة العثمانية فعملت على إعداد خطة نفي السلطان خارج الوطن.
قبل تنفيذ هذه الخطة نسقت الادارة الاستعمارية مع بعض القواد الموالين لها كالبشا الكلاوي وعبدالحي الكتاني(زعيم صوفي) لتحديد الخطة المناسبة لعزل السلطان على عرشه .
نفدت فرنسا خطتها يوم 20غشت 1953 بنفي السلطان وأسرته الى مدغشقر بالمحيط الهادي قبالة السواحل الجنوبية الشرقية لإفريقيا ثم إلى جزيرة كورسيكا غرب إيطاليا وجنوب شرق فرنسا، ونصبت ابن عرفة الذي تعرض لمحاولة اغتيال على يد علال بن عبدالله
بعد عملية النفي صعدت الحركة الوطنية من وثيرة كفائها باللجوء إلى السلاح(العمليات الفدائية) وعملت على تأسيس جيش منظم سمي بجيش التحرير في فاتح أكتوبر 1955م .
رفض المغاربة للسلطان غير الشرعي وتشبتهم بالسلطان محمد بن يوسف أرغم المستعمر على إعادة السلطان الشرعي مصطحبا معه وثيقة الاستقلال تحت ذريعة أن وثيقة 1912م لم تعد صالحة لذلك يجب إسقاطها
المحور الثاني : عمل الغرب على استكمال وحدته الترابية بعد 1956 بعدة وسائل
1: تمكن المغرب من استرجاع مجموعة من المناطق إلى حضيرة الوطن
الاشتغال على الخريطة صفحة 162 من الكتاب المدرسي ( في رحاب التاريخ) لتحديد فترات استكمال الوحدة الترابية
2)} تعددت أساليب المغرب في استكمال الوحدة الترابية
1. المفاوضات
2. المسيرة الخضراء
3. البيعة
4. الحوار والتفاهم
5. التواجد بالمحافل الدولية
6. الديبلوماسية الخارجية
بعض الإضافات الأخرى :
مراحل الحركة الوطنية
مرحلة ما بين 1912و 1934 " مرحلة المقاومة المسلحة"
معركة سيدي بوعثمان 1912
معركة الهري 1914
معركة أنوال 1921
معركة بوكافر 1933
مرحلة 1930 الى 1956 " مرحلة النضال السياسي "
ظهير 16 ماي 1930
تقديم برنامج الإصلاحات 1934
تقديم عريضة الاستقلال 1944
زيارة محمد الخامس لمدينة طنجة 1957
ثورة الملك والشعب 1953 – 1956
إلغاء معاهدة الحماية1956
بعض رواد الحركة الوطنية
محمد علال الفاسي ولد أواخر شوال عام 1326هـ/يناير 1910م وتوفي20 ربيع الثاني عام 1394 هـ/1974م. هو أحد رواد الفكر الإسلامي ، وبطل النضال الزعيم السياسي والمقاوم الصامد.
نفاه المستعمر إلى الكابون ومن أهم إداراته كتاب: النقد الداتي.
التعليقات (0)