المطلوب غفوة العالم ولو لمرة واحدة اخيرة
عودتنا السياسة الامريكية انها لاتالو جهدا في خلق الذرائع عندما تريد تحقيق اي هدف وعودتنا ايضا انها دائما ما تجد الذريعة المناسبة لخلق الظروف التي تقنع العالم بما تريد ان تعمله لتحقيق هدفها , وتاريخ حروبها يشهد بذلك فعندما ارادت ان تحارب العراق لتحرمه من الحصول على مكاسبه بانتصاره على ايران في حرب الثمان سنوات وتقوض قوته التي خرج بها من تلك الحرب والتي غيرت موازين القوى في اسخن منطقة في العالم تضم اثنين من اهم عناصر التاثير في صنع السياسات الامريكية وهما اسرائيل والنفط وهما العنصران اللذان لايمكن لامريكا ان تجعلهم تحت رحمة اي قوة غير قوتها , عندما ارادت ان تحارب العراق في تلك الفترة حرضت حلفائها لتخفيض سعر النفط الى مستوى السبعة دولارات للبرميل لتحرم العراق من ايرادات كان يحتاجها لبناء بناه التحتية التي تضررت من جراء الحرب وتعويض مافاته خلال الحرب المفروضة عليه من ايران عندها دفعت العراق الى الزاوية الحرجة لتدفعه لتصرف يخلق لها الذريعة المناسبة وكان ما ارادت حينما اضطر العراق للدفاع عن مستقبله امام ماحدث فكانت احداث الثاني من اب عام تسعين , فشنت الحرب على العراق بعد ان جمعت اكثر من ثلاثة وثلاثين دولة , واستطاعت وبنفس الذريعة ان تحاصر العراق بقرارات ذات صفة شرعية دولية كبلت العراق الى ان اضعفته الى الحد الذي اصبح فيه امر الاحتلال مجرد قرار امريكي عندها جاءت احداث الحادي عشر من سبتنمبر لتفتح الباب امام اكبر الذرائع ليس اغزو افغانستان والعراق فقط بل لتقسيم العالم الى نوعين من الدول دول مع امريكا ودول ضد امريكا وبغض النظر عن كون هذه الاحداث هي من صنع القاعدة كما تقول امريكا ام هي من صنع امريكا كما يقول اكثر من باحث عالمي فان حجة الحادي عشر من سبتمبر اصبحت الحجة التي احتلت بموجبها دولتين هما افغانستان والعراق لكن الغريب ان هذه الحجة لم تستخدم ضد ايران مع ان ايران كانت احدى دول ماسماه بوش "محور الشر" وايران هي الاكثر ارتباطا بالجهة الاساسية المتهمة بهذه الاحداث الا وهي القاعدة من باقي اعضاء "محور الشر" فكثير من الادلة اشارت وتشير الى ان كثير من قادة القاعدة عاشوا ومازالوا يعيشون في ايران .
ما نريد ان نصل اليه اننا ومنذ منذ سنوات ونحن نسمع التهديدات الامريكية الغربية لايران دون فعل فهل عجزت امريكا على ايجاد الذريعة لتجييش العالم ضد ايران مع ان ايران هي من تتبرع يوميا بتقديم الذرائع لامريكا وتعطيها المبررات لتجييش العالم وقيادة حملة عسكرية ضدها فمن اصرار ايران على تخصيب اليورانيوم ونصب اجهزة الطرد المركزي وبالالاف في منشاتها النووية الى انشاء مفاعلات نووية دون اخطار العالم الى التهديد بحرق اسرائيل ومحوها من الخارطة الى التدخل في العراق الى الحد الذي قتلت فيه المئات من الجنود الامريكان وخطف جنود بريطانيين والمساومة عليهم وفرض ارادتها على امريكا في العراق الى التدخل في لبنان وشن الحرب ضد اسرائيل بواسطة ذراعها اللبناني حزب الله وفي فلسطين وماحدث بين حماس واسرائيل ومع ذلك لم نجد اي تحرك من قبل امريكا ضدها فهل السبب هو عجز امريكا عن شن حرب ثالثة ام ان العالم لم يعد يسير خلف امريكا مغمض العينيين فلم يعد يخطوا في اي طريق تريده امريكا الا بعد ان يفتح عينيه ليرى الطريق الذي تريد منه امريكا ان يسلكها لانه ببساطة لم يعد يصدق ما تقوله امريكا بعد ان ورطته في العراق ومن قبله افغانستان , مايهمنا ويحزننا هو ان صحوة العالم هذه جاءت في الوقت الغير مناسب الى الحد الذي جعلت من ايران الغول الذي ابتلع العراق ولبنان وفلسطين وبدا يحاول ابتلاع اللقمة الكبيرة التي ستخنقه لانها اكبر حجما من فمه فحرب الحوثيين مع اليمن ومع السعودية هي محاولة لخلق الاجواء لابتلاع ارض الحرمين قبلة المسلمين الحلم الذي ظل يراود الفرس منذ ان اسقط الاسلام امبراطوريتهم واطفء نارهم , المطلوب اليوم وبصورة سريعة لاتاخير فيها ان يعود العالم للسير خلف امريكا مغمض العينين حتى ولو لمرة واحدة يخلصنا بها من الغول الفارسي وبعدها فليصحو على كيفه وليطبق معادلاته الدبلماسية و قوانينه الانسانية التي اعطت لاجرام الفرس الفرصة ليتحول الى هكذا غول بهكذا حجم اصبح خطرا على كل المنطقة .. فهل سيغمض العالم عينيه ويمسك بذيل امريكا لحرب ايران ام يبقى على صحوته التي جعلت خسائره اكبر بكثير من مكاسبه على عكس ما كان يامل لان من المفاوقات ان الصحوة في احيان كثيرة تكون كلفتها عالية الى الحد الذي تكون فيه الغفوة مطلوبة جدا واكثر منفعة .......
التعليقات (0)