المغازلة الإيرانية للإخوان المسلمين في مصر

لم تمض أسابيع على دخول القاهرة وطهران خط التقارب الذي بدآه بالمجال السياحي عبر السماح لمليون إيراني سنوياً لزيارة مصر بهدف ظاهره السياحة ولا يعرف باطنه إلا الله .وقد بدأ التغازل الإيراني بإخوان مصر على أشده وذلك في تعبير صريح جاء من على لسان كبير مستشاري خامنئي للشؤون الدولية "على ولايتي". الذي أفصح عن سرّ معروف وهو علاقة الإخوان بولاية الفقيه.
عندما قال بإنّ الإخوان هم الأقرب الى معتقدات النظام الإيراني من أي تنظيم إسلامي آخر. ولعل الرجل يحاول أن يحلّ اللغز السياسي بين البلدين بعدما تمكنت حكومتي البلدين فكّ شفرات السياحة من خلال رفع تأشيرات الدخول من جانب واحد من قبل طهران.
فقد أشار ولايتي الى موقف النظام الإيراني من الإخوان المسلمين قائلاً «نحن والإخوان أصدقاء، ونقوم بدعمهم، وهم الأقرب إلينا عقائديًا بين جميع الجماعات الإسلامية».
لكن الجانب المصري ابتعد عن خط المغازلة قليلاً حيث قال الدكتور أحمد عارف، المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين رداً على تصريحات ولايتي إنّ«الجماعة بعيدة كل البعد عن المذهب الشيعي، ولن ترضى بغير المذهب السني».مضيفاً أن كلام المسؤول الإيراني «بعيد كل البعد عن الواقع، والجماعة تدين السنة كباقي أهل مصر، وستتصدى لأي محاولات، إن وجدت، من قبل أي فصيل ديني يحاول التوغل وسط المصريين ، وأكد أن العلاقات بين مصر وإيران «سياسية ولا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد».
رغم تأكيد طهران ومسؤوليها على النهج المتقارب مع مصر و نفي الإخوان لمبدأ الإبتعاد عن مذهبهم السني وتأكيدهم على تمسكهم بالسنة التي لم يسألهم عليها أحدوهي ليست موضع نقاش من أحد أصلاً بقدرما علاقتهم بطهران تثير الشكوك والشبهات. إلا أنّ مغازلة كبار المسؤولين الإيرانيين بحجم ولايتي الذي يتهيّأ للترشح لرئاسة الجمهورية في إيران تشير الى نوع جديد من العلاقة بين طهران والقاهرة .نخشى أن تكون على حساب المصلحة القومية للعرب . وسوف لن تجني منها مصر غير فقدانها للشعوب العربية التي تريد تطمينات حول دور طهران في المنطقة العربية خاصة في سوريا والعراق ولبنان و فلسطين و رفع اضطهادها عن السنة في إيران مثل "الأحواز وبلوشستان وكردستان" .قبل أي خطوة تصالحية تقوم بها الدول العربية تجاه طهران خاصة بحجم مصر.