من المضحك أنه من أبرز نقاط ضعف النظام السوري الكثيرة، وزير خارجيته، الذي وفي كل مؤتمر صحفي وإطلالة إعلامية يورّطه ويكشف عوراته ليثبت للعالم مدى غباء هذا النظام وزبانيته من السياسيين والأمنيين
آخر "توريطات" المعلم للنظام السوري تجلّت في مؤتمره الصحفي الأخير، حيث ذكر سواء عن قصد أو غير قصد، أن بعثة المراقبين العرب عندما ستأتي إلى سوريا سترى المشاهد الإرهابية والقتل وستتأكد أن النظام السوري على حق فيما يقوله ويعلنه وكأن المعلم اصبح بدوره الأخطبوط بول العراف المشهور إذ أنه اصبح عرافاً ومنجماً للنظام السوري بغبائه المستفحل لذا بالفعل تزامناً مع وصول بعثة المراقبين، هزّ إنفجاران العاصمة دمشق، وتم توجيه الإتهام بعد أقل من ساعة من قبل النظام السوري لتنظيم القاعدة بالطبع دون إجراء أي تحقيق مهني، لتكون عرافة الوزير المعلم خلال المؤتمر الصحفي خير دليل على تورط النظام الفاضح في فبركة سيناريو الإنفجارين والإعداد المسبق لها بالطبع من خلال التحضير عن طريق غصن (وزير الدفاع اللبناني 8 آذار) فقد أوضح وزير الداخلية اللبناني مروان شربل في حديث الى "الشرق الأوسط" أن "لا معلومات رسمية لديه عن وجود عناصر لـ"القاعدة" في لبنان، لكن تبلغنا من وزير الدفاع فايز غصن خلال جلسة مجلس الوزراء بوجود مثل هؤلاء العناصر في منطقة عرسال"
كما أشار شربل الى أن "غصن تحدث عن معلومات توفرت له ( كيف ؟) وليس عن ضبط عناصر من (القاعدة)، لا سيما أن المناطق الحدودية تقع تحت سلطة الجيش، ولا أدري إن كانت هذه المعلومات نتيجة تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، مما يطرح تساؤلات عديدة خاصة أن قوى الأمن العام وأمن الدولة وفرع المعلومات (المباحث) تتبع لوزير الداخلية، وطالما كانت هي المعنية وبصورة جدية ومكثفة في الكشف عن العديد من الحالات التي قبض عليها بقضايا التخابر مع العدو الإسرائيلي وشبكات التجسس المختلفة التي تم الكشف عنها.
أمر لا يصدق، خصوصا أن عملية إرسال الانتحاريين إلى العراق كانت لعبة سورية بحتة، وهذا حتى ما نسبته إحدى وكالات الأنباء الإيرانية لبشار الأسد حينما نقلت عنه تهديده لوزير الخارجية التركي عن قدرة النظام الأسدي على حرق المنطقة، ونقلت وقتها الوكالة الإيرانية عن مصدرها كيف أن النظام الأسدي سهل للأميركيين الإطاحة بصدام حسين، ثم أذاقهم الويل والثبور وعظائم الأمور عبر العمليات التي تمت بالعراق، من منا لا يذكر أن الطيران الأميركي أعلن عن رصد موقعاً للإنتحاريين داخل الحدود السورية فقام بقصفه قرب الحدود العراقية على عهد الرئيس الأميركي السابق
برأيي أن تفجيرات دمشق الأخيرة ما هي إلا مسلسل هزلي للنظام الأسدي، وإحدى حيله المكشوفة، ومن المؤكد أن النظام الأسدي، الذي يعتبر بحكم المتوفى سياسياً، يحاول إطالة عمره بأي شكل من الأشكال، ولو بالاستعانة (إسمياً) بتنظيم القاعدة
ومما يؤكد هذه المعلومات ما نشرته صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان "نائب الرئيس السوري فاروق الشرع زار موسكو سراً قبل عشرة ايام حيث بحث مع عدد من محاوريه إمكانية مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد دمشق لمنحه حق اللجوء السياسي في روسيا"
كما أضافت الصحيفة أن "المسؤولين الروس الذي التقوا بالشرع بينهم وزير الخارجية سيرغي لافروف اقترحوا على الحكومة السورية أن يحل الشرع محل الاسد رئيساً لسوريا خلال فترة انتقالية"، النظام السوري اصبح يتخبط في ما يتخذه من قرارات وهذا يدل على سرعة تفككه وإنهياره الوشيك... قولوا ألله .
التعليقات (0)