المصالحة الوطنية في العراق والمؤثرات الخارجية. سمعنا كثيرا ومنذ مدة طويلة عن مشاريع المصالحة الوطنية التي تتحدث عنها اطراف الصراع في العراق دون ان نرى اي شيء على ارض الواقع يمكن ان يكون ناتج عن هذه المشاريع او الخطط التصالحية لانها ببساطة لم تكن بنية المصالحة بل كانت بنية التخدير تخدير الشعب الذي يموت كل يوم لانه يفتقد القادة الذين يشعرون بالامه ويتحملون مسؤولية تحقيق احلامه واماله فجل همهم هو تمرير مشاريع واجندات من يحرك ويقود الصراع في الساحة العراقية المصبوغة بلون الدم دم الشعب .
ان مشكلة الاطراف العراقية التي ينبغي ان تحمل لواء المشروع الحقيقي للمصالحة والذي ينتظره الشعب بفارغ الصبر بعد ان انهكته الاوضاع الامنية المحتقنة في بلد كان يسمى ارض السلام قبل ان ترد عليه غربان الموت من كل حدب وصوب مشكلة هذه الاطراف انها ادوات بيد اللاعبين الدوليين والاقليميين الذين يتخذون من ارض العراق ساحة لتصفية حساباتهم مرة وللحصول على مصالحهم الغير مشروعة في ارضه مرة اخرى وبهذا فهؤلاء لايملكون خيار المصالحة لكي يقدموه لهذا الشعب المجروح الذي يبدوا انه وصل الى مرحلة الياس من هؤلاء ومن عمليتهم السياسية العرجاء .
ان مشكلة الحكومة واحزابها ومشاريعها للمصالحة هي كمية الاجتثاث الذي تمارسه هذه الحكومة ضد مثقفي العراق ,فكل من لايوافق على ادارتها للدولة هو يضع نفسه في خانة المجتثين فالاجتثاث الذي تمارسه هذه الحكومة لم يقتصر على البعث و البعثيين بل ان هناك الاف من المثقفين العراقيين من غير البعثيين مبعدين عن العملية السياسية لانهم ببساطة غير راضين عن هذه الحكومة وكيفية ادارتها للدولة ولان هذه الحكومة تنفذ الدكتاتورية المقننة او ديمقراطية المكاييل المتعددة ضدهم باعتبار انها تنتقي من تمارس ضدهم الدكتاتورية ومن تمارس معهم الديمقراطية فكثير من سياسي ورجال هذه الحكومة هم كانوا رجالا للدولة السابقة وسياسيين عسكرين في الدولة السابقة فلماذا تقابلهم بالديمقراطية وتفتح امامهم ابواب المشاركة في العملية السياسية وفي قيادة الدولة ,وتمارس الدكتاتورية وبابشع صورها ضد من لايقبل ببرنامجها لحكم البلاد هذا اذا اتفقنا جدلا انها تملك اي برامج لقيادة البلاد .
ان مايجب ان نعترف به وبمرارة هو ان المصالحة الوطنية في العراق اذا ما اريد لها ان تنجح فيجب ان تعقد الاجتماعات التي تخصها في طهران ويجب ان يوافق عليها الولي الفقيه ويجب ان تكون هناك تنازلات غربية لايران في الجانب النووي وغيره لكي تنجح المصالحة في العراق لاننا رضينا ان يحكمنا ويتحكم بنا من سلم ارضنا ومستقبلنا للخارج ومن كان ولايزال ولائه لاسياده واوامره تاتيه من خارج الحدود .
السؤال المهم والجوهري هو , هل تجاوزت المصالحة الوطنية في العراق زمنها التنفيذي ؟
هل نجيب بنعم ونواجه حقيقة عدم وجود مصالحة وطنية او وجود امل بالمصالحة في العراق مع مايتبع ذلك من فوضى محتملة في كل يوم وفقدان للامل بعراق مستقر على الاقل في الوقت القريب , ام نقول لا الوقت لم ينفذ بعد لنحي الامل في النفوس بعراق مستقر يعيش فيه الجميع بامن وامان . جواب هذا السؤال تحدده الايام القادمة وتبدل ولاءات القائمين على الحكم في العراق وخاصة بعد زيارة جون بايدن وما حمله من تحذير شديد اللهجة للحكومة العراقية واحزابها ........
التعليقات (0)