طالب المشاركون في المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية الأردني أن المعلم هو الحلقة الأقوى لتقوية مكانة اللغة العربية في المجتمع. وأكد الدكتور عودة أبو عودة أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا بعمان أن المعلم هو الحلقة الأقوى فإذا كان مؤهلا ومتخصصا ومتقنا للغة العربية يستطيع أن يقدمها ويزرعها ويثبتها في قلوب طلابه ويكون الأضعف إذا كان غير مؤهل ماديا واجتماعيا ونفسيا.
وأجمعت كل المداخلات أن الخطر التي يتهدد اللغة العربية اليوم يتم جزء كبير منه يتم على مستوى الممارسة التعليمية والتكوينية، ونادوا بضرورة إدخال مرحلة رياض الأطفال ضمن مرحلة التعليم الأساسي ومراجعة المنهاج الوطني التفاعلي والإستراتيجيات التعليمية لتعزيز الإيجابيات وتفادي السلبيات.
كما شددوا على "ضرورة إعداد مناهج تعليمية تكاملية تفاعلية موحدة لجميع رياض الأطفال الحكومية والخاصة يعدها ويشرف عليها خبراء من اللغويين والتربويين المتخصصين".
وأشارت عدة مداخلات إلى أهمية العمل على أن تكون البرامج التعليمية للأطفال في وسائل الإعلام والتقنية الحديثة بلغة عربية سهلة ميسرة وسليمة والإفادة من نظريات اكتساب اللغة والاتجاهات الحديثة وتعليمها عبر مواقف حية وطبيعية.
وقال وزير التربية والتعليم سابق الدكتور إسحاق الفرحان: "إن اللغة العربية في أزمة بسبب تدني الاهتمام بها ومنافسة اللغات الأجنبية لها في المدرسة والبيت والإعلام والسوق التجاري".
المؤتمر الذي انعقد حول موضوع: "اللغة العربية للصفوف الأربعة الأولى ومرحلة ما قبل المدرسة"، أوصى بضرورة حصر مرحلة رياض الأطفال على اكتساب الأطفال مهارات اللغة الأم بعيدًا عن ثنائية اللغة ومراجعة الأناشيد والمحفوظات وتوسيع قاعدة إشراك الأهل في تنمية مهارات اللغة العربية لدى أبنائهم.
وأكد رئيس المجمع الدكتور عبد الكريم خليفة "أنه لا إبداع إلا من خلال لغة دقيقة وواضحة"، وقال: "لن تبدع أمة إلا بلغتها القومية"، واصفا إهمال التربية الإسلامية وأصولها واستيراد المناهج البريطانية والفرنسية بأنه خطيئة مبرمجة قطعت الصلة بين الحاضر والماضي. وأضاف "إننا منفتحون على الحضارات واللغات الأخرى لأنها نوافذ للفكر العالمي"، رافضا أية نظريات من الخارج، مؤكدا أن النهوض يأتي من الداخل.
من جهته، قال الدكتور عبد اللطيف عربيات "إننا نواجه هجمات خارجية على مؤسسات التربية والتعليم، حيث وضعت في عدة دول عربية مناهج جديدة موجهة بإشراف أوروبي".
واعتبر أن الإنجليزية بالذات تنافس اللغة العربية في الصفوف الأولى، مؤكدا أن الأمم المتحدة تفكر في حذفها من قائمة اللغات المعتمدة عالميا الأمر الذي استشعرته قمة دمشق وطلبت تشكيل لجان قطرية للنهوض باللغة العربية.
وأشار إلى أن اللجنة الأردنية بحاجة لدعم مالي وسياسي ومجتمعي وإن "اللغة العربية في خطر يجب أن نتداركه وقد تقدمنا بقانون للغة العربية منذ 1990 لمجلس الوزراء وحتى الآن لم يحظ بالموافقة".
ويرى الفرحان أن المعلم أساس التطوير وكسر ما سماه الحلقة المفرغة في تطوير تعليم اللغة العربية وإكسابها للأطفال لوجود ما يقارب مليون ونصف مليون طالب على مقاعد الدراسة، مشيرا إلى أن هؤلاء الطلاب هم أمل المستقبل.
وفي نفس السياق أكد أبو عودة أن شعور بعض المعلمين بالأمن الوظيفي والاستقرار النفسي بسبب اهتمام الدولة بدور المعلم وتحفيزها له، لكنه أشار إلى لجوء بعض المعلمين إلى الدروس الخصوصية والعمل في مجالات أخرى لتحسين أوضاعهم المادية.
أما المشرفة التربوية في مديرية التربية بمدينة الزرقاء بالأردن، هنادي بني سلامة فقد ركزت في حديثها عن "وجود ضبابية في رؤية المعلم وفهمه لطبيعة اللغة العربية بفروعها المختلفة وبعض المعلمين لا يملكون المهارات اللازمة لتدريسها من حيث الإستراتيجيات والتقويم".
وأضافت أنه "من خلال التقويم يبدأ التعديل والإصلاح فقد نعدل المنهاج أو إستراتيجيات التدريس لكن العملية التربوية تنتهي بالتقييم ولا تستمر لمرحلة التقويم".
التعليقات (0)