نشر الكاتب جليل الحديدي مقالاً بعنوان : المعلم الحسني : لمَّا تكون الطائفية هي الحاكم لا يوجد مَنْ يهتم للمساكين و الابرياء . النازحون انموذجا
منذ إن تعرضت بعض مدن العراق لسيطرة جماعات داعش الارهابية وهذه الجماعات المنفلتة قد استباحة الدم الانساني و انتهكت الأعراض و قتلت النفوس المحرمة التي أمر الله تعالى المساس بها حتى أنه سبحانه و تعالى جعلها من الخطوط الحمراء و المقدسة في الوقت نفسه بل و اعطاءها مكانة مميزة و فضلها حتى على بيته الحرام فجعل حرمة الانسان و كرامته و عرضه و شرفه أفضل من المقدسات التي أوجدها على وجه المعمورة، فمع كل تلك الحقائق التي قدمناها أو التي لم نتطرق إليها لضيق المجال فقد تجرأت تلك المجاميع الداعشية و بكل صلافة عين و تعدت على كل القوانين و النواميس الدولية و الانسانية فعاثت الفساد في البلاد و العباد و خربت الحرث و النسل وفي وضح النهار فخلفت وراءها الاعداد الكبيرة من القتلى و الجرحى و الارامل الثكالى و الخراب و الدمار و السرقات لحقوق الانسانية فخرقوا بجرائمهم الشيطانية أوامر و وصايا السماء فكان نصيب اهلنا و ابناءنا و اخوتنا النازحين من تلك الافعال البشعة التي يندى لها جبين الانسانية جمعاء النصيب الاوفر الذين تركوا مدن سكناهم خوفاً من بطش داعش و سطوة مرتزقتها، و حفظاً لأرواحهم و نفوسهم من فتك هذه الغدة السرطانية، فهجروا بيوتهم بين ليلة و ضحاها إلى الصحاري الموحشة و القفار القاسية علهم يجدون الأمن و الامان من اجرام داعش من جهة، و يستطيعون مواصلة عيشهم في ظل حكومة العراق في وقته حينئذ لكن وكما يقال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد تلك الحكومة ومن جاءت من بعدها ظهرها للنازحين ولم تمدّ لهم يد العون و المساعدة، أيضاً لم تقدم لهم كل السبل الممكنة و التي تكون لهم المعيل على ظروف الحياة القاسية و صعوبة عيشها، و عدم تمكنهم من تلبية متطلبات العيش وسط تفاقم الازمات النفسية و الصحية و الاقتصادية و الاجتماعية فقد تقطعت بهم السبل فكانوا الضحية الابرز للإهمال الحكومي و بجميع مرافقه الرسمية ؛ لأنها ما دامت تتسيدها الطائفية الهوجاء و المذهبية المقيتة و يتحكم فيها شيطان المذهبية و الطائفية الدموية و تشهد غياب العقل و قتل متعمدة للغة العقل حينها على ماذا نحصل ؟ يقيناً سوف نحصل على حكومات عنصرية طائفية لا تهتم و لا تبالي بما يجري على الفقراء و المساكين الابرياء من يتامى مشردين في الشوارع و التقاطعات يمدون ايديهم إلى المارة علهم يحصلون على ما يسد رمقهم، أو ترى الارامل الثكالى التي فجعت بفقد المعيل لهن ولأطفالهن وعلى مرأى و مسمع القيادات السياسية في العراق وهذا ما دعا المعلم الحسني إلى التذكير و حث تلك القيادات إلى ضرورة الالتفات إلى النازحين و تقديم لهم يد العون و المساعدة للتخفيف عن كاهلهم و و ضع حدٍ لمعاناتهم المستمرة و معاملتهم بالحسنى جاء ذلك في محاضرته العلمية المرقمة (28) و التي تأتي ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الاسلامي ومنها قوله : ( لمَّا تكون الطائفية و المذهبية هي الحاكم ماذا يحصل ؟ يلغى العقل لا يوجد فكر مئات الالاف و ملايين الناس في الصحاري وفي البراري مر عليهم الصيف و مر عليهم الشتاء و تمر عليهم الايام و الشهور و الفصول و السنين ولا يوجد مَنْ يهتم لهؤلاء المساكين، لهؤلاء الابرياء الكل يبحث عن قدره عن جيبه كله لوث، كله شائبة، كله إشراك )) ى. انتهى كلام الاستاذ
جليل الحديدي
التعليقات (0)