مواضيع اليوم

المصلحون

شيرين الالفى

2010-02-09 07:56:00

0

ماهو الاسهل؟ ............. هل هو بناء بيت جديد وعمل ديكورات جديدة؟...... ام الحصول على بيت قديم وتجديدة بما فى ذلك من عمليات اصلاح ربما تحتاج الى الكثير من الهدم والاصلاح وفى النهايه لن يكون مثل البيت الجديد؟
فى الحقيقة ان كل من يريد ان يصلح فى مجتمعه وبلده ودينه يجد صعوبات كبيرة ويلاقى هجوما كبيرا من جميع الاطراف...... ..من الافراط والتفريط. ولكن فى النهاية يحدث التغيير ولو بقدر محدود.
غالبا ما يكون المصلح مخلص لفكرته سواء كانت صحيحة او جانبها الصواب ,والاخلاص بحد ذاته دافع قوى ومنبع هذا الاخلاص هو الحب ..........حب الله ............حب الحق ................حب الوطن , وهذا الحب ينشأ من الفطرة السليمة عند الانسان الشريف.
اما من يحارب المصلحين فهم اما انتهازيين أفاقين أو أناس مُراءون أحياناً يتربعون فى مكانه لا يريدون ان يتزحزحوا عنها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن أصعب مجالات الاصلاح ,اصلاح العقائد والاديان ,خاصة اذا كان هذا الاصلاح فى مواجهه شيوخ يعتبرون أنفسهم سدنة لمعابدهم .....شيوخ يفكرون بطريقة لايريدون تغييرها ويعتبرون انفسهم على حق وكل ما سواهم باطل ويرفضون الحوار مع الآخرين.
وعندما يحتكر مجموعة من الشيوخ اعظم الاديان على وجه الارض ويشوهوه ويصدون العالم عن سبيل الله ويصورون دينهم على انه دين يشدد على البشر كل شئ فهنا تكون اكبر كارثة تحدث فى البشريه.
انه الاسلام الدين الحق وسبيل الصلاح للبشريه وطريق النجاه ,للاسف يحتكره بعض الدعاة الذين يحصرون الاسلام فى اجتهادات علماء افاضل مر عليها اكثر من الف عام ويتركون امر الله ورسوله بالاجتهاد ويرفضون كل انسان يجتهد ويصفونه بابشع الصفات .
يشوهون الدين الحق ويخرجونه عن معناه الحقيقى ولا يفهمون منه الا الشكل الخارجى ويرفضون كل محاوله للفهم ويرفضون كل فكره مخلصه لإعادة الامور إلى نصابها ,يرفضون كل من اعطاه الله نور وفتح له فهما فى كتاب الله ويقفون بالحياه عند زمن معين.
عندما تأتى لهؤلاء بروائع من كلمات العقاد او المنفلوطى تجدهم يرفضونها جملة وتفصيلاً.
وينسون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .:
إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: العلل الكبير - الصفحة أو الرقم: 199


لم يفهموا جوهر الاسلام وجماله بل أغلقوا عقولهم أمام نور الاسلام وضياء الحق واليقين.
صورة الاسلام فى أذهانهم اشكال وملابس ولا يفهمون جمال الاسلام ومافيه من معنى الخلافه فى الارض ونصرة للحق ونبذ للظلم.
نظروا الى الرسول عليه الصلاة والسلام وقلدوه فى شكله وملبسه ولم يقلدوه فى معاملته وفهمه للاسلام .لم يفهموا عنه اى شئ سوى اللحيه والقميص .

دخل أعرابي المسجد ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ، فصلى ، فلما فرغ قال : اللهم ارحمني ومحمدا ، ولا ترحم معنا أحدا ، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لقد تحجرت واسعا ، فلم يلبث أن بال في المسجد ، فأسرع إليه الناس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أهريقوا عليه سجلا من ماء ، أو دلوا من ماء ، ثم قال : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين
الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 147
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 285
خلاصة حكم المحدث: صحيح

كلهم سمع هذا الحديث ولم يفعلوا منه شيئاً ,بل انهم اذا رأوا فى المسجد من صلى وفعل شيئا مخالف لما يرون عنفوه ,ولو وجدت احداهن من تصلى بغير جوارب وقفت واعطتها محاضرة وبالطبع هى تجهل ان هناك آراء اخرى تبيح الصلاة بغير جوارب .
جهل وعقول مغلقه وصد عن سبيل الله وابتعاد عن الصراط المستقيم وسوء ظن بالله وفوق كل ذلك تشويه للاسلام وتصويره على غير صورته الحقيقيه.
ويبقى المصلحون يجتهدون لإيصال رسالتهم وإيضاح جمال الاسلام وانه الدين الحق وانه دين الفطرة وانه دين البساطه ووضع الاغلال عنا وليس علينا.
قال الله تعالى:" الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون "
للاسف القرآن بالنسبة اليهم كلمات تحفظ ولا تفهم او تنفذ ,عندما يقابلك احدهم يسألك ماذا تحفظ ,فى حين ان النبى صلى الله عليه وسلم لم يذكر عنه ابداً انه جمع الصحابه وامرهم بحفظ القرآن بل كانوا يحفظونه من شدة فهمه وحبه كما يحفظ الآن بعض الناس كلمات الاغانى بصورة عفويه وشتان بين هذا وذاك.
كان الامام حسن البنا مثلا من هؤلاء المصلحين الذى احيا سننا كانت منسية او مندثرة ومنها سنه صلاة العيد فى الخلاء وعندما فعلها هاج الناس وماجو عليه.
ايضا عندما اجتهد إمام اهل السنه والجماعة الامام ابن تيميه فى مسألة الطلاق رماه الناس بالجنون.
وهكذا كل مصلح وكل مفكر يصطدم بعقول أبت الا الكسل ..........أبت الا ان تصدأ من عدم الاستخدام,واذا فكر أحد ربما ذكرهم ان لهم عقولا لم يستخدموها فأثار حفيظتهم.
يقول عباس محمود العقاد فى كتاب التفكير فريضة اسلاميه:" والقرآن الكريم لا يذكر العقل الا فى مقام التعظيم والتنبيه الى وجوب العمل به والرجوع اليه ولا تأتى الاشارة اليه عارضة ولا مقتضبه فى سياق الآية ,بل هى تأتى فى كل موضع من مواضعها مؤكده جازمة باللفظ والدلالة ,وتتكرر فى كل معرض من معارض الامر والنهى التى يحث فيها المؤمن على تحكيم عقله أو يلام فيها المنكر على أهمال عقله وقبول الحجر عليه"

فى الحقيقة الموضوع مؤلم وكلما تحدثت فيه اشعر بألم وكأننى أنكأ جرحا ,هذا غير ما الاقيه من هجوم من البعض الذى يصر على هذا الفهم للدين ويظن ان التفكير خروج عن الدين فى حين ان القرآن من اكثر الاوامر التى امرنا بها هى التفكير والتفكر والتعقل.
الايات التى ذكرت كلمة يعقلون 20 آيه
والايات التى ذكرت كلمة تعقلون20 آيه
والايات التى ذكرت يتفكرون11 آيه
والآيات التى ذكرت كلمة اولوا الالباب 7 آيات
وهكذا نجد ان الامر باستخدام العقل من اكثر الاوامر التى تغافل عنها مثل هؤلاء.
تقليد أعمى :
يظنون انهم بتقليدهم للسلف الصالح على حد زعمهم انهم يسلكون المسار الصحيح وفى الحقيقه كان السلف الصالح حقاً مجتهد .
واتسائل لماذا لا يقولون اننا نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه؟
ولماذا لا يتبعون طريقهم؟.........الصحابة الذين أضاف كل منهم الى الاسلام من اجتهاده وفكره على ضوء منهج النبى صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا مجرد مقلدين لأنهم فهموا ان لكل عصر ولكل ظروف احتياجات مختلفه.
لولا ان اجتهد سيدنا ابو بكر فى حرب الردة أكان الاسلام سيصلنا كاملا كما كان؟
لولا ان اجتهد سيدنا عمر فى عام الرمادة بوقف حد السرقه ربما ترك الناس الاسلام ظنا منهم انه دين جامد وقاسى؟
لو لم يجتهد سيدنا ابو بكر وجمع القران وبعده سيدنا عثمان الذى جمع القرآن على سبعة احرف لما وصلنا القران ولما سهل علينا قراْته وفهمه .
ولو لم يجتهد الصحابه والتابعين بعد ذلك فى امور الفقه والعقيده لما وصلنا كل هذا العلم النافع.
ولكن ماذا فعلنا نحن,ام ماذا فعل هؤلاء الذين يدعون ان الاسلام حكراً عليهم؟
للاسف تقليد اعمى بدون فهم ووعى وتقليد ناقص للاسف ولو قلدوا الرسول صلى الله عليه وسلم فى كل ما فعل هو والصحابه الكرام لفهموا ان الاجتهاد والتفكير والتفكر من اهم دعائم الاسلام.
وان الاسلام جوهر قبل ان يكون مظهر وان الاسلام سبيل وطريق واسلوب حياه وعبوديه وتوحيد وحب ونبذ للعنف والظلم ودفاع عن الحق وقول الحق وحرب الباطل وليس شكلا كهنوتيا لا سمن ويغنى من جوع.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات