المعاة فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم
المعارضة فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم
(المعارضة )
هذا المصطلح كان معروفا فى المجتمع العربى الجاهلى ...فقد عرف الشعر الجاهلى فن (المعارضات )حيث كان الشاعر يلقى قصيدته فى سوق (عكاظ )مثلا فيقوم شاعر آخر ينقض ما قاله أو يسابقه فيه ويتحاكمان إلى ناقد بصير كالنابغة الذبيانى...
ولما جاء الإسلام شهد من المعارضات عديدة لكنها كانت تقوم على أساس دينى ...
فى مكة ...قام أبو جهل يقول :(إنا وبنو هاشم كفرسى رهان أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا حتى إذا كنا كفرسى رهان جاء واحد منهم فقال إنه نبى يوحى إليه فمتى ندرك هذه ؟ا)
واتخذت هذه المعارضة طريقا فكريا حيث اجتمع كبار القوم يتباحثون :كيف يقولون فيما جاء به محمد فقال البعض :هو شعر وقال البعض هو سحر ووجد من القوم من يفند هاته الأقاويل ثم انتهوا إلى أنه سحر يفرق بين الرجل وزوجه وبين الرجل وولده
والحق أنه كان من بين المعارضين منصفون كهذا المعارض الذى ذهب يعرض على الرسول صلى الله عليه وسلم بعض المغريات فأسمعه صلى الله عليه وسلم بعض القرآن فعاد يقول "والله إن لقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى عليه ولايقول مثل هذا بشر"
ولكن هذه المعارضة لم تلبث أن اتخذت طابع العنف فنال النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه أذى كثير...
وفى خارج مكة قام أمية بن أبى الصلت يعارض القرآن فأتى بمحاولات مضحكة جعلته سخرية الناس فأقلع عنها سريعا...
ولما هاجر المسلمون إلى الحبشة حاولت المعارضة المكية إعادة المسلمين فى قبضتها ولكنهم فشلوا فى إقناع النجاشى رضى الله عنه ...
ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة كانت هناك معارضات...
0جبهة اليهود بماتمثله من ثقل لأهل كتاب ناصبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم العداء ظاهرا وباطنا .
0جبهة المنافقين الذين كادوا للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يألوا جهدا فى مناوأته ووصل الأمر بهم أن هددوا"لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " بل وصل الأمر أن أشاعوا الفاحشة عن زوجه الصديقة بنت الصديق رضى الله عنهما
....................
ولم تكن الجبهة الإسلامية خلوا من المعارضة بزعم أن الصحابة كانوا يطيعون الرسول صلى الله عليه وسلم (طاعة عمياء )كلا رضى الله عنهم بل أطاعوه على بصيرة ....
ولقد كانت فيهم معارضة تكون هادئة أحيانا فقد أبدى عمر رضى الله عنه معارضة لرأىأبى بكر رضى الله عنه فى شأن أسرى بدر حيث كان يرى قتلهم ...
وكانت تشتد أحيانا كموقف عمر من حاطب بن أبة بلتعة رضى الله عنه لما أرسل إلى قريش كتابا يخبرهم باستعداد الرسول صلى الله عليه وسلم لغزوهم فقد ثارت ثائرة عمر واتهم حاطبا بالنفاق وطالب بقتله ...
وفى الحديبية عارض عمر رضى الله عنه مع كثير من الصحابة
بعض شروط الصلح مع قريش وناقش الرسول صلى الله عليه وسلم :"ألسنا على الحق ؟...أليسوا على الباطل ؟ا...فعلام نعطى الدنية فى ديننا ؟ااا" وذهب يناقش أبابكر ذات المناقشة ولم يهدأ ولم يقتنع إلا عند نزول قوله تعالى منصرفهم من الحديبية "إنا فتحنا لك فتحا مبينا " فقال "أو فتح هو يار رسول الله ؟ قال "نعم " قال :الله ورسوله أعلم
ومن عمر أيضا كانت معارضة شديدة حين جذب الرسول صلى الله عليه وسلم لما تقدم للصلاة على رأس النفاق ابن سلول ...
ومن الأنصار كانت هناك معارضة حين قسم الرسول صلى الله عليه وسلم غنائم هوازن وثقيف بين الناس عدا الأنصار وعبروا عن موقفهم قائلين "لقد لقى رسول الله أهله " ولكنهم رضوا عندما أعلمهم صلى الله عليه وسلم أنه تألف هؤلاء القوم وتركهم لإيمانهم وأن الناس رجعوا بالشاء والبعير بينما رجع الأنصار بالرسول صلى الله عليه وسلم ...
وقد كانت هناك بعض المعارضات العسكرية كموقف الحباب بن المنذر من موقع الجيش قبل غزوة بدر ..وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم برأيه ....
....................
إذن كانت هناك معارضات على مستويات مختلفة فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم ..ولكن السؤال المهم :
كيف كان موفقه صلى الله عليه وسلم من هاتيك المعارضات ؟
أما معارضات قريش فقد واجه الكلمة بالكلمة وواجه العنف بالصبر...
وأما معارضات اليهود الكلامية فقد واجهها بالحجة والموعظة الحسنة فلما اتجهوا إلى المعارضة المسلحة كان حازما وقدر الأمر بقدره بين الإجلاء عن المدينة وصولا إلى قبول التحكيم الذى قضى بقتل مقاتلة بنى قريظة ..
أما المعارضة من المسلمين فكان صلى الله عليه وسلم رحيب الصدر لايعنف ولا يلوم
على أنه لاينبغى أن نفهم من كل هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسمح لمعارضيه بخداعه ..كلا فقد عفا عن الشاعر المشرك (أبى عزة )الذى كان يشبب بنساء المسلمين ويحرض على الرسول صلى الله عليد وسلم -عفا عنه حين استرحم وتعهد ألا يعود فلما عاد ووقع فى قبضة النبى صلى الله عليه وسلم لم يعف عنه وقال "لاأتركه يمسح عارضيه بمكة ويقول :خدعت محمدا مرتين "
وبعد:
فهذا شىء عن المعارضة فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم وكيف كان موقفه معها...
فهل نوازن بين ذلك وبين المعارضة الموجودة الآن ؟
وهل نستطيع أن نقتدى بنبينا صلى الله عليه وسلم ؟
هل نستطيع ؟ااااااا
منقول من مدونة -ابوالمجد
التعليقات (0)