المعارضة البحرينية لــ (بلادي): التغيير شكلي والاسماء المطروحة مقربة من النظام

بلادي اليوم / متابعة يبدو ان السحر قد انقلب على الساحر فبعد تعويل النظام الحاكم في البحرين على سباق الفورمولا بأن يشفع له امام العالم على ما ارتكبه من انتهاكات وجرائم بحق ابناء الشعب البحريني منذ بدء الانتفاضة الشعبية في شباط الماضي وحتى الساعة . الا انه وجد العكس حيث قفزت الازمة البحرينية على بقية ازمات المنطقة الشائكة كالازمة السورية وسباق الانتخابات الرئاسية في مصر واصبحت حديث الصحافة والاعلام المحلي والدولي فصحيفة الغارديان البريطانية افردت ثلاث صفحات خلال الاسبوع الماضي للحديث بشأن الازمة وسباق الفورمولا، وراحت تاخذ مساحة كبيرة من النشرات الاخبارية لكبريات الفضائيات العالمية . قد يبدو ان الثورة بدأت تؤتي اكلها وان الضغط بدأ يتسع على النظام الحاكم ، حيث كشفت مصادر صحفية واخرى معارضة ان الملك حمد بن عيسى آل خليفة سرب قبل أيام رسالة عبر وسيط للجمعيات المعارضة، تفيد بــ "استعداد السلطة لفتح باب حوار جديد مع المعارضة يتناول جميع الملفات الحساسة، باستثناء موضوعي تغيير رئيس الوزراء ودمج الشيعة في الأجهزة الأمنية". وقال المصدر :"إن الوسيط تحدث عن إمكانية الحوار حول جميع الملفات المتعلقة بالسلطة التشريعية والقضائية وتوزيع الدوائر والتجنيس، وأن لا شيء يمثل خطاً أحمر غير موضوع تغيير رئيس الوزراء وفتح مجال التوظيف للشيعة في أجهزة الأمن والجيش". واوضح "أن الملفات غير الحمراء قابلة للنقاش مع الملك مباشرة، وهي ليست موضوعا متوافقا عليه بعد من قبل السلطة". وتابع أنه من المتوقع "أن ترد الجمعيات السياسية خلال اليومين القادمين بالسلب على رسالة الوسيط، فهي لم تتضمن حلحلة للمطالب الرئيسة للمعارضة". وقال إن "المعارضة لديها قبول مبدئي بالحوار لكن على الطريقة الإيرلندية، بحيث تقوم على إنجاز اتفاقات أولية بين الأطراف المعارضة للسلطة من جانب، والأطراف الموالية للسلطة من جانب آخر، قبل إجراء حوار شامل، ثم يصار إلى بناء مؤسسات دستورية قوية". ولفت إلى إمكانية "تأجيل تحقيق العدالة الانتقالية لما بعد بناء مؤسسسات الدولة وتحقيق إصلاح شامل في أجهزة الأمن والقضاء" على حد تعبيره. المعارضة البحرينية سارعت الى رفض القبول باي تعديل وزاري يكون تحت سقف المطلوب مؤكدة ان ما نشر في وسائل الاعلام يندرج في اطار الاستعراض الاعلامي من قبل النظام يهدف من خلاله لايجاد نوع من الصراع بين اقطاب المعارضة ليتخذ موقف المتفرج ويفرض صياغات معينة متسائلة عن فائدة الخوض في تسريبات هي اقل من سقف المطالب . وقال منسق المبادرة الوطنية للثورة والصمود محمد الشهابي في تصريح خص به " بلادي اليوم " : بغض النظر عن مدى صحة التسريبات لماذا نخوض في تعديل في امر هو اقل من سقف المطالب؟ . داعيا اطراف المعارضة الى عدم الانغماس والغرق في امر هو اقل من الحد الادنى لمطالب الثورة . ولفت الشهابي الى انه قد يكون الهدف من وراء هذا الامر هو التشويش على ما تم انجازه خلال الايام القليلة الماضية بفضل استغلال القوى الشعبية لوجود الصحافة والاعلام والقيام بفعاليات متعددة مما وجه بوصلة الاعلام والصحافة نحو الثورة البحرينية . مشيرا الى ان ذلك خيب تخطيط النظام والاحتلال السعودي في عدم لفت انظار العالم الى عمق الازمة التي تعيشها البحرين . من جانبه وصف المعارض والناشط البحريني يحيى الحديد بيان الملك البحريني بشأن التعديل الوزاري بانه "شكلي" وان النظام لايلتزم بالعهود والمواثيق خصوصا بعد نكثه لتقرير بسيوني الاخير . وكشف الحديد في تصريح لــ " بلادي اليوم " عن ان الاسماء المطروحة اليوم للتعديل الوزاري هي اسماء موالية للنظام الحاكم وتمتلك سجلا سيئا بهذا الخصوص مبينا ان من بين المطروحة اسمائهم هي سيمرة رجب المعروفة ببعثيتها لتولي وزارة الاعلام ، وصلاح علي عضو مجلس الشورى لتولي وزارة حقوق الانسان واصفا الوزارة المذكورة بانها مدعاة للسخرية . واضاف : لايمكن للنظام ان يفرط بأي وزارة امنية وسيادية لصالح اي طرف مؤكدا ان كافة الاسماء التي تمتلك سجلا في الانتهاكات لاتزال باقية في وظائفها، منها قائد قوة دفاع البحرين . الى ذلك اخفق منظمو سباق الفومولا 1 في اجتذاب جمهور إلى البطولة العالمية لسباق السيارات التي أقيمت على حلبة البحرين الدولية. وركزت التغطيات الإعلامية ووكالات الأنباء على ضعف الحضور، الذي لم يكد يملأ مدرجاً واحداً من بين مدرجات الحلبة الخمس. ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية صوراً للمدرجات، وهي تكاد تخلو من الجمهور، فيما كتب أحد تقنيي فريق "الريدبول" في حسابه على "تويتر" ساخراً من أن "الناس في مضمار الحلبة أكثر من الجمهور في المدرجات". وأفيد في هذا السياق، أن المنظمين حاولوا تفادي قيام عدسات المصورين بإظهار ضعف الجمهور، وقاموا بدعوة كافة الحاضرين في المدرجات إلى التجمع في مدرج واحد، واستخدامه للتصوير، والإيحاء بوجود جمهور للسباق. فيما ظلت المدرجات الأربعة المتبقية خالية تماماً. ونقل حاضرون بأن هذا المدرج كان الأغلى سعراً من بين جميع المدرجات، وهو المدرج الرئيس، وأن أغلبية الحاضرين كانوا قد اشتروا في الواقع تذاكر أرخص للمدرجات الأخرى، لكن على الرغم من ذلك فقد تم توجيههم إلى الجلوس فيه، ليتساووا مع كل أولئك الذين اشتروا التذاكر الاعلى سعرا .