مواضيع اليوم

المضحك المبكي في أحداث المرابطين

nasser damaj

2011-02-06 05:15:23

0

المضحك المبكي في أحداث المرابطين 

خليل الفزيع   


"المرابطون في الميدان" هم هؤلاء الفتية من شباب مصر الحبيبة الذين نذروا أنفسهم للتضحية بأرواحهم في سبيل أنقاذ أرض الكنانة من أوضاعها المتردية، بعد ان تمكنت "مافيا" بعض رجال الأعمال من تشويه الوجه المشرق للحياة في هبة النيل، هذه الأحداث ذكرتني بكتاب "الضاحك الباكي" للصحفي المصري طيب الذكر فكري أباظة رئيس تحرير مجلة "المصور" الأسبق، وربما ارتبط هذا التذكر بحالة نفسية مبكرة، ترسخت في ذهني عن القدرة العجيبة لأبناء مصر على تحويل مآسيهم إلى ضحك، وهو ضحك كالبكاء، فهم يسخرون من أشد المواقف الصعبة بالتنكيت عليها، ولهم في هذا الميدان أعلام عرفوا بالسخرية من كل شيء.
الأحداث الدامية في ميدان التحرير التي عاشها هؤلاء الشباب بروح الأمل والإصرار، ونفوسهم مشحونة بالرغبة في التغيير.. نتيجة تفشى ظواهر الفساد والبطالة والفقر والجريمة في المجتمع، بسبب انعدام العدالة وهيمنة "البلطجة" وغياب الوعي من قبل السلطة بمقتضيات المرحلة سياسيا واقتصاديا ودستوريا وأمنيا، كل ذلك أدى للإنفجار الشبابي الكبير، والنكتة وسيلة الإنسان للخروج من أزماته الكبرى، حتى لا يعاني من الجنون، إذا عاش ظروفا تفقده عقله لهولها ولعدم القدرة على احتمالها، ورغم قسوة الموقف في ميدان التحرير رأينا شبابا يعزفون ويغنون الأمل في التغيير، وهو أمل مقرون بالإيمان بعدالة قضيتهم، والإصرار على تحقيق الإصلاح مهما كان الثمن باهظا، دفعوه ويدفعونه الآن وهم يتعرضون لهجمات منظمة من المجرمين والخارجين على القانون الذين جندهم الحزب الحاكم للتسبيح بحمده، فروعوا الآمنين بالحجارة والعصي والسلاح الأبيض والخيول والجمال.
مساء أمس الأول الجمعة سمعت عبر إحدى الفضائيات عن اعتقال صاحب مدونة "المجنون" أثناء احتكاك أعوان النظام بالمرابطين، فسارعت إلى مهاتفة الصديق الشاعر حسن توفيق صاحب مدونة "مجنون العرب" وسألته عن هذا الاعتقال، فأخبرني أنه بخير، وأن المقصود شخص آخر وليس هو، لكنه ذكر أنه لم يسلم من حجر وقع على قدمه أثناء التراشق بالحجارة بين المرابطين والمؤيدين للنظام، وكانت إصابة قدمه بليغة فقد على إثرها "فردة من حذائه" ولم يكن الموقف يسمح بالبحث عنها، فأصبح الموقف كوميديا بالنسبة له عندما عاد إلى شقته "بفردة واحدة" بعد أن ربط قدمه المصابة بما لقيه من الأوراق في طريقه، وبنفس روحه المرحة قال: كان في مصر شاعر اسمه أبو سنة، والآن أصبح فيها "أبو فردة وأبو سنة" يقصد الشاعر والناقد والإذاعي المعروف محمد إبراهيم أبو سنة.
صديقه الأستاذ فاروق شوشة، ذكره بأن هناك الشاعر أبو سعدة، وهو أقرب إليه من ناحية السجع "أبو فردة وأبو سعدة" يقصد الشاعر والكاتب المسرحي محمد فريد أبو سعدة، لكن ما هون الأمر على الصديق الشاعر حسن توفيق، هو أن صديقه فاروق شوشة وعده بأن يجلب له "جزمة" جديدة، فتقبل هذه الأريحية بصدر رحب.
الصديق الشاعر حسن توفيق كان سعيدا بالاتصالات التي وصلته من قطر للاطمئنان عليه خلال هذه الأحداث.. من أصدقاء وزملاء وقراء عاش معهم أكثر من ربع قرن، بادلهم المحبة وحفظوا له الود، وتذكرت هنا قصيدة قلتها قبيل عودته إلى "قاهرة المعز لدين الله الفاطمي" أقصد (قاهرة الشباب المرابطين" من أجل تحقيق الحياة الحرة الكريمة لكل المصريين، ومن تلك القصيدة هذه الأبيات:
هنا محبوك يبدُو في مَلامِحِهم
هولُ الفراق وفاضَتْ قسوة الخَبَرِ
ودِّعْ محبيك في هاذي الديار فما
تدري اللقاءَ متى في حَوْمَةِ القدَرِ
قد آن للفارس العملاق مُؤتلقـا
أن يسـتريحَ من الأعْـباءِ والسَّـفرِ
سلمت ياشاعرنا العزيز، وسلمت مصر حرة أبية كريمة، وعاش شبابها المرابطون من أجل الحق والعدالة والسلام لمصر والعرب والعالم.

(جريدة الشرق القطرية) 2011-02-06




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات