المطلوب ملعب بسعة 35 مليون مناصر

كان الأمر مفاجئا على أكثر من صعيد، عندما نفدت تذاكر مقابلة الجزائر وصربيا تحضيرا لكأس العالم 2010 في الساعات الأولى من طرحها، واضطر الآلاف من الأنصار إلى شرائها من السوق السوداء بعشر أضعافها وأكثر، والكثير من أصحاب النية خسروا أموالهم دون مقابل لأنهم راحوا ضحية مزورين باعوهم تذاكر مزورة•
وبدا واضحا أن عهد فتح الأبواب على مصاريعها بالمجان أمام الأنصار دون أن يأتي جزء من العدد المطلوب قد ولّى مع حالة الاهتمام بالمنتخب الوطني على حساب مقابلات البطولة الوطنية، التي أصبحت الملاعب فيها خاوية، كأن الأمر يتعلق بقرار إجرائها بدون جمهور عقابا لأنصار هذا الفريق المشاغبين أو ذاك• وكان من أهم أسباب انتقال المنتخب إلى ملعب البليدة، زيادة على وضعية الأرضية، هو الذهاب إلى ملعب لا يسع الكثير من الجماهير حتى لا يفتضح الأمر•
والأمر الذي كان فوق التوقع هو تدفق الأنصار من مختلف الولايات الداخلية على الجزائر العاصمة، منذ الساعات الأخيرة لأول أمس ووصلوا إلى ملعب 5 جويلية على الساعة الرابعة صباحا ليقضي الكثير منهم هناك، مدة تقرب من 24 ساعة كاملة من أجل مشاهدة مقابلة الجزائر وصربيا وهو الأمر الذي لم يكن يخطر على البال، فكيف قضى هؤلاء الناس كل تلك المدة في ذلك المكان المعزول المزدحم دون نوم أو أكل أو شرب أو قضاء حاجة بيولوجية إلا بطرق تقترب من المعجزة• ولئن برّر البعض الأمر باقتراب نهائيات المونديال والدخول في حقله المغناطيسي، فالأمر نظريا لا يستدعي هذا الهوس الذي تجاوز كل حدود، ومعه لا ينفع ملعب بحجم 5 جويلية ولا حتى ملعب ماراكانا الذي يسع أكثر من 200 ألف مناصر ويصنف بالأكبر دوليا، وحالة الجنون بالكرة مسّت كل الفئات من الرضيع إلى الشيخ الضرير إلى عجوز الغابرين، فقد تحولت البلاد بطولها وعرضها إلى مساحة واسعة من الأنصار يساوي عددهم تقريبا عدد سكان الجزائر، وعليه فإن المطلوب من وزارة الشباب والرياضة تأسيس ملعب الجزائر الأكبر الذي يسع 35 مليون مناصر، في انتظار زيادة عدد السكان لنؤسس بعدها ملعبا بسعة أكبر•