المعلم شمعة تحترق من أجل الآخرين
بقلم احمد السيد
أمام جبل الأبوة ومنبع الفكر السليم تعجز الحروف عن التّعبير وتتوه الكلمات على السّطور عندما يسألك أحدهم عن عطايا المعلّم وفضله، فلا توجد كلمات وعبارت مدحٍ ولا قصائد شكرٍ تفي حق هذا الشّخص الّذي كرّس أغلب أوقاته لينقل طلّابه وتلاميذه من ظلام الجهل إلى نور العلم والمعرفة، ليمسي في آخر نهاره متعباً منهكاً منتظراً بشوقٍ فجر يومٍ جديد يبني به جيلاً واعياً متعلّماً قادراً على التّمييز بين الصّواب والخطأ يترك دفء بيته في الشّتاء وحبّ عائلته في وقت الشّقاء لينير درب طلّابه، ويتحمّل شقاوتهم في سبيل نشر العلم وإتمام رسالته، يستمر في القاء محاضراته وإن ظلم وقطعت أجوره فيعتقد أن هناك من يعوضه ويرزقه ببركة اتقان رسالته , فنعم الرّسالة هي رسالة العلم، حيث أن العلم يبني الجسور والبيوت وحتّى ناطحات السّحاب، وهو الّذي يداوي الجروح والأمراض والمآسي هو ذلك الرمز الحامل لأعظم رسالة متمثّلاً بأعظم الخلق رسولنا الكريم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، الّذي لم يستسلم ولم يفقد الأمل قط في قومه وخلائق ربّه، والّذي اخُتير من بين الخلائق كلّها ليحمل أروع رسالة ويعلّم غيره، فالمعلّم يقتدي بالرّسول حين يكدّ ويتعب من أجل توصيل المعلومة الّتي قد تكون سبيل النّجاة الوحيد من واقعنا المظلم ما زالت الكلمات تائهةً في بحر السّطور تبحث عن ما تقوله للمعلّم، ذلك المنير لدروب الظّلام، فمن أعظم من شخصٍ المعلم الذي يحاول بجدٍّ ودأب أن ينشر ما بجعبته من معلوماتٍ وخبايا من دون أن يسأم، أو أن يملّ، أو أن يقف أمام العقبات الكثيرة الّتي تواجهه في زمننا هذا فكان ولا زال القدوة والمثال الحسن والأب الروحي لتلاميذه فعندما يتكلم لتلاميذه عن نفسه وحياته وتجاربه ومواقفه يشدهم الشوق إلى الانتباه والمتابعة والاستماع إليه كيف لا وهو يروي لهم أروع القصص الأحب إلى قلوبهم فيسيرون معه بمتابعة أحداث روايته وكأنما هم في مسرح وقد عرض أمامهم أروع المشاهد المشوقة فبالإضافة إلى ذلك فكان المعلم وعلى مر العصور والأزمان الناصح والمرشد لتلاميذه والمخلص لهم من دسائس المغرضين وتحصين عقولهم من الأفكار المنحرفة وتهذيب عقولهم والنهوض بها وتهيئتها إلى مستقبل زاهر فكان دوماً وأبداً المدافع عن الإسلام ومبادئه السامية مستلهماً الصبر والعزيمة من واحة الرسالة المحمدية السامية وخصوصاً ونحن نتعرض الآن لهجوم فكري غاشم ذلك الفكر التكفيري الداعشي التيمي الذي استهدف الطبقات المتعلمة محاولاً تلويث أفكارهم وعقولهم من خلال بث سموم التطرف والتكفير الأموي التيمي الداعشي فكان لا بد من وقفة وموقف للمعلم لكي يعطي العلاج والدواء المناسب لذلك الداء وبالفعل فقد تصدى الكثير من أساتذتنا المعلمين لهذا الفكر الخبيث في مدارسهم وصفوفهم وذلك بتوظيف بعضاً من وقت محاضراتهم واستغلالها في طرح عقائدي لتبيين خطورة هذه الأفكار مستلهمين ذلك من مناهل المرجع الصرخي الذي تصدى لهذا الفكر التيمي المنحرف الضال من خلال بحوثه ومحاضراته التي تبث أسبوعياً فكان لها الأثر الواضح لدى المفكرين والمعلمين في النجاح في القضاء على الفكر الداعشي التيمي التكفيري وتجفيف منابعه في العراق فتوحد فكر المرجع وارشاد المعلم في القضاء على الإرهاب , ومن باب الأخوة والمحبة الصادقة ومن باب الشعور بالمسؤولية وتوحيد الجهود فقد وجه أنصار المرجعالصرخي رسالة إلى جميع المعلمين هذا نصها (((قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلمُ أن يكون رسولا) صاحب الرسالة السامية , والخلق القويم , والعلم النافع في مختلف التخصصات العلمية والفكرية والأدبية , وبجهوده الجبارة تُنمى الأخلاقيات و تُكتشف المواهب , وتُصنَع الكفاءات العلمية , كونه الوسيلة الأساسية لغرس القيم وانفتاح العقول على وسائل المعرفة المختلفة , وهو الأب والمربي والقدوة , وصاحب الدور الأساس في كل زمان ومكان و إعادة الأمل بعد فقده والوصول إلى درجة اليأس في زمن تفشى الجهل وبطش الفكر التكفيري المنحرف الظلامي لابن تيمية الحراني , فما أحوجنا اليوم إلى وقفة المعلم التربوية السامقة في وجه براثن فساد الخوارج المارقة. أنصار المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني ))) كيف لا يثنون على المعلم ومعلمهم الصرخي أثنى مراراً وتكراراً على المعلم وطالب بحقوقه ورفع الظلم عنه . تحية لمن تشقّقت يداه من الطّباشير وحلّ المسائل مئات بل ربّما حتّى آلاف المرّات ليستوعبها طلّابه , تحية لمن تغيّر صوته و تأذّت حباله الصّوتيّة مردّداً بيت الشّعر، أو آيات القرآن بأعذب صوتٍ وبالتّجويد , تحية لمن يقضي السّاعات واقفاً على قدميه اللتين قد تقرّحتا من التّعب . تحية للشمعة التي احترقت لتنير درب الإنسانية.
https://www.mrkzgulf.com/do.php?img=521857
للتسلح بسلاح الفكر المحمدي الأصيل لمحاربة الفكر الداعشي من خلال الرابط أدناه:
https://www.youtube.com/user/2alhasany
الرابط الأصلي لنص رسالة أنصار المرجع الصرخي
http://gulf-up.com/do.php?img=287697
التعليقات (0)