مواضيع اليوم

المغالطات المنطقية - الجزء الثالث

رؤى نزار محمد

2011-07-30 09:07:11

0


13. مغالطة تفريغ الفكرة من مضمونها او مغالطة المفهوم المسروق
في هذه المغالطة .. لاثبات قضيته او فكرته او رأيه يطالب المغالط بقانون بينما هو اول من يخالفه !! .
يقترح فكرة , بينما هو اول من يتجاهلها !!
يدعو الى مبدأ , بينما هو أول من يهدره !!

مثال:
يقول احد المتفلسفين :
ليس هناك حقيقة مطلقة
؟

المغالط يجزم بصيغة قطعية بانه لا توجد حقيقة مطلقة . بينما صاغ مقولته على انها حقيقة مطلقة !!

مثال :
يقول الملحد بصيغة جازمة قاطعة يقينية ( اكاد ان اقول بصيغة ايمانية ! ) :
لا يوجد اله
؟

يقع الملاحدة في هذه المغالطة حيث بالرغم انهم لا يعتقدون بوجود حقيقة مطلقة , ويعتقدون ان الحقيقة نسبية , الا انهم يقولون ذلك بأعتباره حقيقة مطلقة !! .
هم يناقضون انفسهم , فبينما يأخذون على مخالفيهم ( المؤمنون ) انهم يعتقدون بالحقيقة المطلقة عندما يجزمون بوجود اله , فانهم يسلكون نفس السبيل ونفس طريقة التفكير .
كلا منهما : المؤمؤن والملحد فو في الحقيقة مؤمن ! احدهما يؤمن باشئ , والاخر يؤمن بنقيض الشئ .


14. مغالطة التعميم المتسرع
يقع في هذه المغالطة اصحاب الرؤى الضيقة والذين يغلب على خطابهم لهجة الوعظ والارشاد

مثال:
هذا الرجل يمتلك عشرات السيارات والقصور
لذلك هو لا يعبأ بالفقراء
؟

يتجاهل المغالط ان الرجل قد يكون غنياً , ومع ذلك قد يكون له اعمال خيرية لا يريد ان ينشرها على الملآ .
فليس كل غني شريراً بالضرورة , كما ان ليس كل فقير صالحاً بالضرورة .

مثال اخر :
يقول احد المتزمتين الرجعيين الاصوليين :
ان اهل الفن والتمثيل والغناء
فاسدين مفسدين , ولا يعرفون
معنى الشرف , ولا اخلاق لهم
؟

بالفعل قد يتصف بعضهم بهذه الصفات تمام كما ان كل فئة او جماعة في المجتمع قد يتصف بعضهم بنفس هذه الصفات .
فمع كل التقدير للاطباء , فليس كلهم شرفاء .
ومع كل التقدير للممرضات فليست كلهن شريفات .
ومع كل التقدير للمحجبات والمنقبات فليس كلهن شريفات .
بل ومع كل التقدير للمشايخ والقساوسة , فليس كلهم شرفاء .
ان كل فئة في المجتمع تضم الطيب والخبيث , المحترم والسافل , الملتزم والمتسيب , الشريف وعديم الاخلاق .
فليست الاخلاق وعدم الاخلاق حكراً على احد .
ان التعميم المتسرع ليس ضامناً للحقيقة .
بل من يعممون في احكامهم هم وراء انتشار الجهل وضيق الافق وبث روح اللاتسامح والتميز في المجتمع .


15. مغالطة النتيجة التي ليس لها صلة بالمقدمات
هنا المغالط يستند على مقدمة صحيحة ويتوصل من خلالها الى نتيجة جائزة لا تدعمها مقدماته

مثال:
انها مطلقة , لذالك لا تصلح ان تكون ناظرة مدرسة
؟

لا علاقة بين القدرة على أدراة مدرسة وبين ان تكون المرأة متزوجة او مطلقة

مثال:
لقد سرق لانه فقير
؟

وهنا المغالط يربط بين السرقة والفقر , لكن ليس بالضرورة ان يسرق الفقير بسبب فقره .
فما اكثر الاغنياء الذين كونوا ثرواتهم من السرقة والنهب والغش


16. مغالطة تبديل عبء الدليل او طلب اثبات العكس
في المنطق السليم المقبول يقدم من يزعم شئ الدليل على مايزعمه
" الحجة على من ادعى " .
لكن المغالط عندما يفشل في اثبات زعمه او قضيته او فكرته او خرافته يقوم بحركة بهلوانية
وهي ان يطلب من خصمه أن يثبت العكس !! .
وفي العصور القديمة ساد مبدأ : " المتهم مذنب الى ان يثبت برائته " وكم من ابرياء تعرضوا للتنكيل والعنف والتشريد والقتل بسبب هذا المنطق المعكوس .
وعندما ارتقى الضمير الانساني , وبفضل مفكرين انسانيين طالبوا بحقوق الانسان وخاضوا معارك فكرية مع مجتمعاهم الرجعية .

صار مبدأ :
" المتهم برئ حتى تثبت ادانته " هو المبدأ القانونى التي تعمل به كل دولة راقية متحضرة .

مثال :
شخص يؤمن بوجود العفاريت
عندما يُطلب منه ان يثبت وجود العفاريت
بدلا من ان يقدم الدليل
يطالب محاوره :
هل تستطيع اثبات عدم وجودها ؟
؟

كان يكفي المؤمن بالعفاريت ان يرد : أن هذه مسألة ايمانية .
حينئذ كان محاوره سيتركه وشأنه . وسيتركه وعفاريته , فهو حر في معتقداته, لكنه يريد ان يظهر بصورة عقلانية في امر لا يمت للعقل بصلة ! فيتحول من موقف الدفاع الى الهجوم مطالباً محاوره بالدليل على ان عفاريته غير موجودة !! .


17. مغالطة ازاحة قائمتي المرمى حتى لا تدخل الكرة
هذه المغالطة مستوحاة من لعبة كرة القدم .عندما يسدد الهداف نحو المرمى تسديدة دقيقة متقنة , بدلا من ان يتصدى حارس المرمى للكرة بشجاعة , يخالف قوانين اللعب فيجذب مرماه بعيداً ليمنع دخولها .
والمقصود من هذا التشبيه ان المغالط الذي يزعم شيئا غير صحيح , عندما يثبت له خثمه خطأه
فبدلا من الاعتراف بالخطأ وبدلا من الاعتراف بحجة خصمه يظل متجاهلاً الحجة .
ويظل متمسكاً بنفس الزعم بعد ان يضيف اليه او يحذف منه مايتعارض مع الدليل الذي كشف خطاه ! فيضل اسراً لآوهامه

مثال:
حوار بين معارض ومؤيد لنظرية التطور :

المعارض : نظرية التطور مستحيلة لانه لم يثبت ان كائن تطور وتغير من شكال الى أخر , فالحمار مازال حماراً , والقرد ما زال قرداً

المؤيد : عفواً , يبدو انه فاتك ان الانسان منذ القدم عرف فكرة التهجين , فمن ايم جاء البغل ؟ وهو هجين نتيجة تزاوج فرس وحمار ؟

المعارض : نعم نعم , لكنه تغير ضئيل فهو - البغل - مازال جماراً .. او .. مازال فرساً

المؤيد : ها انت تعترف ان تغير ما حدث !

المعارض : لا .. لا , انه لم يتغير الى نوع أخر مختلف , لا يمكن ان يتغير نوع الى نوع مختلف , لايمكن ان يتغير نوع الى نوع اخر مختلف

المؤيد : يبدو انك لا تتابع التجارب العلمية حيث تم الحصول على انواع جديدة من النباتات وبعض الحشرات
تختلف تماماً عن الاصل الذي اخذت منه

المعارض : نعم , لكن اعتقدد ان محصلة هذا لا يعتبر نوعاً جديداً
؟

وهنا نرى انه : كلما اثبت المؤيد خطأ المعارض لنظرية التطور, نرى المعارض لا يتراجع عن رفضه , وانما يكتفى بتعديل صيغة الاعتراض ! .


18. مغالطة الاحتكام للشفقة او اللعب على المشاعر
في هذه المغالطة يلجأ المغالط الى اقتاع مخالفه عن طريقة أستخدام المشاعر , وخاصة استشارة احساس التعاطف بدلا من الاقناع العقلي .
ان وسيلة اللعب على المشاعر قد تكون في غاية التأثير على فكر ورأى من تمارس عليه هذه الوسيلة .
ووجه الخطأ والمغالطة هو أن ردود افعالنا الانفعالية والعاطفية ليست دائما دليلاً للحقيقة
فعند البحث في صحة قضية فان المشاعر تلقي بسحابة ضبابية عليها بدلا من ان تنزل عنها الغموض وبدلا من ان توضح اشكاليتها .

مثال :
يقوم المناهضون للاجهاض بعرض صور
للاجنة التي أجهضت والتي تبين مناظر لا
يمكن تحمل مشاهدتهاأ, مما يصيب
من يشاهدها بالذعر والهلع والاشمئزاز ,
وبالتالي فمن يشاهد هذه
المشاهد يرفض الاجهاض , بل ويستنكره
؟

هنا في هذا المثال يتضح ان هناك من يؤيد الاجهاض وله اسبابه
وهناك من يستنكره ويعتبره جريمة في حق الانسانية .
وكلا الموقفين المختلفين يستندا على اسس فكرية وعلمية وانسانية , لكن الرافض للاجهاض - لكسب قضيته - يلجأ للتأثير على الرأي العام باللعب على المشاعر والعواطف وجعلها الحكم على صحة موقفه .

ان اردنا ان نصل الى الصواب في قضية ما فعلينا ان نضعها تحت مجهر العقل والموضوعية وليس ان نحكم عليها بالعاطفة والمشاعر والمعايير الشخصية , ليست المشاعر واحاسيس الشفقة ضامناً للحقيقة ...


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات