المعاملة العادلة لليهود
بقلم د/صديق الحكيم
فاتحة القول : اليوم السابع من رمضان فرحت أقرأ الجزء السابع من القرآن الكريم كعادتي في القراءة كل يوم جزء وكانت المفاجأة أن الآية الأولي من الجز السابع (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) 82 المائدة أقول مفاجأة لأنني كنت عازم علي كتابة مقال عن أكذوبة معاداة السامية
والآية بشكل واضح تبين لنا الأشد عداوة والأقرب مودة ومن الطبيعي بعد معرفة ذلك أن تكون المعاملة بالمثل من العداوة والمودة وهذا ليس تحريضا علي عداوة اليهود دون سبب مسبق أو كما يدعي اليهود معاداة السامية وهو الموضوع الي أردت أن أكتب عنه اليوم من حيث جذوره وتاريخه بإيجاز حسب المقام :
معاداة السامية أو معاداة اليهود هو مصطلح يشير لمعاداة اليهودية كمجموعة عرقية ودينية وإثنية. والمعنى الحرفي أو المعجمـي للعبارة هو "ضـد السامية"، وتُترجَم أحياناً إلى "اللاسامية". تم استعمال المصطلح لأول مرة من قبل الباحث الألماني اليهودي الأصل "وليهلم مار" (1818 ـ 1904), لوصف موجة العداء لليهود في أوروبا الوسطى في أواسط القرن التاسع عشر وبالرغم من انتماء العرب أيضا إلى العرق السامي فإن معاداة العرب لا يصنف كمعاداة للسامية ولا أدري لماذا ربما لأن اليهود الأعلي ضجيجا
والتاريخ به وقائع كثيرة لما يسمي بمعاداة اليهود وهي معاداة مبررة منها لأنها تأتي في أغلب الأحيان جزاءًا وفاقا لفعالهم الشنيعة وتعود أصول معاداة اليهود المبررة في المسيحية إلى اتهام اليهود بصلب يسوع (المسيح عيسي ابن مريم عليهما السلام بحسب عقيدة المسيحيين ) واضطهاد تلاميذه في القرون المسيحية الأولى مستندين بذلك على قول اليهود أثناء محاكمة يسوع: "دمه علينا وعلى أولادنا". كما تم اتهام اليهود بعدة تهم ثبتت بعد ذلك منها تسميم آبار المسيحيينوالتضحية بالأطفال كقرابين بشرية بشرية ووصل بهم الانحطاط الأخلاقي إلي سرقة خبز القربان وتدنيسه. وبسبب هذه التهم (الجرائم) تم طرد معظم اليهود من دول أوروبا الغربية إلى شرق ووسط أوروبا والمغرب العربي وقد تكررت عمليات طرد اليهود هذه عدة مرات نظرا لسوء سلوكهم وشنيع فعالهم
كما انتشرت معاداة اليهود المبررة (المعاملة العادلة لليهود) في المجتمعات الإسلامية وإن كانت بنسبة أقل منها في أوروبا نظرا لسماحة الإسلام وعدله. ومن اشكال المعاملة العادلة لليهود فرض زي خاص لليهود ومنعهم من الاختلاط بالمسلمين في بعض الحقب الإسلامية ومازالت حارات اليهود شاهدة علي هذه الحقبة كما أدت إشاعات تعاملهم بالربا(هذه هي صورة اليهودي في الذهنية العربية وهي تكاد تكون حقيقة في أغلب الأحوال ) إلى عدة مجازر كما حدث في صفد سنة 1838 عندما قام مسلمون ودروز بقتل ونهب أملاك يهود صفد جراء أعمالهم كشكل من أشكال المعاملة العادلة لليهود
كماحدث في الفرهود ويتساأل القاريء العزيز وماهو الفرهود ؟
الفرهود كلمة تشير إلي أعمال عنف ونهب نشبت في بغداد بالعراق واستهدفت سكان المدينة من اليهود في الأول من يونيو 1941 خلال احتفالهم بعيد الشفوعوت اليهودي. حدثت هذه الأحداث عقب الفوضى التي اعقبت سقوط حكومة رشيد عالي الكيلاني خلال انقلاب 1941 قبل أن تتمكن القوات البريطانية من السيطرة على المدينة. انتهت الحادثة في اليوم التالي لدى دخول البريطانيين بغداد وراح ضحيتها حوالي 175 قتيلا و 1،000 جريحا يهوديا، كما تم تدمير حوالي 900 منزلا تابعا لليهود. تركت هذه الحادثة أثرا عميقا لدى اليهود العراقيين وساعدت على سرعة هجرتهم إلى إسرائيل ، فبحلول عام 1951 هاجر أكثر من 80% منهم إلى إسرائيل ومن أشهر اليهود المطرودين بنيامين بن اليعازر صاحب كتاب أخي وصديقي مبارك
ويسمى الفرهود أحيانا لدى اليهود بالهولوكوست المنسي حيث يعتبر بداية النهاية للوجود اليهودي بالعراق الذي امتد لأكثر من 2600 سنة منذ سبي بابل وإن كانت مؤشرات عودتهم باتت واضحة بعد سقوط بغداد في أيد الاحتلال الأمريكي 2003
كما أدي إعلان قيام دولة إسرائيل علي أرض فلسطين 1948إلى تزايد المشاعر المعادية لليهود بحق وبشكل عام في الدول العربية والإسلامية. حيث قام كبار رجال الدين المسلمين مثل الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ عبد الرحمن السديس بالإشادة بقتل اليهود من قبل النازيين ووصفهم ب"أحفاد القردة والخنازير"
خاتمة القول : لم ولن تنتهي مظاهر العداء كرد فعل طبيعي علي أفعال اليهود الحقيرة ماداموا مستمرين في القتل والسلب والنهب والكذب والسرقة وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية في كل مكان وليس في فلسطين فقط ولن تنفعهم كل حصونهم وجدرانهم بل وترسانة الأسلحة الحربية وأبواق الدعاية الإعلامية من استمرار عداوتهم لأنهم هم سبب هذه العداوة بما اقترفت أيديهم وإن انتهوا ولا أظن أنهم سيفعلوا سنتوقف عن عداوتهم
للتواصل مع الكاتب (230) sedeeks@yahoo.com
التعليقات (0)