مواضيع اليوم

المعركة الجديدة

نقلا عن اللوموند الفرنسية

جاك دوني

"ها هي بندقيّتي قد تحوّلت قيثارة!"

معركة جديدة أمام الطوارق
"الموسيقى سلاح المستقبل!". لم يكن شعار النيجيري فيله يوماً مؤآتياً كما هو الآن. والرهان هو صدور ثلاث اسطوانات تُبرِزُ ثلاثة متمردين سابقين من الطوارق، استبدلوا الكلاشينكوف بالقيثارة. ففي مطلع التسعينات، كان هؤلاء المؤلّفين يشاركون في حرب استقلال الطوارق ضد الحكومتين الماليّة والنيجيرية.

"تيناريوان"، فرقةٌ ولدت في الثمانينات في معسكرات التدريب التي أقامها العقيد معمّر القذّافي. وتعلّم أعضاؤها العزف على القيثارات الكهربائية التي كانوا يفبركونها بواسطة علب التنك. "هدفنا بسيط: هو أن نتحرر. لذا علينا أن نتجهّز ونعدّ أنفسنا ثقافياً. الموسيقى تنقل رسالةً يشعر بها الرأي العام الطوارقي". على رأسهم، ابراهيم الحبيب، الجذّاب، والمولود في كيدال، شمال مالي، وقد طبعته مدى الحياة عمليات القمع في عام 1963 في "ادرار ايفوغاس": "النار تشتعل منذ زمنٍ طويل/ في رقادنا الضائع/ للحيوانات المحترقة والعجائز القتلى/ يجب التجمع عند أبواب كالي/ والقتال/ مهما كنتم أقوياء/ ستحترقون في ناركم".

تحوّلت "تيناريوان" ناطقةً باسم جيلٍ بأكمله، جيل "الايشومار" (تحريفٌ لكلمة عاطلين عن العمل باللغة البربرية)، هؤلاء الشبّان الفارين من مناطق الرعي التقليدية هرباً من الجفاف الكبير، ليبحثوا عن عملٍ في المدن الجزائرية. وهم الذين سيشكّلون القسم الأكبر ممّن حملوا السلاح في التسعينات، ليحلّ من بعدها السلام في باماكو عام 1992، وفي نيامي عام 1995.

في تلك الفترة سجّلت فرقة "تيناريوان" كاسيت في أبيدجان. "كانت هذه بدايتنا كفنّانين. إذ بعد توقيع الاتفاقيات كان علينا الاندماج". وبعد خمسة عشر عاماً وثلاثة اسطوانات، أغوت "تيناريوان" العالم أجمع بهذا المزيج المتفجّر الذي يذكّر بنوعٍ من موسيقى "البلوز" ذات الصوت الأجش والريفي. المتمرّدون السابقون لم ينسوا شيئاً بالرغم من تخلّيهم عن الكلاشينكوف. "رسالتنا الثورية واضحة: تحسين ظروف الحياة، الصحّة للجميع، التعليم والمعرفة للشعب كي يتفاعل مع تحدّيات العالم، بدءاً بخطر فقدان المرجعية في عالمٍ شمولي". عنوان ألبومهم الجديد هو "أمان ايمان" الممكن ترجمته بـ"الماء هي الحياة" .

"توماست" أو الشعب بلغة التاماشيك، فرقةٌ أخرى بقيادة موسى آغ كاينا، المولود عام 1972 في أحد المعسكرات، "في مكانٍ ما بين النيجر ومالي". هو أيضاً جنّدته ليبيا عام 1987. وبعد إصابته بجرحٍ خطير، تمّت معالجته في فرنسا حيث اختار أن يصبح موسيقياً. "أصبحت بندقيتي قيثارتي! وهي تحقّق إصابات أفضل". وبعد 11 عاماً، أصدر ألبوماً بعنوان "ايشومار" ، "لأن المشكلة الاقتصادية ما تزال على حالها". ويضيف برؤية جليّة: "على من وقّعوا السلام أن لا ينسوا وعودهم. إذ ما زال شعبي ينتظر أن تُزهِر الصحراء!".

أما ألبوم "متمرّد الصحراء" فيجمع موسيقيين من المسرح الفرنسي "البديل" حول عبدالله أومبادوغو، رفيق درب فرقة "تيناريوان" و"المنسيّ الكبير منذ اتفاقيات السلام"، حسب فريد مرابط، المنتج المشارك في هذا القرص المدمّج والمعنون بأنّه "مُنصِف". بدا أن الموسيقار، وهو "النسيب الجدير بفارقا توره"، كان ينتظر هذا التعاون. ويوضِح مرابط: "عبر تاريخ عبدالله هناك عودةٌ إلى التاريخ، دون نسيان الفصول المظلِمة مثل الهجمات التي كان يقودها الطوارق في الجنوب، ولا التغاضي عن توصيف الأوضاع الراهنة. قضيّة الطوارق التي لم تجد لها حلاً تتزاوج مع المشاكل المناخية التي تصيبهم في الصميم".

 

 

صحافيّ

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !