المعلمون والمتقاعدون رجال يطالبون بحقوقهم
د.محمد احمد جميعان
ماذا في جعبة الحكومة تجاه المعلمين بعد ان عاد الاضراب مرة اخرى ؟! ولماذا عاد الاضراب مرة اخرى ؟ وما هي المستجدات بعد هذه العودة ؟ وماهي النتيجة ؟ وما الاستشراف لما هو قادم ؟ وما هو المخرج والحل ؟
تعودنا على حكومة الرفاعي الابن ،واصبحنا نعرف سلوكها وردود فعلها بعد اضراب المعلمين الاول وبيان المتقاعدين الاول وعمال الزراعة والاعتراض على قانون الانتخاب... فهو بين الصمت والاختباء خلف البيانات والمقالات المهللة لها وبين الفهلوة والتسويف واعتبار ما يجري زوبعة تنتهي او جمعة مشمشية للمناكفات كما علق احدهم .. وهذا ما اثار حفيظة المعلمين وجعلهم يعودوا الى اضرابهم بعد نفاذ صبرهم من سوء تعامل الحكومة معهم ..
فاذا كان الصمت دليل خوف من ردود الفعل عند الحكومة، فهو بالمقابل دليل خطر يسبق العاصفة ، وعودة الاضراب الان ياتي مع هذه المستجدات، والخوف كل الخوف ان يخلق مستجدات جديدة لا يمكن رسم صورتها الان ،ولا يمكن توقعها غدا..
ياتي الاضراب الان للاخوة المعلمين ، وهم معلمينا واساتذتنا ولهم دين في اعناقنا في ظل مستجدات خطيرة ولا اخال عاقل يجهلها او يغفل عنها ، وقد تأكد لنا ان هذه الحكومة فقدت البوصلة وادخلتنا في متاهات وانفاق غير مسبوقة ولم تعد الحكمة والسياسة معيار ..
بالامس اصدر الرفاق المتقاعدين بيانهم ، وما زالوا ينتظرون رد الحكومة وتجاوبها التي لاذت بالصمت واختبأت خلف بيانات غيرها ،ومقالات كتابها فكانت مرتبكة ومرتجفة ومتناقضة وقد تراجع البعض عن مواقفهم بشكل او بآخر.. وختمت الحكومة الصمت بالاستفزاز حين اصدرت قانون انتخاب جديد في صلب جديده وتغييره مخالف تماما لما طالبوا به وقلنا في حينه هل هو صفعة ام عدم مبالاة او سوء حكمة وعدم دراية وضعف سياسة؟!
لقد قلنا فيما سبق اثناءالاضراب الاول للمعلمين لا يغرنك صبر الحليم فهو صاحب خلق يعطيك من صدر البيت مساحة ليرى كم انت حافظ للمعروف فاذا ادرك انك ناكر للجميل فهو الشجاع المقدام الذي لاتأخذه في الحق لومة لائم ، ولا يغرنك طيب المعشر وصفاء السريرة وكرم الوفادة فهي صفات الرجال والعشائر في مضاربنا فان هم ادركوا ان الضيوف ضعاف نفوس يفسرون ذلك هبلا او قلة حيلة فهم النشامى الذين لا يهدأ لهم بال الا مع صهيل خيولهم وتحصيل حقوقهم.
وقلنا ايضا ان اصحاب المعالي ذوي التصريحات النجومية الولاعة المستثيرة التي تستفز المشاعر وتسخن العقول من تهكمات حلق اللحى الى فذلكات تقنين المواقع الالكترونية التي اثارت البلبلة حتى وصلت الى التهديد ووصف المعلمين المضربين في الجنوب بانهم قلة واصحاب اجندةسياسية ..
ولكن الصمت كان جوابا ،والفهلوة كانت منهاجا ،والحكومة مصممة ان لا تستمع الا لنفسها حتى برزت مستجدات جديدة اكبر واعمق واعظم ياتي الاضراب الان في ظلها ، ولم يعد يفيد الاحتواء والتخجيل فهو ليس حلا ، والامور اصبحت متداخلة والتصميم اصبح اكبر واستقالة الحكومة وليس الوزيرين فقط اصبح استحقاق مخاض تطور وتفاقم وتعقد ولا نريد ان نسمع اسطوانات ثبت عدم صحتها انها زوبعة وانتهت فنحن الان نرى الزوبعة ليست زوبعة بل رجال يريدون حقوقهم ولم تنتهي عند الاحتواء والتخجيل.
واعود لاقول تاكيدا انه لم يعد التخويف يجدي، ولا التهديد ينفع ،ولا الاستعطاف وارسال المراسيل للمضربين يفيد ،ولم تعد الفهلوة رابحة ومنهجا تسير بها السياسة الحكومية ،فقد انبلج الصبح،واصبح لدى المعلمين والمتقاعدين وغيرهم تجربة مع حوارات الحكومة وصمتها وتخبطها ،وليس امامها بعد هذا الحال والتخبط وعدم القدرة على المعالجة والاحتواء وقد احترقت اوراقها، وارهقت امننا واستنزمت رصيد شعبية نظامنا واصبح المخاض عسيرا والمسير خطيرا ولم يعد من بد الا الاستقالة اذا كانت الحكمة والسياسة والمصلحة العليا هي سيدة الموقف .
00962 795849459/خلوي
التعليقات (0)