المغترب والمهاجر والهمباتـة

المُغتَرب والمُهاجر والهَمْبـَاتـَة

في البداية ينبغي الإشارة إلى أن مصطلح الهمباتة يعتبر مرادفا إلى حد كبير لمصطلح "صعاليك العرب" من أمثال "تأبط شراً" و "السليك بن السلكة" ..
وفي السودان يستخدم مصطلح "الهمباتي" لدى العامة في الأسواق لوصف اللص نهّاز الفرص الذي يسرق ويهرب دون أن يخلف وراءه أثراً يدل عليه أو دليلا ماديا يمكنك من إلصاق التهمة به وإلقاء القبض عليه .... وبالطبع تتعدد الأشكال ويبقى الهمباتي واحد سواء أتاك على هيئة إعرابي أو بجلباب وعمة ومركوب جلد نمر أو يرتدي البدلة وربطة العنق.

ودليل الهمبتة الأول أن الهمباتي لا يتحرك ولا يبحث عن الرزق الغنيمة بالإختطاف والحيلة والسرقة إلا إذا أفلس أو جاع وإنسدت في وجهه سبل الصيد الحلال ...... وهو في تحركاته وتكتيكاته إنما يسعى ويحتال على طريقة اليهودي النمطية ألا وهي: إستثمار الفرص السانحة و "البحث في الدفاتر القديمة"
على أية حال فإن الغرض هو الإشارة إلى أن تجمعات المغتربين في الدول النفطية الغنية والولايات المتحدة عادت تشهد مؤخرا زيارات همباتية مكوكية متعددة محمومة لوفود من ممثلي الشركات الخاصة والمختلطة . وكذلك الهيئات والإدارات الحكومية تطرح أمام المغتربين في أنديتهم وتحت رعاية السفارات وأرباب اللحى وتجار الدين السياسيين الفرص الإستثمارية الخرافية في شركات الواق واق المساهمة ، ومؤسسة نيام نيام الإستثمارية ، وفابريقة أبو ذمة غريقة ليمتد .... وغيرها من مسميات حرصوا على أن تكون إسلامية أو مشابهة وقريبة ومرتبطة بشكل أو بآخر مع مسمى المغترب وهجرته وسفره لمزيد من جر الأقدام بالعزف على الأوتار الحساسة ....
وهي عادة ما تعدهم على أخبث ما يكون ووفق نظرية كلام الليل يمحوه النهار بإمكانية جني أرباح وفيرة تصل إلى 40% دون أن تحدد لهم نسبة الأرباح الموزعة مقابل كل سهم ...... وحيث تكمن الشياطين دائما في التفاصيل بطبيعة الحال ... هذا لو فرضنا جدلا حسن نية مقولات ومزاعم أعضاء هذه الوفود الهمباتية التي تستغل بعـد المغترب عن واقع ووتيرة الحياة اليومية المعاشة في بلاده. وجهله بما يدور هناك من تفاصيل معتمدا في كل معلوماته على مجرد الإنطباعات التي تصل إليه عبر الهاتف أو مسافر مغترب أو مهاجر مثله عائد من السودان . أو بحسب مصلحة من يحملها إليه من وفود الهمباتة الزائرة وتبثها القنوات الفضائية ذات الأجندة السياسية.
وقد ذكرت هذه الوفود الجديدة المغتربين بتلك الزيارات التي شهدتها حقبة الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي . والتي لم تنتهي إلا عقب تصدير البترول حيث نسي الناس المغتربين وحقائبهم ودولاراتهم المسيلة للدموع واللعاب ؛ وإنشغل الهمباتة آنذاك بمداخيل وفرص النفط وغسيل الأموال وما أحدثته من إنقلابات في طرق ومفاهيم وقناعات وتطلعات الهمبتة التقليدية .
ولكن يبدو أن ذيول الأزمة المالية ونذر إفلاس بعض الشركات بسببها أو بسبب سوء الإدارة والفساد وقرب إنفصال الجنوب قد أعطى مؤشرات سالبة لقرون إستشعار الهمباتة . وبما يفيد بضرورة المسارعة للبحث عن موارد جديدة للنصب والإحتيال والمآكلة على طريقة "اللي سبق أكل النبق" ......
ولعل المغتربين القدامى الذين عاد معظمهم للإستقرار في السودان أو من لا يزال موجودا في دول الإغتراب ، يدركون قبل غيرهم من المغتربين الجدد المدى الذي ذهب إليه همباتة السودان في النصب والإحتيال والضحك على دقون المغتربين بمشاريعهم الزراعية والتجارية والصناعية والعقارية الوهمية التي جاءوا بها إليهم تشفعها دراسات جدوى مغلوطة مزورة غير منطقية .... ثم وبعد أن لهفوا دولارات ودراهم وريالات ودنانير البلهاء والحمقى والمغفلين من المغتربين سارعوا بالعودة إلى الخرطوم فأكــلـوا وشربــوا وزاغــــوا.
أحد قدامى المغتربين حكى لي وهو يضحك على طريقة "شر البلية ما يضحك" أنه وفى عام 1983م جاء إليهم في السعودية وفد همباتي حكومي رفيع يعرض عليهم شراء أراضي سكنية مخططة جاهزة لتمديد الخدمات في ضواحي أمدرمان بمبلغ 5,000 دولار فقط للقطعة الواحدة مساحة 1500 متر .. وبالطبع لم ينسى الوفد أن يأتي بصور فوتوغرافية لكراكات وفناطيس ومواسير معدنية وبلاستيكية وأعمدة كهرباء وهواتف وأسلاك تدعمها خرائط جوية ومسوحات أرضية تحدد مواقع القطع السكنية والخدمات والترفيه واللهو البريء وأسعار بعضها الإستثنائية كونها ناصية أو لوقوعها على شارع رئيسي جاري المواصلات أو قربها من الأسواق والمدارس والسينمات والمسارح والمجمع الرياضي الثقافي الإجتماعي العائلي والمستشفى المزعوم والتي تراوحت ما بين 7,000 و 10,000 دولار للقطعة الواحدة في هذه الحالة .....
وبالطبع تهافت المغتربون على الوفد وتكالبوا وتزاحموا وتشاجروا وتشاكسوا وتحاسدوا وتباغضوا وتنافروا وتدافعوا على قطع الأراضي كما يتدافع الأكلة على القصعة .......
وبعد أن بيعت جميع القطع غادر الوفد الهمباتي الميمون تلاحقه الدعوات بالتوفيق (بعد أداء العمرة) إلى دولة الإمارات ثم الكويت وقطر وعمان والبحرين وباع هناك نفس الأراضي على ذات النسق الذي جرى في أرض الحرمين الشريفين . ثم غادر الخليج عائدا إلى الخرطوم بعد أن منح كل مشتري من المغتربين إيصالات لا علاقة لها بالأورنيك رقم 15 حسن السمعة المعروف ... كما تم منح كل مشتري شهادة بحث مفبركة مؤقتة تثبت أنه دفع مبلغ كذا لشراء القطعة رقم كذا بمساحة كذا في تخطيط الأرضي السكنية المسمى كذا ....
مضت الأيام والأسابيع والشهور والسنوات ولا خبر ولا حياة لمن تنادي. وحين عاد بعض المغتربين في إجازتهم السنوية للسودان سارعوا يطرقون أبواب الأراضي والمغتربين دون جدوى. وليتضح لهم في النهاية أن الوفد الهمباتي الضائع لايتبع لهيئة حكومية واحدة محددة بعينها يمكن مساءلتها ؛ وإنما كان عبارة عن لجنة همباتة  منتقاة مشكلة بعناية من عدة وزارات وإدارات حكومية ..... وأنه إلى حين دعوة هذه اللجنة للإنعقاد وإكتمال نصابها بحضور كافة أعضاءها فسوف تتضح الصورة وسوف يتم تبليغ السفارات السودانية في السعودية ودول الخليج بكل قراراتها خاصة وأن شهادة البحث "المايوية" المؤقتة التي طبع على صدرها شعار صقر الجديان للتمويه لم تحدد لهم تاريخا بعينه موعدا لإستلام أراضيهم .. وهي ثغرة قانونية خطيرة متعمدة بالطبع ...
وعلى ضوء هذه الثغرة القانونية فإن على المغترب الطيب القلب أن لا يشغل باله بمثل هذه الأمور التي عادة ما تشهد تعقيدات إدارية بسبب الروتين. ولكن برغم كل ذلك فإن حقه محفوظ عاجلا أو آجـلا ، لأنه في يد الحكومة التي لا تضيع حق من يدفع أملا ..... وسيتم النظر وفقا لذلك في تحديد موعد تسليم القطع السكنية حالما تجتمع اللجنة .... ومن ثم فعليه أن يطمئن على حقوقه ويضع في بطنه بطيخة صيفي وينصرف إلى أهله بغية قضاء إجازة نوعية سعيدة في ربوع الوطن مع زوجته التي ما فتئت تتدلك وتتدخن وتتكبرت وتتعطر وتتحنن لهفة إلى عودته.

ومضى الحال حتى نشوب إنتفاضة أبريل 1985م وألغيت وتغيرت على إثرها كل الأشياء ، ولم يعد هناك من يمكن مساءلته من مسئولين أكـلوا وشربوا وزاغـوا.
...............
مشروع سندس الزراعي الذي جاءت به الوفود الهمباتية إلى المغتربين النفطيين ثم تبخرت الأماني على إثر فشله الذريع يعتبر واحدا من الأمثلة البشعة على الكيفية التي يستغل بها همباتة الداخل مغتربي الخارج من السذج الطيبين القلب.

وهناك من جاء يحمل خططا إسكانية حقيقية ، وباع الأراضي السكنية والإستثمارية التجارية للمغتربين على إعتبار أنها تقع غرب المستشفى العسكري في أمدرمان. ثم ليتضح بعد ذلك أن هذه القطع السكنية والإستثمارية تقع في جوف الصحراء وأسفل قيزان الرمال والسفوفة على الحدود المتاخمة لمحلية مدينة الأبيض.

لماذا يتعرض المغترب للنصب والإحتيال؟
هناك عدة أسباب وقناعات جعلت من المغترب السوداني نهبا وأكثر تعرضا للوقوع في حبائل الهمباتة وما ينسجونه من شراك النصب والخديعة والإحتيال لسلب أمواله ومدخراته وهي تتلخص في الآتي:

1) اسباب تتعلق بسلبيات مارسها المغترب والعازب منهم بوجه خاص حين أعطى الإنطباع الكاذب لمواطني الداخل أنه يرفل في أثواب النعيم المقيم والخير الوفير وسط ربوع دول الإغتراب. أو كأنه يغرف هناك من آبار بترول وأموال سائبة لا صاحب لها ولا رقيب ؛ لا لشيء سوى أن يثبت أنه سجل نجاحا باهراً في الخارج على عكس الفشل الذريع الذي كان يصاحبه في الداخل ....... ويدلل على ذلك خلال فترة إجازته القصيرة في السودان بتصرفات ونفقات ومظاهر برجوازية نوعية تلفت الأنظار . وبحفلات خطوبة وعقد قران أو زواج ساهرة من ليالي ألف ليلة وليلة . وما يسبقها أو يرافقها من هدايا فاخرة تسير بها الركبان وسط الأحياء والمرابع والفرجان والأسواق . وإتباع طرق صرف وولائم يومية سخية بذخية إستعراضية يكون في حقيقة الأمر قد إستغرق عدة سنوات من الحرمان في جمع أموالها خلال عمله في دولة الإغتراب...

2) كان من نتيجة ما تقدم ذكره أن أغـرى حكومات نميري والصادق المهدي من بعد الإنتفاضة ؛ ثم الترابي في بداية الإنقاذ على فرض العديد من الضرائب والرسوم الفلكية وشروط منح تأشيرات الخروج التعسفية على المغتربين . وقد كثرت مسميات وأنواع وأغراض وأوعية تلك الضرائب حتى لم يعد المغترب نفسه يشغل نفسه بتعدادها لكثرتها... وحيث أدى ثقلها وعبئها إلى عدم قدرة شرائح وأعداد كبيرة من المغتربين على العودة إلى السودان ، مفضلين البقاء في دول الإغتراب بديلا عن العودة للقاء زوجاتهم ورؤية أطفالهم أو آبائهم وأمهاتهم ؛ وما سببته تلك الظاهرة وقتها من مآسي أخلاقية وإنسانية وإجتماعية لم يلتفت إلى حجمها وفداحتها سوى الرئيس عمر البشير (والحق يقال) فعمد إلى تخفيض الضرائب وإسقاط بعضها ثم إلغاء معظمها.

3) وبالطبع فإن الإنطباع الذي ساد عقلية جعفر نميري والصادق المهدي ثم الترابي لم يكن بمنآى عن الإنطباع العام لدى مواطني الداخل عن المغترب والإغتراب .. ....... بات المغترب في نظر الدولة وهمباتتها  الرسميين ، وكذا همباتة شركات المساهمة والمختلطة والقطاع الخاص بمثابة "الدجاجة التي تبيض ذهبا" ... و "البقرة الحلوب" التي يتوجب إستغلالها حتى آخر قطرة من الحليب المجاني.

4) وإتساقا مع أعلاه فقد بات كل من ضاق به الحال ذرعاً من أفراد ومجموعات وتجمعات وهيئات حكومية وولائية وشركات تجارية ، يشد الرحال إلى تجمعات الإغتراب يعرض ما لديه من مشاريع وهمية وبضاعة مزجاة وأحلام زلوطية بستجدي بها المساهمة أو الشراء أو التبرعات .. ولم لا ؟ فالمغترب في نظر هؤلاء وكإنطباع ليس سوى شخص محظوظ فتح الله عليه أبواب السماء فهبطت عليه الأموال من حيث يدري ولا يدري .. وبحيث لم يعد يعرف كيف يصرفها وينفقها . وبالتالي فقد بات شرعا أو غير شرع في حكم المعـتوه والمغـفـل والسفـيه...

5) لا ينكر أحد أن المغتربين والقدامى منهم بوجه خاص قد غادروا السودان في منتصف السبيعيات من القرن الماضي وتركوا المجتمع آنذاك وهو يسوده قيم مثالية معينة. ولكن الأحوال قد تغيرت مع بداية الثمانينات ولا تزال مضطردة التغيير بسرعة مذهلة فـسادت قناعات وتوجهات مادية دخيلة جديدة لم يتاح للمغترب إمكانية الإطلاع عليها أو التفاعل معها ساعة بساعة عن كثب وهو يقضي إجازته السنوية القصيرة الخاطفة في دياره وسط أسرته وأعـز أهله وألصق اقاربه بعيدا عن غبار الأسواق الطارئة والمحطات الوسطى ودهاليز المزادات السرية وسماسرة ساحات المزاد العلني .....
وهو الأمر الذي جعل من المغترب شبه إنسان ساذج أو سائح أجنبي لا يدري بحقيقة ما يدور في داخل أمعاء المجتمع الدقيقة حين تطأ قدماه مطار الخرطوم أو ميناء بورتسودان ، ويخرج توقا وشوقا إلى أحضان أهله وملاعب صباه ...... وهو الأمر الذي شجع المستغلين واللصوص بالسفر إليه في بلاد الغربة ودغدغة مشاعر الحنين لديه إلى أهله وأسرته بالوعود البراقة المعسولة وإمكانية تأمين المستقبل بجني أرباح وفيرة مضمونة .. إلخ من أساليب نصب مشفوعة بوعود تعزف على وتر المغترب الحساس . فتركز على حاضر أسرته ومستقبل أبنائه وتأمين معاشه هو عند العودة النهائية. وغير ذلك من هموم المغترب الحقيقية التي تشد إنتباهه وتجعله يصغي السمع ويصبح فريسة سهلة للهمباتة الذين ما أن يغنموا غنيمتهم منه حتى يسارعوا بالعودة والزوغان والإختفاء وسط غبار أسواق العاصمة والأقاليم .

6) وربما يقول قائل بأن المغترب يستطيع اللجوء إلى القضاء لإستعادة حقوقه .... حسنا .... ذلك منطق معقول من الناحية النظرية ..... ولكن الواقع يذكرنا بأن إقامة الدعاوي وتعيين المحامين ومتابعة سير الدعوى في أروقة القضاء بالسودان تتطلب مالا ووقتا وجهدا لا يستطيع المغترب أن يوفي به على المدى الطويل وليس لديه سوى 30 يوم إجازة كل سنة ..... وأنه حتى إذا قام بتوكيل قريب له أو محامي فلن يكون ذلك بنفس الإهتمام والقدرة والفاعلية التي تكون على يديه هو ومن باب "ما حكّ جلدك مثل ظفرك" ... وبما يعني في النهاية أن تصبح الدعوى التي أقامها حبر على ورق ومجلبة للحزن والأسى وللضيق والتبرم ونزيف شهري دائم لرصيد الأعصاب والأموال لتغطية نفقات الوكيل والمحامي والرسوم ودمغات العرائض .. إلخ . وسنة بعد سنة تموت الدعوى ، ويكسل المغترب قبل الوكيل والمحامي الذي لا يستجاب لطلباته المالية التي لا تتوقف. يكون خلالها الهمباتة قد أكلوا وشربوا وزاغــوا ......... والعوض للمغترب على الله .

7) يردد أبناء القبائل العربية في كردفان مثل شعبي أثير لديهم يقول :-
" مالاً تـُوُدْعُـوُ وُوُدْعُـوُ " .. أو بما معناه أنه إذا كان لديك مال فقمت بإيداعه لدى شخص آخر ، فما ينبغي عليك سوى أن تقول لهذا المال باي باي ومع السلامة..... والوداع الوداع.
ومن ثم فإن كانت هناك من نصيحة للمغترب والمهاجر والمسافر. فإنه من الحصافة أن يحرص الإنسان على أن يظل المال ينعم بالدفء والرعاية والأمن والأمان في أحضانه بالقرب منه. أو في متناول يديه وقرب عينيه على أقل تقدير .... وأنه إذا كان ولابد من حاجة إلى إستثمار وتنمية لهذا المال فلماذا لا يقوم الإنسان بإستثماره في مكان إقامته وتحت ظل قوانين شفافة تحفظ له حقوق سحبه وتحويله من بلد إلى آخر وقت ما يشاء ، وبالعملة التي يرغب بها دون حاجة إلى التعامل مع همباتة جبلوا على النصب والإحتيال وإستغلال إبتعاد المغترب والمهاجر عن دياره في ظل قوانين ملتوية ملغومة براقة خادعة بشأن حرية تحويل العملة الحرة ... وفي جملتها وتفاصيلها يكمن كل الأبالسة ومردة الجن والشياطين من اللوائح والمحاذير واللاءات واللاكِنّ وغير الممكن والروتين.
وتذكروا دائما: " مالاً تـُوُدْعُـوُ وُوُدْعُـوُ ".