المعلم الأستاذ : يجب تدريب النفس و ترويضها
القناعة كنز لا يفنى، فنفس الإنسان كثيراً ما تقع أمام مفترق طريق لا ثالث لهما فإما أن تختار سعادتها و فوزها برضا السماء، و إما أن تسلك طريق العذاب و الخزي و الخسران المبين سواء في الدنيا أو الآخرة و يبقى أختيارها لأحدهما يتوقف على القاعدة العلمية و الفكرية و مدى سيطرته على كبح جماح غرور و جشع النفس وهي بالحقيقة مقدمة مهمة في نجاح الفرد في حياته و علاوة على ذلك نجد أن هذا المخلوق الذي بطبيعته الفطرية التي جبل عليها أنه محب للخير و الرفاه و الترف و الغنى و الهيمنة المطلقة على التصرف بالأشياء وهذا ما يجعله غير قادر على ضبط شهواته و ضعفه أمام مغريات النفس فتكون عندها هي مَنْ تقوده و تتحكم بزمام أموره بل و حتى يأكل من يديها لو صح التعبير و التشبيه فيا تُرى كيف سيكون حال الإنسان عندها ؟ فهل سيكون أهلاً لتحقيق التكامل النفسي الذي يسعى لبناء العبد الصالح أم أنه سيكون مطية لهوى النفس و حزب الشيطان الفاسدين ؟ فمع تحكمه بنفسه و سيطرته عليها و قيادته الصحيحة لزمام أموره و انقياده للعقل فهو حتماً من العباد الصالحين لكن مع غياب هذه الحقائق فلا مجال للشك بأنه فقدَّ إنسانيته و اتبع هوى نفسه فخسر الدارين لأنه مما إنسان يرتضي بأن تتلاعب به نفسه الأمارة بالسوء وهذا ما حذر منه الأستاذ المعلم الصرخي في أكثر من مناسبة فقد دعا إلى ضبط النفس و كبح جماحها و تدريبها على العبادة الصادقة و الطاعة المنجية من عذاب جهنم و سعيرها المستعر فكانت إحدى تلك الدعوات الإصلاحية الحقيقية الصادقة ما جاء في بحثه العقائدي الموسوم (الدجال) جاء فيه : (( لا يكفي تحمل الجوع والفقر والحديد والنار، بل يجب تدريب النفس وترويضها إلى المستوى الذي تصدّق فيه أنه الغنى والشبع والماء والزلال والجنة والخلد الإلهي، فعلى النفس أنْ ترتمي فيها.))
فالصبر وما فيه من دروس و حكم كفيل بضبط النفس و تعويدها و تدريبها و ترويضها على القناعة بما قسمت لها السماء حتى و إن كان قليلاً و الرضا بقضاء الله – جل و علا – و السعي الحثيث على تحقيق التكامل الأخلاقي و الاجتماعي و النفسي.
بقلم /// الكاتب أحمد الخالدي
التعليقات (0)